وبعد انتهاء الوقت الرسمي المخصص للتصويت وهو الثامنة مساء (الخامسة بتوقيت غرينتش) أغلقت المقار الانتخابية أبوابها، حيث يُسمح للموجودين داخل اللجان بالإدلاء بأصواتهم.
وبدأ تلفزيون الكويت على الفور بثا مباشرا لمتابعة نتائج الصناديق التي تٌفرز أولا بأول، قبل إعلان الأرقام التي حصل عليها كل مرشح.
وشكر أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح كبار مسؤولي الدولة والقضاة على ما قاموا به من جهد خلال الانتخابات، التي تمت "بكل كفاءة وشفافية"، مشيدا بالحس الوطني للمواطنين "ومشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات".
وخلال ساعات النهار توافد الكويتيون على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وذلك للمرة الثالثة خلال سنتين ونصف.
وفي ساعات الضحى كان التصويت يسير بشكل اعتيادي في لجان مدرسة مشعان الخضير المشعان بمنطقة مشرف، المخصصة لتصويت الذكور، مع ضعف نسبي في الإقبال وارتفاع في درجات الحرارة التي فاقت الأربعين درجة.
وقال المستشار محمد النصر الله، قاضي اللجنة الأصلية في هذه المدرسة، إن "الأمور طيبة وما زلنا في بداية التصويت والأمور ستسير للأفضل إن شاء الله".
وخارج مقار الاقتراع وقف رجال الأمن والمرور لتنظيم عملية السير والدخول والخروج، وتواجد مرشحون لاستقبال الناخبين وتحيتهم، كما وقف أفراد من الدفاع المدني يساعدون الضعفاء وكبار السن وينقلونهم بالكراسي المتحركة.
Kuwait KRCS heavily involved in facilitating voting process
— Kuwait News Agency - English Feed (@kuna_en) June 6, 2023
(Photo feature)https://t.co/t3cNXlzXhx#KUNA #KUWAIT pic.twitter.com/yQcnelDJX1
وقال محمد نزار وهو مهندس متقاعد (60 عامًا) إن الحضور ضعيف مقارنة بالانتخابات السابقة بسبب كثرة الانتخابات.
وتابع "الناس ملّت. هناك إحباط شديد. وأنا في البيت فكرت ألف مرة قبل أن أقدم للتصويت"، معتبرًا أن أكثر ما تحتاجه الكويت "هو تطبيق القانون على الجميع وكسر الواسطة والمحسوبية".
بينما رأى أبو قتيبة وهو طالب جامعي (22 سنة) أن بعض الناس فقد الأمل بينما البعض الآخر متمسك بحقه في التصويت مهما صار.
وأكد أبو قتيبة أن قضايا الإسكان والتعليم ينبغي أن تحتل الأولوية لدى البرلمان القادم والحكومة معتبرًا أن "هناك تقدمًا لكن بطيء جدًا".
آلية الإنتخابات في الكويت
ويتنافس في هذه الإنتخابات 207 من المرشحين والمرشحات، وهو الأقل منذ أكثر من خمسة عقود. بينما يبلغ عدد الناخبين من الرجال والنساء نحو 794 ألفًا.
وتُجرى الانتخابات في 759 لجنة انتخابية موزعة على 118 مدرسة في محافظات الكويت الست.
وتُجرى الإنتخابات تحت إشراف القضاة ووفقًا لنظام الصوت الواحد الذي يعني أن لكل ناخب الحق في منح صوته لمرشح واحد فقط، وتتم عملية الإقتراع في يوم واحد من الثامنة صباحًا إلى الثامنة مساءً.
وتتكون الكويت من خمس دوائر انتخابية، لكل دائرة عشرة نواب، حيث يفوز المرشحون الذين يحصلون على المراكز العشرة الأولى في كل دائرة بعضوية البرلمان.
وتحظر الكويت الأحزاب السياسية لكن البرلمان يتمتع بصلاحيات كبيرة مقارنة بباقي دول الخليج، منها الحق في استجواب رئيس الوزراء والوزراء وإقرار القوانين ورفضها وإلغائها. لكن الأمير له الكلمة الفصل في شؤون البلاد وله صلاحية حلّ البرلمان.
وقال مجلس الوزراء إنه استعرض في اجتماعه، أمس الاثنين، آخر الترتيبات والاستعدادات لتنظيم انتخابات مجلس الأمة 2023 "لتمكين الناخبين والناخبات من اختيار مرشحيهم بسهولة وسط أجواء من الحرية والديمقراطية".
حالة من الغموض
وتأتي هذه الانتخابات بعد حكم المحكمة الدستورية في آذار/ مارس الذي أبطل انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي وأعاد برلمان 2020، الذي كان ولي العهد أمر بحله العام الماضي بعد أزمة سياسية طاحنة بين نواب المعارضة وحكومة الشيخ صباح الخالد الصباح آنذاك.
ودخلت الحياة السياسية بعد هذا الحكم حالة من الغموض، لا سيما أن برلمان 2020 الذي تمت إعادته لم يكن على وفاق مع الحكومة الجديدة التي يرأسها الشيخ أحمد نواف الصباح نجل أمير البلاد.
وفي أول أيار/ مايو تم حلّ برلمان 2020، مرة ثانية بمرسوم أميري والعودة للشعب لاختيار ممثليه من جديد. وأصدر ولي العهد، الذي يتولى معظم صلاحيات الأمير، بعدها مرسومًا آخر بإجراء الإنتخابات البرلمانية التي تجرى اليوم.
وتعيش الكويت أزمات متتالية بسبب الصراع بين الحكومة التي يعينها أمير البلاد أو نائبه والبرلمان المنتخب انتخابا مباشرا من الشعب، الأمر الذي أعاق الإصلاحات الاقتصادية والمالية في البلد الغني بالنفط.
رويترز