كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الجمعة، نقلا عن مسؤول أميركي أن قمر استطلاع أميركي رصد انفجارا بسد كاخوفكا الأوكراني مباشرة قبل انهياره، وإطلاق كميات ضخمة من المياه إلى المناطق المحيطة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأوضح المسؤول للصحيفة أن الأقمار الاصطناعية المزودة بأجهزة استشعار للأشعة تحت الحمراء رصدت بصمة حرارية تتوافق مع انفجار كبير.
وذكر أن محللي الاستخبارات الأميركية يشتبهون في أن روسيا هي المسؤولة عن تدمير السد، إلا أن أجهزة الاستخبارات ليس لديها دليل قوي حول من يقف وراءه.
الأمن الأوكراني
وقال جهاز الأمن الداخلي الأوكراني إنه رصد مكالمة هاتفية تثبت أن "مجموعة تخريبية" روسية فجرت سد ومحطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء.
ونشر الجهاز على قناته على "تيليغرام" مقطعا صوتيا مدته دقيقة ونصف الدقيقة للمحادثة المزعومة التي بدا فيها أن رجلين يناقشان تداعيات الكارثة باللغة الروسية.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة التسجيل.
وقال أحد المتحدثين في المكالمة وصفه جهاز الأمن الداخلي الأوكراني بأنه جندي روسي "إنهم (الأوكرانيين) لم يضربوه. كانت هذه مجموعتنا التخريبية... أرادت تخويف الناس بهذا السد".
وأردف قائلا "لكن الأمر لم يمض وفق الخطة، و(قاموا) بأكثر مما خططوا له".
وأضاف أن "آلاف" الحيوانات نفقت نتيجة لذلك في "متنزه سفاري" الذي يقع في اتجاه مجرى النهر.
وأبدى الرجل الثاني دهشته في المحادثة من تأكيد الجندي أن القوات الروسية دمرت السد ومحطة الطاقة الكهرومائية.
ولم يكشف الجهاز عن تفاصيل أخرى للمحادثة أو المشاركين فيها. وقال إنه فتح تحقيقا جنائيا في جرائم حرب و"إبادة البيئة".
وذكر في بيان أن "رصد الجهاز (للمكالمة) يؤكد أن محطة كاخوفسكايا (للطاقة الكهرومائية) فجرتها مجموعة تخريبية من المحتلين... الغزاة أرادوا ابتزاز أوكرانيا بتفجير السد وأحدثوا كارثة من صنع الإنسان في جنوب بلادنا".
معهد نرويجي
كما ذكر معهد الزلزال النرويجي أنه رصد انفجارا تزامن مع الدمار في سد نوفا كاخوفكا الأوكراني.
بوريل
وأشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الجمعة، إلى أن "كلّ المؤشرات تشير على ما يبدو، إلى أنّ روسيا كانت وراء تدمير سد كاخوفكا، الّذي تتبادلُ موسكو وكييف الاتّهامات بشأن استهدافه".
وأضاف للتلفزيون الإسباني: "السد لم يُقصف. دُمّر بالمتفجّرات التي نُصِبَت في المناطق التي فيها توربينات. هذه المنطقة تحت السّيطرة الروسيّة".
وتابع: "لم أكُن في المكان لمعرفة مَنْ فعل ذلك. ولكن كلّ المؤشرات تدلّ على أنّه إذا حدث الأمر في منطقة خاضعة للسّيطرة الروسيّة، فمن الصّعب أن تكون جهة أخرى مسؤولة عنه".
وقال بوريل: "في كل الأحوال، إنّ العواقب بالنسبة لأوكرانيا رهيبة، من مختلف وجهات النظر: من وجهة نظر إنسانية في ما يخصّ النازحين، ومن وجهة نظر بيئية لأنّ تدمير السد سيؤدي إلى كارثة بيئية".