يعاني الإسرائيليون بالفعل من ارتفاع كلفة المعيشة، وتضرر الاقتصاد بسبب التعديلات القضائية التي اقترحتها الحكومة، والمعلقة الآن، والتي تسببت في أزمة سياسية وعرقلت الاستثمارات وقلصت احتمالات النمو.
وقال ثلاثة خبراء اقتصاديين إن العجز الذي تستهدف الحكومة أن يبلغ واحدا بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في 2023 و0.8 في المئة في 2024 قد يرتفع إلى المثلين أو ثلاثة أمثال، مما قد يرفع عوائد السندات.
وقال فيكتور بحر، كبير الاقتصاديين في بنك هبوعليم"التوقعات مفرطة في التفاؤل".
وقلل مسؤول في مكتب نتنياهو من شأن المخاوف قائلا "رئيس الوزراء ووزير المالية يعتزمان إقرار ميزانية مسؤولة في الأسابيع المقبلة تخدم جميع الإسرائيليين. الميزانية ستعزز الاستقرار والنمو".
والحكومة واقعة تحت ضغط من احتجاجات غير مسبوقة في الشوارع على مدى أشهر واستياء غربي من أفعالها فضلا عن تراجع شعبيتها. وخصصت 13.7 مليار شيقل (3.8 مليار دولار) من "صناديق الائتلاف" لتمويل الصفقات السياسية مع الأحزاب اليهودية المتشددة المؤيدة للمستوطنين التي يعتمد عليها ائتلاف نتنياهو.
وتشمل الأموال إضافة مئات ملايين الشيقل إلى مخصصات ومدارس الجماعات الشديدة التطرف التي تقلص دراسة المواد غير الدينية مثل الرياضيات واللغة الإنكليزية بينما يركز رجالها على الكتاب المقدس والعيش على الإعانات.
واليهود المتشددون، أو الحريديم، يمثلون 13 في المئة فقط من سكان إسرائيل لكنهم قطاع سريع النمو ونحو نصف رجالهم عاطلون عن العمل. ويختار كثير منهم عدم العمل ومن يبحثون منهم عن عمل غير مؤهلين غالبا للتوظيف.
وقال قسم الميزانية بوزارة المالية، في تحليل غير معتاد يوم الخميس، إن الحكومة ستتراجع عن الحوافز الاقتصادية لتشجع الحريديم على الانضمام لسوق العمل بزيادة الإنفاق على المدارس الدينية وقسائم الغذاء والرواتب.
وقال التحليل إن هذه الخطوات ستؤثر على النمو على المديين القريب والمتوسط، وستضر في نهاية المطاف "بالإنتاجية والنمو ونوعية الحياة لجميع الإسرائيليين".
وقال النائب المتشدد يتسحاق بندروس لراديو كان إن "موظفي المالية لا يفهمون الحريديم... لن يكون هناك مجتمع إسرائيلي، ولا مجتمع يهودي إذا لم يكن هناك أناس يكرسون حياتهم لدراسة التوراة".
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن الأموال ستزيل الظلم الذي تعرض له الحريديم على مدار سنوات، ومن مثال ذلك تكدس أطفالهم غالبا في فصول دراسية مهملة. وقال إن خطوات أخرى ستُتخذ لمساعدة الحريديم في العثور على وظائف.
ومضى يقول "لا أزمة هنا"، في إشارة إلى فائض مالي حتى الآن في عام 2023 وميزانية مسؤولة.
لكن مايكل آيزنبرغ، من شركة أليف الاستثمارية الإسرائيلية، قال إن الإنفاق الإضافي من شأنه أن يغذي التضخم ويعرقل النمو و"يكلف إسرائيل وجماعة المتشددين أيضا غاليا".
وتتوقع الأرقام الحكومية بالفعل تراجع النمو الاقتصادي الإسرائيلي إلى نحو 2.7 في المئة في 2023 من 6.5 في المئة في 2022، ليهبط من توقعات بلغت ثلاثة بالمئة في كانون الثاني/ يناير.
وتتوقع وكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني نموا 1.5 في المئة فقط في 2023، وتقول إنه قد يتباطأ أكثر بسبب عدم اليقين السياسي بشأن حملة الحكومة المعلقة الآن للحد من دور المحكمة العليا في تعيينات القضاة.
ومنذ عودته إلى منصبه في كانون الأول/ ديسمبر ، أقال نتنياهو وزير دفاعه بسبب معارضته للتعديلات القضائية. وتوقف عن المضي قدما فيها للسماح بإجراء محادثات مع المعارضة وواجه مقاطعة وزير اليمين المتطرف إيتمار بن جفير التصويت في الكنيست.
وأدت مبادرة التعديلات القضائية إلى انخفاض الاستثمار الأجنبي وهروب بعض رؤوس الأموال. وتراجع الشيقل وخفضت وكالة موديز تصنيفها لإسرائيل إلى مستقر.
وحتى الآن، لم تتحقق النتيجة المرجوة من مفاوضات التعديلات القضائية التي تستهدف التوصل لتوافق واسع النطاق من شأنه أن يحول دون مزيد من الضرر. ويخشى البعض من ألا تأخذ الميزانية في الاعتبار بشكل صحيح التباطؤ الشديد في النمو، مما قد يتسبب في أضرار أكبر.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد "نتنياهو باع اقتصاد إسرائيل ومستقبل أبنائنا من أجل البقاء في السلطة".
رويترز