السعودية آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

التحالف ضد "داعش": العين على "الهول" والخوف من أفغانستان والساحل الأفريقي

التحالف ضد

أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الخميس، أنّه من "المُؤسف وغير المقبول على الإطلاق، أن تتنصل الدول الغنية من مسؤوليتها المتعلقة بإستعادة مواطنيها الذين تم إحتجازهم خلال المعركة ضد تنظيم "داعش".

وشدّد على أهمّية مكافحة التطرف ومواصلة العمل على منع عودة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضاف: "لذلك أقول لتلك الدول عليكم التحرك وتحمل مسؤولياتكم كونكم جزءًا من تحالف يعني العمل معا".

وقال في الكلمة الختامية للإجتماع الوزاري لـ"التحالف الدولي" ضد داعش المنعقد في العاصمة الرياض، اليوم الخميس، إنّ "المملكة ستبذل كل جهد لملاحقة داعش أينما وجد".

كما أكد أنّ "السعودية تؤمن بضرورة مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف"، مضيفًا "أنّها ستواصل الجهود المنسقة لإقتلاع آفة الإرهاب من جذورها".

وحث دول العالم كلها على العمل معًا لنشر قيم التسامح والحوار، لافتًا إلى أنّ "رؤية المملكة 2030 تركز على التنمية المستدامة ودعم الشباب وتنمية سبل الحوار".

وأشار الى أن الاجتماع بحث في اجراءات مواجهة الارهاب في أفغانستان كي لا تصبح مأوى، مؤكدا على ضرورة أن تستعيد الدول "دواعشها" وإعادة تأهيلهم، ولاسيما في الساحل الافريقي.

وأبدى أسفه الى أنه لا يزال هناك دول متقدمة ترفض استعادة ارهابييها وتترك العبء على الدول الفقيرة.

وقال: "التطرف والارهاب يجب أن لا يرتبط بأي دين وأن لا يكون المسلمون عرضة لمضايقات بسبب ممارسات حالات متفلتة.

وتابع: "نريد أن ننهي الوجود الايراني في سوريا، ولا بديل عن الحوار مع دمشق، ولاسيما أنها قدمت التزامات واضحة للغاية  لمعالجة مخاوف المجتمع الدولي".

وبخصوص العلاقة مع إسرائيل، قال: "نعتقد أن التطبيع مع إسرائيل سيكون له مزايا كبيرة للجميع لكنها ستكون مزايا محدودة من دون مسار إلى السلام مع الفلسطينيين".

وبشأن اللجوء السوري في لبنان، قال :" لا يمكن أن يتحمل لبنان عبء 2 مليون لاجئ سوري ونسعى لايجاد طرق آمنة لعودتهم".

وزير الخارجية الأميركي

وبدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن أنّ "بلاده ملتزمة بدحر داعش والتخلص من آفة الإرهاب". إلا أنّه نبه من أن أفغانستان، وبعض المناطق الإفريقية شهدت ارتفاعًا في الهجمات الداعشية.

كما حذّر في الكلمة التي ألقاها خلال الإجتماع، من أنّ" الإبقاء على مسلحي داعش الأجانب في المخيمات يهدد بعودة التنظيم".

ودعا الدول المعنية إلى" إستعادة مواطنيها من مسلحي داعش الأجانب"، معتبرًا أن "تلك الخطوة مهمة جدا من أجل تفكيك مخيم الهول في سوريا".

وأمل بلينكن أيضاً تخصيص واشنطن 148,7 مليون دولار لجهود إرساء الاستقرار في سوريا والعراق.

وتابع: "معا يمكن أن نحقق التقدم وتبني رؤية حيال مستقبلنا المشترك ونحن نثمن قيادة السعودية لتنظيم هذا الاجتماع.حققنا تقدما على مستويات مختلفة مع شركائنا السعوديين ومجلس التعاون والتحالف الدولي. ويسعدنا أن تعمل الدول على سحب مقاتليها واعادة تأهيلهم. لابد من أن تستعيد الدول "دواعشها" من مخيم الهول بسوريا وغيره. وكنا ركزنا مع مجلس التعاون على مواجهة أعمال القرصنة والسيطرة على السفن وأفضل سبيل للتصدي هو تعزيز واستقرار العلاقات. وبشأن السودان نقود حملة لوقف اطلاق النار وسنواصل عملنا لوقف الاعمال العدائية. وكذلك يجب التصدي لمخدر الكبتاغون. وستواصل الولايات المتحدة شراكتها مع أثيوبيا من أجل التوصل الى حل لوقف العنف هناك".

وتحدث عن ضرورة الشراكة لتحدي أزمة المناخ وإشراك المرأة في الحياة العامة والتركيز على حقوق الانسان في الأجندة المشتركة. وأثنى على الدور الذي قامت به أول رائدة فضاء عربية ريانة برناوي على اعتبارها مؤشر للتقدم الذي تحرزه المرأة العربية.

وأكد: "نحن لا نطلب من العالم الاختيار بين الصين او الولايات المتحدة، وسنرى إن كان بالإمكان تحقيق تقدم في سوريا يتوافق مع القرار 2254"، وعلق: "نشك بأن نظام الاسد سيقوم بما هو مطلوب منه ونتفق مع السعودية بشأن القضايا الرئيسية".

التحالف الدولي

وتأسّس التحالف الدولي بقيادة واشنطن عام 2014، عقب صعود التنظيم في العراق وسوريا المجاورة.

ومنذ إعلان القضاء على "الخلافة" عام 2019، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم الموجودين في مخيّمات خصوصاً في مخيّم الهول الذي يشهد عمليات قتل وفوضى وحوادث أمنية.

 لكن رغم النداءات، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلّمت دول قليلة عدداً كبيراً من مواطنيها، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، خصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.

 وفي آذار/ مارس الماضي، نبّه قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" مايكل كوريلا من أن مقاتلي التنظيم المحتجزين في سوريا والعراق هم "جيش حقيقي قيد الاعتقال". وحذّر من "أنه في حال تحريرهم، ستشكل المجموعة تهديداً كبيراً"، موضحاً أنّه "ما من حلّ عسكري لمعتقلي" التنظيم.

وبينما أصدرت المحاكم العراقية المئات من الأحكام بالإعدام أو السجن مدى الحياة بحق المتّهمين بالانتماء إلى التنظيم، تحذّر الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا من أنها لا تتمتّع بالقدرات الكافية من أجل مواصلة احتجازهم، ناهيك عن محاكمتهم.

والشهر الماضي، أفاد التحالف الدولي عن تراجع في هجمات التنظيم في العراق وسوريا خلال الأشهر الأولى من العام 2023، بنسبة 68% مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.

لكن لا يزال عناصر التنظيم ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنّون هجمات متفرّقة.

وبحسب تقديرات نشرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي في شباط/ فبراير، لدى التنظيم "ما بين 5000 إلى 7000 عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق" وسوريا، "نحو نصفهم من المقاتلين".

لقاء سعودي أميركي

وكان الوزيران بن فرحان و بلينكن قد التقيا أمس الأربعاء على هامش الإجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في مقر الأمانة العامة للمجلس بالرياض، وبحثا الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.


رويترز

يقرأون الآن