سلّط تفجير سد نوفا كاخوفكا في خيرسون الأوكرانية، وهي المنطقة التي سيطرت القوات الروسية على جزء كبير منها، الضوء على الخطر الحقيقي الذي تحمله "حرب السدود"، وذلك بعد"حرب المسيرات"، بغض النظر عن الجهة التي أقدمت على تفجير الجزء العلوي من السد، علما أنه لو انهار الجزء السلفي، لكانت الأضرار كارثية على البشر والحجر.
وبدخول السدود على خط الحرب الروسية- الأوكرانية، يخرج الى العلن حجم المخاطر التي يمكن أن يسببها انهيار عدد من السدود الأوكرانية، في بلد معروف عالميا بأنه "خزان السدود"، وفيه بحسب دراسة للمعهد القومي للبحوث في الأكاديمية البولندية للعلوم والتكنولوجيا، ما لا يقل عن 1054 خزانا كبيرا، ونحو 33 ألف خزان متوسط وصغير.
تشير الدراسة التي تعنى بالمسطحات المائية الاصطناعية في أوكرانيا، أن تلك الخزانات تلعب دورًا مهمًا في توفير المياه لمختلف قطاعات الاقتصاد.
وتوضح وكالة الوارد المائية الأوكرانية أن الاتجاه الرئيسي في إنشاء السدود جاء بغرض توفير المياه للمناطق الصناعية، ولا سيما خاركيف ودونيتسك، ودنيبروبتروفسك وخيرسون وغيرها. وتستثمر أوكرانيا نحو 28٪ من تلك الخزانات بغرض بيع المياه.
وفي حين يوجد أكثر من 57 سدا في خاركيف، ونحو 15 سدا في خيرسون، يوجد في دونيتسك نحو 129 سدا، يليها دنيبرو التي تخزن المياه في 100 سد، في حين يوجد في العاصمة كييف نحو 62 خزانا، و73 خزانا في لوهان، و64 في أوديسا، ما يعني أن معظم المدن المكتظة بالسكان، تعيش تحت تهديد الغرق في حال تحولت تلك الخزانات الى قنابل متفجرة يمكن أن تجرف معها كل المبادئ والدساتير المتعلقة بالمياه والسدود.
فهل تنبئ حادثة اليوم بالآتي من أشكال حروب تلعب الطبيعة، بالتآمر مع الانسان، دورها الخطير في جرف البشر والحجر؟