التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الجمعة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث جرى استعراض العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
كما تم تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأحداث الدولية والإقليمية، وتنسيق الجهود المبذولة المشتركة بشأنها.
وعقد ولي العهد والرئيس الفرنسي اجتماعًا ثنائيًا موسعًا بحضور وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ووزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد بن عبدالملك آل الشيخ، ووزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر بن عثمان الرميان، وسكرتير ولي العهد بندر بن عبيد الرشيد، والسفير السعودي لدى فرنسا فهد الرويلي.
فيما حضره من الجانب الفرنسي، وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية كاترين كولونيا، وسفير فرنسا لدى المملكة لودوفيك بوي، وأمين عام الرئاسة الكسي كولير، ورئيس الأركان الخاصة اللواء قوات جوية فابيان مندون، والمستشار الدبلوماسي إيمانويل بون، ومستشار شمال إفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، ومستشارة التصدير والسياسة التجارية فيكتوار فاندفيل.
فيديو.. لحظة وصول ولي العهد السعودي الأمير #محمد_بن_سلمان إلى قصر الإليزيه. #فرنسا pic.twitter.com/OvV50pnuwn
— Waradana News (@NewsWaradana) June 16, 2023
الرئاسة الفرنسية
وبعد لقاء ثنائي، أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة التصدّي لتغير المناخ وأهمية هذه القمة في بناء جسور بين البلدان عبر القارات المختلفة، بخاصة في مجال مكافحة الفقر وتمويل الانتقال الطاقوي وتعزيز المرونة في مواجهة آثار التغير المناخي.
وشدد على الدور الرائد الذي يمكن أن تلعبه المملكة العربية السعودية في هذا الصدد.
وعبّر الرئيس الفرنسي عن قلقه العميق إزاء الحرب العدوانية التي تشنها روسيا في أوكرانيا وتأثيرها الكارثي على السكان المدنيين وتداعياتها على الأمن الغذائي.
كما شدد ماكرون على ضرورة إيجاد حل للصراع وتعزيز التعاون لتخفيف آثاره في أوروبا والشرق الأوسط والعالم.
وأبدى الرئيس الفرنسي وولي العهد التزامهما المشترك بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأعربا عن رغبتهما في مواصلة جهودهما المشتركة لتحقيق تهدئة دائمة للتوترات.
وشددا على ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان، الأمر الذي يعدّ العائق الرئيسي أمام حل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة،
وأكد ماكرون التزام فرنسا بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية واستعدادها لمساندة المملكة في تعزيز قدراتها الدفاعية.
ورحب بتعزيز العلاقات الاقتصادية القوية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية. وتذكر الرئيس الفرنسي رغبة الشركات الفرنسية في مواصلة دعم المملكة العربية السعودية في تنفيذ رؤيتها الطموحة 2030.
وأشاد بالخبرة المعترف بها للشركات الفرنسية، بخاصة في مجال الانتقال الطاقوي والنقل والصحة والتكنولوجيا الحديثة.
ورحب الرئيس الفرنسي برغبة السعودية في زيادة استثماراتها في البنية التحتية الصناعية والإنتاجية الفرنسية.
الديوان الملكي
وأعلن الديوان الملكي، في وقت سابق، أنه بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، غادر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باريس، في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي.
من جهتها كشفت الرئاسة الفرنسية، أن ماكرون سيناقش الحرب في أوكرانيا مع الأمير محمد بن سلمان، ضمن قضايا أخرى.
ويترأس الأمير محمد بن سلمان وفد المملكة المُشارك في قمة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد المقرر عقدها في باريس يومي 22 و23 من الشهر الجاري، كما سيشارك في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030.
وأكّدت مصادر دبلوماسية مواكبة للقمة أن "التوجه هو لدعم اللبنانيين في اختيار قيادات سياسية مستقبلية شبابية تتبوأ أرفع المناصب وتكون على قدر التحديات الحاصلة في المنطقة".