ففي الحقيقة، يأتي الجنسنغ في ثلاثة أنواع رئيسية، وهي الطازج والأبيض والأحمر، وفي حالة الجنسنغ الأحمر والأبيض، يجب أن تنمو هذه الجذور لمدة خمس سنوات على الأقل قبل استخدامها، وعلى عكس جذر الجنسنغ الأبيض غير المعالج، فـ الجنسنغ الأحمر الكوري مطهو على البخار ومجفف.
كما ويقول الباحثون أن تكوين وفوائد تناول الجنسنغ الأحمر تختلف باختلاف كيفية معالجة الجذر، حيث اكتشف الدكتور دونجيوب هام، من المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور (هيونسيوك كو) من مركز سيول أسان الطبي مكونين رئيسيين من الجنسنغ الأحمر، اللذان يمكنهما منع الخلايا السرطانية من الانتشار في مناطق أخرى من الجسم.
حيث يقول الفريق أن المكونات النشطة في الجنسنغ الأحمر، Rk1 وRg5، يمكنهما أن تمنعان البروتين الذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار خلايا سرطان الرئة إلى باقي أماكن الجسم، وقد ابتكر الدكتور(هام) تقنية ميكروويف جديدة لتحمير جذور الجنسنغ الأحمر.
وقد قال مؤلفو الدراسة أنه يستخدم نفس مبادئ فرن الميكروويف النموذجي المستخدم في المطبخ العادي، وأنه بالمقارنة مع تبخير الجنسنغ الأحمر وتجفيفه، فإن طريقة المعالجة الجديدة هذه تزيد من تركيز مركبي Rk1 وRg5 بأكثر من 20 مرة.
كما وكشفت الدراسات السابقة للباحثين أن جذور الجنسنغ الأحمر المعالج بهذه الطريقة فعالة أيضا ضد سرطان البروستاتا وعنق الرحم والجلد، كما أن لديها قوى وقائية ضد تلف الكلى المرتبط بتناول العقاقير الطبية.
كيف يمكن للجنسنغ الأحمر قمع سرطان الرئة؟
يقول الباحثون أن الخلايا الطبيعية تموت عندما تنفصل عن أنسجتها الأصلية ومع ذلك، فإن الخلايا السرطانية لديها القدرة على الانتقال إلى أنسجة أخرى في الجسم والنمو من جديد، وهذه هي عملية النقائل التي تحاول علاجات السرطان منعها أو إبطائها.
وقد وجدت الدراسة أن بروتين TGF-β1، وهو بروتين خلوي، يعمل كمصدر لإرشاد وتحفيز الخلايا السرطانية، وأنه يحفز هذه الخلايا على البدء في الحركة ويعزز تطوير الوظائف الشبيهة بالخلايا الجذعية في الخلايا السرطانية، حيث أوقف علاج خلايا سرطان الرئة باستخدام مركبي Rk1 وRg5، المكونات الرئيسية للجنسنغ الأحمر، بشكل فعال هذه الوظائف التي يسببها بروتين TGF-β1.
وعلى الرغم من أن مكونات الجنسنغ الأحمر قد ثبت في السابق أنها تقتل الخلايا السرطانية، فقد أثبتت هذه الدراسة أن هذه المكونات من الجنسنغ الأحمر لها تأثيرات أخرى مضادة للسرطان ويمكن أن تمنع تفشي سرطان الرئة في الجسم، مما يوفر دليلا عمليا قد يؤدي إلى التطوير المستقبلي للأدوية المضادة للسرطان المشتقة من المنتجات الطبيعية.