قصة البحر الأبيض المتوسط وثروته الطبيعية وشعوبه وأساطيره والتحديات الراهنة التي يواجهها، تجسدت في مبادرة إيطالية من خلال معرض يقدم نظرة شاملة عن البحر المتوسط وكافة تفاصيله، من خلال عرض لصور من الاقمار الاصطناعية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الإيطالية ASI ووكالة الفضاء الأوروبية ESA وغيرها. الى جانب عدد كبير من الصور والفيديوهات بهدف تقديم نبذة عن العلوم والفنون، في الماضي والحاضر.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الايطالي أنطونيو تاياني، أشار الى أن البحر الأبيض المتوسط مهد الحضارة ونقطة تقاطع للمسارات التجارية الرئيسية، وهو مساحة للحوار والتفاعل والتبادل الثقافي بين البلدان والشعوب التي تحده، وخير دليل على ذلك وجود أكثر من 300 موقع للتراث العالمي لليونسكو.
لكنه في الوقت عينه، يمثل واحدة من أكثر المناطق الضعيفة تأثرًا بالتحديات العالمية مثل التغير المناخي والأمن الغذائي والنزاعات وأزمات اللاجئين.
رئيس وكالة الفضاء الإيطالية (ASI) تيودورو فالنتي، أوضح بدوره أن فهم "البيئة الحساسة" لحوض البحر الأبيض المتوسط، يفترض أن يعزز الحوار والتعاون بين شعوب المنطقة.
السفيرة الايطالية نيكوليتا بومباردييري، أشارت في معرض حديثها عن المعرض الذي يستضيفه متحف "نابو" الى أن الدول المتوسطية تواجه اليوم تحديات مشتركة وعليها النظر إلى الفرص المشتركة. مشددة على الحاجة إلى "أجندة سياسية مشتركة لمعالجة التحديات والتقاط الفرص" للعمل بشكل فعّال للتخفيف من تأثير تغير المناخ على البحر الأبيض المتوسط الذي يتأثر بشدة بالاحتباس الحراري. ومكافحة التلوث الذي يضر بشدة بالصيد والسياحة. من دون أن تغفل بومباردييري أهمية التعاون "لإدارة تدفقات الهجرة" التي تمر عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأظهرت بيانات صور الأقمار الاصطناعية، على علامات لا لبس فيها عن التغير المناخي المستمر، والإحتباس الحراري، وتراجع هطول الأمطار، وموجات الحر الزائدة مع فترات طويلة من الجفاف تتناوب مع هطول غزير للأمطار، فضلاً عن تغيير المواطن البحرية.
المخاطر البيئية، لاسيما المواد البلاستيكية وغيرها من الملوثات، مسألة باتت في صلب اهتمام البيئيين والمهتمين بسلامة الحياة البحرية وباتت الحكومات تخصص مؤتمرات دولية وميزانيات خاصة لمواجهة هذا النوع من الكوارث التي ستترك اثرها البالغ على حياة البشر.
وبرأي المتابعين أن تحفيز التفكير العميق في البحر المتوسط، مسألة باتت أكثر من ضرورية، سيما وأن حوضه تتشاركه ثلاث قارات، ولايمكن إنقاذه الّا من خلال التنمية المستدامة في جميع الدول على طول شواطئه.