توفي الروائي البريطاني مارتن لويس أميس، اليوم السبت، بحسب صحيفة "ذا صن". ويعد أميس صاحب رواية المال (Money) التي أبدعها عام 1984، ورواية حقول لندن (London Fields) التي كتبها عام1989، من أعظم خمسين كاتبًا بريطانيًا منذ 1945 بحسب تصنيف صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، عام 2008.
وُلد أميس عام 1949 في أكسفورد، حيث تلقى تعليمه في المملكة المتحدة وخارجها، وتخرج مع مرتبة الشرف الأولى في اللغة الإنكليزية.
واستوحى كتاباته مما رأى حوله من العبثية المُستشرية في مرحلة ما بعد الحداثة والفظائع التي يعاني منها المجتمع الغربي الرأسمالي والتي يعكسها رسم الكاريكاتير الخلاّق. لذا فقد وصفته جريدة نيويورك تايمز الأميركية بأنه السيد الذي لا يُضاهى فيما سمته "السخط الجديد".
تأثر أميس في كتاباته بروائيين آخرين أمثال سول بيلو، وفلاديمير نابوكوف، وجيمس جويس وأيضًا ترك فيه والده كينغسلي أميس أثرًا. وكما تأثر بغيره من الكُتاب فقد ترك أثره على جيلٍ من الكُتاب بأسلوبه المميز، منهم ويل سيلف (Will Self) والكاتبة زادي سميث (Zadie Smith).
حياته المبكرة
ولد مارتن أميس في أكسفورد، إنكلترا. والده هو الروائي الإنكليزي الشهير السير كينغسلي أميس، ووالدته هيلاري باردويل ابنة موظف مدني بوزارة الزراعة، ولمارتن أخ أكبر يُدعى فيليب، وقد توفيت أخته الصغرى سالي في عام 2000.
تزوج والداه في عام 1948 في أكسفورد، وانفصلا عندما كان أميس بعمر الثانية عشرة. درس في عدد من المدارس في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، منها مدرسة كامبريدج الثانوية للبنين، ووصفه مدير المدرسة بأنه «غير واعد». وفي عام 1965 عندما كان أميس بسن الخامسة عشرة لعب دور جون ثورنتون في النسخة السينمائية لرواية ريتشارد هيوز هاي ويند إن جامايكا.
لم يكن أميس قد قرأ شيئاً سوى الكتب المصورة حتى قامت زوجة والده الروائية إليزابيث جين هوارد بتعريفه بجين أوستن التي قال عنها أميس لاحقاً أنها أول شخص أثر عليه.
فازت روايته الأولى أوراق راتشيل (1973) - التي كتبها في منزل العائلة في شمالي لندن - بجائزة سومرست موم، وحوِّلت الرواية لاحقاً إلى فيلم غير ناجح. تحكي الرواية قصة مراهق مغرور (والذي يعترف أميس بأنه يمثل سيرته الذاتية) وعلاقته مع صديقة قبل ذهابه إلى الجامعة. كتب أميس بالإضافة لذلك سيناريو للفيلم ساتورن 3، وهي التجربة التي اعتمد عليها لاحقاً في كتابة روايته الخامسة «المال». أما رواية ديد داديز التي نشرت في عام 1975 فتحكي قصة حياة بعض الأصدقاء الذين يجتمعون في منزل ريفي لتعاطي المخدرات، وفي هذه الرواية بالتحديد تبدأ شخصية أميس الأدبية بالظهور لأول مرة: الفكاهة السوداء الهشة، وهوسه بالتدخل في مجريات الأحداث.