ألقت الشرطة التونسية القبض على شابين، بسبب أغنية ساخرة تنتقدها، في خطوة تعزّز المخاوف من تآكل حريّة التعبير منذ انفراد الرئيس قيس سعيد بمعظم السلطات.
وكشفت المحامية إيمان السويسي أن "الشابين يوسف شلبي وضياء نصير، يواجهان تهمًا بإهانة الآخرين عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ونسب أمور غير صحيحة لموظفين"، مشيرةً إلى أن "الشابين قد يواجهان عقوبة السجن لمدّة تصل إلى عام إذا أكدت المحكمة التهمة".
ونشر شبان، هذا الأسبوع، أغنية على "تيك توك" و"فيسبوك"، يظهرون فيها وهم يضحكون ويرددون أغنية ساخرة تنتقد معاملة الشرطة للموقوفين، وقانون المخدرات. وبعد أيام قليلة من رواج الأغنية، أوقفت الشرطة اثنين منهم وتبحث عن ثالث.
وأثار اعتقال الشابين، غضبًا واسعًا بين النشطاء والمدوّنين الذين أعادوا نشر الأغنية تعبيرًا عن التضامن معهما. واعتبر ناشطون إن "الحريات أصبحت محاصرة"، وقال آخرون: "تونس أصبحت سجنًا كبيرًا".
وأصدرت محكمة استئناف تونسية، أمس الثلاثاء، حكمًا بالسجن خمس سنوات على خليفة القاسمي، الصحافي في إذاعة "موزاييك إف.إم"، بتهمة إفشاء معلومات عن أجهزة الأمن عقب نشر تقرير له عن تفكيك خلية إرهابية.
وانتقدت نقابة الصحافيين الحكم الذي وصفته بأنه صادم، معتبرةً أنه "أشد عقوبة بحق صحافي في تاريخ تونس ولم يحدث حتى في أكثر الفترات الديكتاتورية في تونس"، وقالت: "الحكم كان بمثابة رسالة لإسكات الصحافيين".
وكانت حرية التعبير والصحافة مكسبًا رئيسيًا للتونسيين بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وأطلقت شرارة احتجاجات في المنطقة العربية.
وتعهّد سعيد، الذي أصدر قرارًا بحلّ البرلمان عام 2021، وسيطر على جميع السلطات تقريبًا، بحماية الحقوق والحريات وقال إنه "لن يكون ديكتاتورًا".
لكن خصومه الذين وصفوا تصرفاته بأنها انقلاب، قالوا إنه أسس لحكم الرجل الواحد وسجن خصومه ويقمع الأصوات المنتقدة.
وألقت الشرطة القبض، هذا العام، على عدة قادة بارزين من المعارضة بتهمة التآمر ضد أمن الدولة وهي خطوة وصفتها المعارضة بأنها ترسخ لنظام ديكتاتوري.
رويترز