ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تدرس مطالبة شركات التبغ بخفض النيكوتين في جميع السجائر المباعة في الولايات المتحدة إلى مستويات لا تسبب الإدمان.
ويأتي هذا الأمر مع اقتراب للموعد النهائي لتقرير فيما إذا كان سيتم إقرار حظر سجائر المنثول(ذات نكهة النعناع) المسؤولة عن إقبال أعداد كبيرة من المراهقين على إدمان التدخين، إذ ستقدم إدارة الغذاء والدواء الأميركية ردها في 29 أبريل/نيسان الجاري على التماس قدمه مواطنون أميركيون بهذا الشأن إلى أحد لمحاكم.
ورغم عقود من الحملات لمكافحة التدخين، يموت نحو نصف مليون شخص سنويا في الولايات المتحدة من جراء التدخين الذي يكلف حوالي 300 مليار دولار سنويا على صعيد الخدمات الصحية والنقص في الإنتاجية، و ذلك على ما تفيد إدارة الدواء والغذاء نفسها.
وكانت دارسة نشرت في العام 2018 في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين" قد توقعت أن يتراجع عدد المدخنين بخمسة ملايين شخص في حال خفض نسبة النيكوتين إلى مستوى لا يسبب إدمانا، اعتبارا من السنة الأولى من تطبيق القرار.
وفي نفس السياق، قال خبراء إن تخفيض نسبة النيكوتين يهدف أيضا إلى دفع المدخنين للجوء إلى بدائل أقل ضررًا مثل علكة النيكوتين أو أقراص الاستحلاب أو السجائر الإلكترونية، فيما يهدف حظر سجائر المنثول إلى الحد من منع انتشار التدخين بين المراهقين والشباب.
محاولات سابقة
وكان سكوت جوتليب، مفوض إدارة الغذاء والدواء تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد سعى إلى فرض حظر على المنثول وتقليل النيكوتين في السجائر ضمن خطة اقترحها في العام 2017. ولكن بعد أن ترك الوكالة في العام 2019 جرى تعليق تلك المخططات.
والنيكوتين في حد ذاته لا يسبب السرطان أو أمراض القلب أو أمراض الرئة، وفقا لإدارة الغذاء والدواء، بيد أنه يسبب الإدمان وبالتالي وفاة مئات آلاف المدخنين كل عام في أميركا.
من جانب آخر تراجعت أسهم شركة ألتريا جروب، الشركة المصنعة لسجائر مارلبورو، بأكثر من 6٪ بعد ظهر أمس الإثنين على خلفية أنباء مداولات إدارة بايدن.
وفي هذا الصدد قال متحدث باسم الشركة إن "إجراء قد تتخذه إدارة الغذاء والدواء يجب أن يكون مدعوما بالأدلة والأبحاث العملية، بالإضاة إلى الأخذ بالحسبان العواقب الاقتصادية لمثل هذه الإجراءات، بما في ذلك نمو سوق غير مشروعة والتأثير على مئات الآلاف من الوظائف المتعلقة بقطاع التدخين بدءا من زراعة التبغ وليس انتهاء ببيعه بعد تصنيعه في المتاجر والمحال في جميع أنحاء البلاد".
ومن جهتها، قالت متحدثة باسم شركة رينولدز أميركان، التي تصنع سجائر كاميل ونيوبورت إن الدراسات العلمية بشأن جدوى تقليل نسبة النيكوتين غير حاسمة وأن "هناك أدوات أفضل لتحسين الصحة العامة".
نقاش قديم
وكان خفض النيكوتين في السجائر موضوع نقاش داخل إدارة الغذاء والدواء منذ التسعينيات من خلال طرق مختلفة كزراعة نباتات تبغ معدلة وراثيا أو تخليصها من النيكوتن خلال مرحة التصنيع.
ففي العام 2009، سمح قانون مكافحة التبغ لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية بإجراء مثل هذا التغييرات، ولكنه اشترط أن تستند تلك الإجراءات إلى أدلة علمية.
وأوضحت مواد ذلك القانون إن إدارة الغذاء والدواء لا يمكنها حظر المنثول إلا إذا تمكنت من إثبات أن الحظر يمثل فائدة واضحة للصحة العامة، مع الأخذ في الاعتبار العواقب المحتملة كنمو أسواق غير مشروعة لتلك الأنواع من السجائر.
وفي العام 2013 استنتجت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن المنثول يصعب الإقلاع عنه ومن المحتمل أن يشكل خطرًا صحيًا أكبر من السجائر العادية، لافتة إلى إن الزيادة في أعداد المدمنين مرتبط على الأرجح بإقبال الشباب على تدخين سجائر المنثول في بداية تعلمهم تلك العادة الضارة.
والمنثول مركب موجود بشكل طبيعي في نباتات النعناع، ويضاف إلى السجائر منذ عشرينيات القرن الماضي ليوفر إحساسًا بالبرودة في الفم مما يخفف من تهيج الحلق الناجم عن دخان السجائر، وبالتالي تصبح السيجارة أكثر جاذبية للشباب وأولئك الذين لم يدخنوا قط.
وقد رفضت صناعة التبغ نتائج إدارة الغذاء والدواء بشأن المنثول، فيما تظهر البيانات الفيدرالية أن سجائر المنثول تمثل حوالي نسبة ثلث الـ 226 مليار سيجارة التي تباع سنويًا في أميركا، وتحظى بشعبية بين المراهقين والمدخنين الأميركيين من أصل أفريقي.
الحرة/وول ستريت جورنال