أكد عضو المكتب السياسي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة" أنور رجا في حديث لموقع "وردنا"، الى أن " غارة جوية إسرائيلية حصلت بعد الثانية من فجر اليوم الأربعاء على موقع قديم للجبهة، في منطقة قوسايا في البقاع اللبناني، أدّت الى استشهاد 5 من الكوادر القيادية، وعناصر الجبهة، وجرح 10 بالاضافة الى الخسائر المادية".
واعتبر رجا ان "العدو الصهيوني، تمكّن من توجيه ضربة قاسية، أدّت الى استشهاد بعض القيادات العسكرية في الجبهة، لكن هذه التضحيات والشهادات لن تكسرنا، بل ستزيدنا إصرارا وإيمانا رغم مرارة الخسارة. هذا قدرنا، وهذه طبيعة الصراع القائم ".
وعن سبب استهداف هذا الموقع تحديدا، قال رجا:" العدو نتيجة حال القلق والارباك، والصورة التي اهتزت في البعد الأمني الذي يقيم عليه نظريته، بعد عدة معارك مع محور المقاومة، ومن بينها المعركة الأخيرة في غزة. صورة العدو، تشوّهت كما قدرته على الردع، فأراد أن يوجه رسالة الى محور المقاومة حيث يستطيع"، مشددا على ان " العدو أنكر مسؤوليته نتيجة حالة الارتباك والحسابات السياسية والأمنية المعقدة التي يمكن أن تنشأ نتيجة هذا العدوان، ونتيجة الخشية من ردود أفعال معينة. كما جرت العادة، ينكر مسؤوليته عن كثير من العمليات الأمنية حتى في العواصم العربية والاوروبية، والتي طالت علماء. عندما يكون الامر فيه شيء من الحساسية، ومن التبعات والنتائج التي قد لا تسر أمنه وسياسته، فيتلطى خلف إصبعه".
ولفت الى " اننا لسنا على أبواب تصعيد اطلاقا، وهناك حسابات سياسية وأمنية، والكل يتحضّر الى جولات، لكن لسنا في أجواء المواجهة المباشرة في هذه الظروف".
وعما إذا كان الرد على الضربة الاسرائيلية سيكون من الداخل اللبناني، أكد رجا ان" ذلك غير وارد خصوصا ان لبنان لديه حساباته وحساسيته، ونحن نحرص على عدم القيام بأي ردود أفعال عشوائية أو مباشرة يمكن ان تعطي للعدو ذريعة للعدوان. ليس واردا على الاطلاق، القيام بأي ردود فعل مباشرة انطلاقا من لبنان. اما من داخل الاراضي الفلسطينية، فهذا حكما سيحصل، ونحن في صراع يومي ومفتوح مع العدو، ولا ننتظر العدوان لنقوم بالرد بل نحن في حالة اشتباك يومي مع العدو".
واختتم رجا حديثه، بالقول:"معركتنا مفتوحة وهي معركة إرادات، ومعركة وعي، وتنطلق من وعي طبيعة الصراع مع العدو الذي هو عدو الأمّة جمعاء. نحن نشد أزرنا، بعمقنا في محور المقاومة، لنكون أحرار هذه الأمة".
من جهة ثانية، قال مصدران أمنيان لبنانيان، ومصدر أمني فلسطيني لـ"رويترز"، اليوم الأربعاء إن "خمسة من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قتلوا في انفجار خلال الليل في لبنان بالقرب من الحدود مع سوريا".
ولفت الجيش الإسرائيلي لـ"رويترز" الى أنه لا يعلق على تقارير أوردتها وسائل إعلام أجنبية.
وأكد مصدر إسرائيلي لـ"رويترز" ان "لا علاقة للجيش الإسرائيلي بانفجار على حدود لبنان وسوريا".
ونقل مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين، القول: "لم يكن هناك هجوم إسرائيلي على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على الحدود اللبنانية- السورية".
وأكد مسؤول في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" لـ"رويترز" ان " غارة إسرائيلية على لبنان، أسفرت عن مقتل 5 أعضاء في الجبهة وإصابة 10".
وكان أفيد عن سماع دويّ انفجار قويّ في عدد من قرى البقاع ليلاً، تسبب بإصابة عدد من الجرحى تمّ نقلهم إلى مستشفى "الناصرة" التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في برّ الياس، حيث عولجت حروقهم البسيطة، قبل أن يغادروا. كما تمّ نقل 3 جرحى إلى الجهة السورية من الحدود.
وتضاربت المعلومات حول مصدر الانفجار إذ هناك من قال انه ناجم عن ضربة جوية نفذها الجيش الاسرائيلي في حين أشارت بعض المصادر الصحافية الى ان ما حصل هو نتيحة انفجار صاروخ تابع للفصائل الفلسطينية في منطقة قوسايا.