يصدر في بيروت الاسبوع المقبل، كتاب للكاتب عمران أدهم بعنوان "المملكة العربية السعودية الرابعة"، يتناول فيه مراحل تأسيسها الاولى الى تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز زمام ادارة بلاده عام 2015. ويسلط الاضواء على الادوار والمهمات التي يلعبها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويقول المؤلف في مقدمة كتابه: "نقدمه اليكم (القراء) على انه استقراء متواضع لماض وحاضر مرا على المملكة، ونعتبره نوعاً من السيرة الذاتية لها".
ويضم الكتاب 6 فصول تتناول الحياة السياسية في المملكة الاولى والثانية والثالثة، وصولاً الى الرابعة، التي شهدت في السنوات الاخيرة جملة من التغييرات على مستوى الحقول السياسية والاجتماعية ومكافحة التطرف وتطوير السياحة. وتركز صفحات الكتاب على النهضة التي تشهدها المملكة ورؤيتها من خلال مشروع رؤية 2030 التي ستترجم على ارض مدينة نيوم والمشاريع الاستثمارية والسياحية التي ستقوم على مساحتها، بهدف ان تكون صورتها مماثلة لأوروبا، على ان تبصر مشاريعها النور قبل الموعد المحدد لإنجازها، وتمتد على مساحة 26500 كيلو متر مربع. وتقع في شمال غرب المملكة حيث رصد لها صندوق الاستثمارات العامة 500 مليار دولار أميركي.
وتناول الكتاب العلاقات العربية - السعودية وإطلاق السوق المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي مع طموح المملكة الى اصدار الريال او الدينار الذهبي.
وناقش علاقات المملكة مع الخارج وتطويرها مع الصين، وصولاً الى التفاهم بين الرياض وطهران، وما سيجلبه من ايجابيات على العاصمتين وانعكاسه على اليمن والاقليم. ويعرج الكتاب على سياسة المملكة الرابعة في المنطقة وفتح صفحات جديدة بينها وبين سوريا.
ويتطرق الكتاب ايضا الى سياسات الاصلاحات التي ينتهجها ولي العهد بن سلمان، حيث يعمل على ارساء دعائمها في بناء سلسلة من الاصلاحات الهيكلية الداخلية في مجتمع المملكة، مع تركيزه على عنصر الشباب وتعزيز حضور المرأة في مختلف القطاعات.
ويحمل الفصل الرابع عنوان: "الطريق الى المملكة السعودية الرابعة"، وهي ليست بعيدة في رأي الكاتب أدهم بعد التحولات العديدة التي تشهدها المملكة، ولا سيما بعد وصول الملك سلمان الى الحكم والى جانبه ولي عهده. وان كل هذه الاجراءات والخيارات والقرارات لن تولد على حساب الهوية السعودية وارتباطها بماضيها. ويتناول الكتاب ايضاً مركزية الدولة والادارة الجيدة وكيفية اختيار الموظفين الى خلق فرص استثمار جديدة في المشتقات النفطية والسياحة مع الاسهاب في سياسة ولي العهد حيال القطاعات الحيوية مع التشديد على تطوير التعليم والصحة، الى انفتاحه على العالمين العربي والاسلامي والعالم الخارجي، فضلا عن تسليط الضوء على نبذ التطرف واستفادته من موقع بلده وتصديه لأي صراع بين السنة والشيعة، حيث يريد بلاده في الصدارة لتكون قوة اقليمية جبارة وهادئة في المنطقة.
وتبقى مدينة نيوم في صلب اجندة بن سلمان، حيث لا ينفك عن العمل على نقل المملكة الى عالم المستقبل وعالم الذكاء الاصطناعي، حيث لم يتأخر وابناء شعبه عن تحقيق هذا الحلم على صحراء ستنطق بالإشعاع والعلوم والرفاهية.
ويقول الكاتب: "تأخذ سياسة الامير في المملكة السعودية الرابعة وبقيادته بعدا مستقبليا لا يدركه الناس الان، ولكنهم سيقطفون ثماره غدا في التعليم والصحة والوظائف وغيرها(...). هنيئا للمملكة بهذا القائد النبيل وهنيئا للبشرية بوجود هذا الفكر الخلاق المبدع، الذي يحمل في قلبه هموم مواطنيه، فيبتكر لهم طرقا وأساليب تنقلهم من الانكفاء الى مراحل متقدمة، تضعهم في الصدارة. هنيئا للمواطن السعودي بهذا القائد المتفهم الذي يسابق الزمن الى طموحاته البعيدة الافاق".
تم طبع النسخة الاولى من الكتاب في بيروت في مطبعة درغام، وسيباع في مكتبة انطوان. وسيطبع في الرياض وباريس وعواصم اخرى في الاسابيع المقبلة وسيترجم الى الفرنسية والانكليزية ولغات أخرى.