حلّ لبنان في المرتبة الثانية كأكثر بلد في المنطقة يعاني فيه الموظّفون توتّرًا يوميًّا في بيئة عملهم، أمّا حالة الغضب اليومي في بيئة العمل لدى الموظّفين فهي ثالث أعلى نسبة في المنطقة. جاء ذلك، في تقرير أصدرته "غالوب"، وهي شركة إستشاريّة عالميّة لإدارة الأداء "تقرير حالة مكان العمل العالميّة للعام 2023"، والذي يلقي نظرة على حالة الموظفين في مكان عملهم وحياتهم من أجل تقدير أداء المؤسسات ومتانتها.
يرتكز التقرير على ثلاثة مقاييس، هي: مشاركة الموظّفين (Employee Engagement) والمشاعر السلبيّة اليوميّة (Daily Negative Emotions) وسوق العمل.
وبحسب "غالوب"، أشار التقرير الى أنّه "إذا كان مستوى مشاركة الموظّفين في عملهم مُتدنيًا، فإنه يؤثر بشكلٍ سلبيّ على الإقتصاد العالمي حيث أنه يكلّف حوالي 8.8 ترليونات د.أ. أيّ ما يشكّل 9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في العالم. من جهة أخرى، ذكر التقرير أن 44 في المئة من الموظفين المُستطلعين، يعانون توتّرات يوميّة في بيئة عملهم و21% هم في حالة غضب يومي"، معتبرًا ان "هذه المستويات قياسيّة بالرغم من أن العالم قد تعافى من جائحة كورونا في العام 2022".
في المقابل، كشف التقرير أن "53 في المئة من الموظفين في العام 2022، يبحثون عن وظائف على مَقربة من منازلهم (مقارنةً بـ45 في المئة في العام 2021)، في حين أن 51 في المئة من الموظفين المستطلعين يبحثون عن وظيفة جديدة". وقد كشفت نتائج الإستطلاع أن مشاركة الموظفين في عملهم لها تأثير أكبر بـ3.8 أضعاف من أثر بُعْد مَسافة مكان العمل عن منازلهم.
وفي التفاصيل، نشر التقرير، إحصاءات حول مستويات توتر الموظفين المشاركين وغير المشاركين بشكلٍ مباشر، والذين يعملون في مقرّ عملهم أو في بيئة هجينة (في مقرّ عملهم وفي منازلهم) أو في منازلهم. بالأرقام، فإن 29 في المئة من الموظفين الذين يعملون في مكان عملهم، يُعَدون مشاركين في بيئة العمل وفي حالة توتر يومي، فيما 38 في المئة، يعتبرون غير مشاركين و52 في المئة غير مشاركين بشكلٍ مباشر. بالإضافة إلى ذلك، إنّ 34 في المئة من الموظفين المشاركين والذين يعملون في بيئة هجينة، يُعَدّون في حالة توتّر يوميّ، في حين أن 48 في المئة، يعتبرون في حالة غير مشاركة و54 في المئة غير مشاركين بشكلٍ مباشر.
إقليميّاً، كشف التقرير أن "الموظّفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد احتلوا المرتبة ما قبل الأخيرة لناحية مشاركة الموظّفين في بيئة العمل، كما أتوا في المركز الخامس من أصل 10 مناطق من حيث مستويات التوتّر اليوميّ، وفي المرتبة الثانية لناحية الغضب اليوميّ، وفي المرتبة العاشرة لناحية بيئة العمل، وفي المرتبة الخامسة بالنسبة لنيّتهم في ترك عملهم الحالي".
وبالأرقام، كشف التقرير أن "15 في المئة من الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يُعَدّون مشاركين في بيئة العمل، في حين أن 62 في المئة هم في حالة مغادرة العمل بهدوء و23 في المئة في حالة مغادرة العمل بشكلٍ ظاهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن 45 في المئة و32 في المئة من الموظفين في المنطقة، يعانون حالة توتّر وحالة غضب يوميّ فيما عَبّر 34 في المئة منهم عن نيّتهم في البحث عن وظيفة جديدة".
بيئة العمل
محليّاً، أشار التقرير الى أن "لبنان أتى في المرتبة 13 من أصل 15 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث معيار مشاركة الموظّفين في بيئة العمل، إذ أن هذه النسبة، وصلت إلى 9 في المئة فقط. وقد أتت إيران في المرتبة الـ14 (9 في المئة نسبة مشاركة) مَتبوعةً من الجزائر في المرتبة 15 (8 في المئة نسبة مشاركة)".
وأضاف التقرير : "لبنان هو ثاني أكثر بلد في المنطقة يعاني فيه الموظّفون توتّراً يوميّاً في بيئة عملهم حيث أن 67 في المئة منهم يعانون هذه الحالة (مَسبوقة فقط من تركيا مع نسبة توتّر تقدّر بـ68 في المئة)".
في الإطار نفسه، تشير أرقام لبنان إلى أن حالة الغضب اليومي في بيئة العمل لدى الموظّفين هي ثالث أعلى نسبة في المنطقة عند مستوى 41 في المئة (مَسبوقة من تركيا: نسبة 48 في المئة والعراق نسبة 47 في المئة). وكشف التقرير أخيراً أن لبنان في أدنى مرتبة بين نُظرائه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث مناخ العمل، حيث أن 7 في المئة من الموظّفين المستطلعين قد اعتبروا أن الوقت الحالي مُناسب للبحث عن وظيفة جديدة.