دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

أردوغان يفوز برئاسة تركيا ويمدد حكمه المستمر منذ 20 عاماً

مدد رجب طيب أردوغان بقاءه في سدة الحكم في تركيا المستمر منذ عقدين بعد فوزه في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية امس الأحد، ليحصل على تفويض لمواصلة حكمه الذي أخذ منحى استبداديا على نحو متزايد وأحدث استقطابا داخل البلاد لكنه عزز مكانتها كقوة عسكرية في المنطقة.

أردوغان يفوز برئاسة تركيا ويمدد حكمه المستمر منذ 20 عاماً

وصف منافس أردوغان كمال كليتجدار أوغلو الانتخابات بأنها "أكثر انتخابات غير عادلة منذ سنوات" لكنه لم يشكك في النتيجة.

وعلى الرغم من خسارته، فقد أظهرت النتائج الرسمية أن كليتجدار أوغلو فاز بنحو 47.9 في المئة من الأصوات ، مما يشير إلى الانقسام الشديد داخل البلاد.

وقال كليتجدار أوغلو إنه سيواصل قيادة النضال وإنه خسر ما قال إنها "أكثر انتخابات غير عادلة منذ سنوات" في مواجهة الرئيس الحالي. وأضاف في تصريحات من أنقرة أن النتائج أظهرت رغبة الناس في تغيير الحكومة الاستبدادية.

وعبر عن حزنه بسبب "المشكلات" التي ستواجهها تركيا.

كما هنأت ميرال أكشينار زعيمة الحزب الصالح التركي المعارض الرئيس على فوزه اليوم لكنها قالت إنها ستواصل مسيرتها كمعارضة.

وأضافت أكشينار في تصريحات من أنقرة أن النتائج أظهرت أن هناك درسا كبيرا يحتاج أردوغان إلى تعلمه، مشيرة إلى أنها تأمل في أن يكون أردوغان رئيسا لجميع الأتراك.

وتراجعت الليرة التركية إلى 20.05 مقابل الدولار مع إعلان أردوغان فوزه. وهذا الرقم قريب جدا من أدنى مستوى قياسي بلغ 20.06 والذي سجلته الليرة أمام العملة الأمريكية يوم الجمعة. وتراجعت الليرة بأكثر من ستة في المئة منذ بداية العام.

كان يُنظر إلى الانتخابات على أنها واحدة من أهم الانتخابات في البلاد، إذ كانت المعارضة تعتقد بأن لديها فرصة قوية للإطاحة بأردوغان بعد أن تضررت شعبيته جراء أزمة تكاليف المعيشة.

ويمثل فوز أردوغان بخمس سنوات أخرى في الحكم ضربة قوية لخصومه الأتراك الذين يتهمونه بتقويض ديمقراطيتهم بشكل مطرد مع اكتسابه المزيد من السلطة، وهي تهمة ينفيها.

لكن فوزه يعزز صورته كزعيم لا يقهر بعد أن أعاد بالفعل رسم السياسة الداخلية والاقتصادية والأمنية والخارجية في الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة ورسخ وضعها كقوة في المنطقة.

ولا يبدو أن فوز أردوغان يدق ناقوس الخطر في أنحاء الشرق الأوسط بعد أن كان توصل إلى تسويات مع عدد من الحكومات التي كان على خلاف معها.

ومن على متن حافلة في إسطنبول، شكر أردوغان الشعب على مشاركته بالتصويت وقال إن الناخبين منحوه مسؤولية الحكم للسنوات الخمس المقبلة.

وأضاف "الفائز الوحيد هو تركيا".

وفي خطاب النصر الذي ألقاه في أنقرة تعهد أردوغان بتنحية كافة الخلافات والاتحاد على القيم والأحلام الوطنية، لكنه غير نبرته وهاجم المعارضة واتهم كليتجدار أوغلو بالوقوف جنبا إلى جنب مع الإرهابيين دون ذكر أدلة على ذلك.

وقال إن إطلاق سراح صلاح الدين دمرداش الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، الذي وصفه بأنه "إرهابي"، غير ممكن في ظل حكمه.

وأشار أردوغان إلى أن التضخم هو أكثر القضايا إلحاحا في تركيا.

وأكد رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينر فوز أردوغان بعد حصوله على 52.14 في المئة من الأصوات، مما يمثل النتيجة الرسمية للانتخابات.

وقال ينر إنه بعد إحصاء 99.43 بالمئة من صناديق الاقتراع، حصل كليتشدار أوغلو منافس أردوغان على 47.86 بالمئة. وأضاف أنه مع وجود فارق يزيد عن مليوني صوت بين المرشحين الاثنين فإن بقية الأصوات التي لم تحص بعد لن تغير شيئا في النتيجة.

التهاني تنهال على أردوغان

وفي موسكو، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "صديقه العزيز" أردوغان، قائلا إن الفوز دليل على تقدير الشعب التركي للسياسة الخارجية المستقلة التي ينتهجها.

وأرسل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود برقية تهنئة لأردوغان مهنئا إياه بإعادة انتخابه، مشيدا "بالعلاقات الأخوية التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، والتي نسعى لتعزيزها وتنميتها في المجالات كافة".

وكان رؤساء إيران وإسرائيل والإمارات والجزائر وأمير قطر من بين القادة الذين قدموا التهنئة له في الشرق الأوسط حيث رسخ النفوذ التركي، وفي بعض الأحيان بالقوة العسكرية. كما هنأه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بيان. وتلقى كذلك التهنئة من عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية ومحمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي.

وفي واشنطن، هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي.

وقال على تويتر "أتطلع إلى مواصلة العمل معا كعضوين في حلف شمال الأطلسي بخصوص القضايا الثنائية والتحديات العالمية المشتركة".

وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التهنئة، قائلا إن فرنسا وتركيا لديهما "تحديات ضخمة يتعين مواجهتها معا".

وفي برلين، هنأ المستشار الألماني أولاف شولتس أردوغان على انتخابه لفترة جديدة، وقال على تويتر إن تركيا وألمانيا شريكان وحليفان وثيقان.

وأضاف أن هناك ارتباطا وثيقا بين "الشعبين الألماني والتركي وبين اقتصاديهما".

وقال إن الجانبين يرغبان سويا في تعزيز جدول أعمالهما المشترك بقوة دفع جديدة.

كما هنأه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، متمنيا له "فترة جيدة مع الكثير من العمل" للشعب التركي. وكتب لولا على تويتر أن أردوغان يمكنه "الاعتماد على شراكة البرازيل في التعاون الدولي من أجل السلام وفي محاربة الفقر ومن أجل التنمية (في أنحاء) العالم".

وفي بروكسل، هنأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل الرئيس التركي، قائلا على تويتر "تهانينا لك يا أردوغان على إعادة انتخابك رئيسا لتركيا. اتطلع للعمل معك مرة أخرى لتعميق أواصر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في السنوات المقبلة".

كما هنأته أيضا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وتجمع المؤيدون عند مقر إقامته في إسطنبول انتظارا لفوزه بعد أن أشارت بيانات وكالتي الأناضول الرسمية وأنكا المعارضة للأنباء إلى فوزه مع فرز ما يقرب من 99 في المئة من صناديق الاقتراع.

وجذب أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، الناخبين بخطاب قومي ومحافظ خلال حملة شهدت خلافات وصرفت الانتباه عن المشكلات الاقتصادية العميقة.

وردد أنصار أردوغان الذين تجمعوا أمام مقر إقامته في إسطنبول هتاف "الله أكبر".

ووضعت نيسا (28 عاما) الحجاب وعليه اسم أردوغان، وقالت "أتوقع أن يتحسن كل شيء".

وقال مؤيد آخر لأردوغان إن تركيا ستصبح أقوى مع توليه المنصب لخمس سنوات أخرى.

وقال ميرت (39 عاما) الذي جاء للاحتفال مع ابنه "هناك قضايا ومشكلات في كل بلد حول العالم وفي الدول الأوروبية أيضا... بالقيادة القوية سنتغلب على مشكلات تركيا أيضا".

وقالت بوجرا أوزتوج (24 عاما)، التي قالت إنها منحت صوتها لكليتشدار أوغلو، إنها لم تُفاجأ بالنتيجة وحملت المعارضة مسؤولية الفشل في إحداث التغيير.

وأضافت "أشعر بالحزن وخيبة الأمل لكني لست يائسة. ما زلت أعتقد أن هناك من يمكنهم رؤية الحقائق".

وتراجعت الليرة إلى مستويات متدنية على نحو قياسي في الأسبوع الماضي في ظل الضبابية المتعلقة بتأثير فوز أردوغان على السياسة الاقتصادية.

وذكرت الأنباء الأسبوع الماضي أن هناك خلافات داخل حكومة أردوغان بخصوص الإبقاء على ما يصفه البعض بأنه برنامج اقتصادي غير مستدام أو التخلي عنه.

وتعهد كليتجدار أوغلو بإعادة ضبط الحكم في حال فوزه واستعادة حقوق الإنسان وإعادة الاستقلال إلى القضاء والبنك المركزي بعد تهميشهما على مدار العقد الماضي. 

رويترز

يقرأون الآن