صحة

عقار بإمكانه محاربة أشد أنواع السرطان عدوانية

عقار بإمكانه محاربة أشد أنواع السرطان عدوانية

يفيد بعض العلماء في جامعة"نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة، بأنّه يمكن إعادة توجيه بعض أدوية السرطان الحالية لإستهداف مجموعة فرعية من السرطانات التي تفتقر إلى خيارات العلاج المستهدفة. الأرومي الدبقي).

وتبيّن من خلال الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications، أنّ "عقار بوناتينيب (ponatinib) (الذي تمت الموافقة عليه لعلاج سرطان نخاع العظام)، يمنع أنواعًا معينة من الخلايا السرطانية من التكاثر من دون حدود في تجارب الخلايا وإختبارات الفئران.

وأنّ بوناتينيب يمكن أن يعيق آلية الإطالة البديلة للتيلوميرات (ALT) التي من خلالها تتمكن هذه السرطانات من البقاء خالدة، وهذا يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية".

ووفقًا للعلماء، فإنّ "15% من أنواع السرطان تطيل التيلوميرات الخاصة بها بوسائل بديلة، ومن هنا يتم تصنيفها على أنها سرطانات إيجابية "لإطالة التيلوميرات".

وأوضحت الدكتورة مايا جيتاني (واحدة من ضمن الفريق) أنّ "إحدى السمات البارزة للسرطان هي قدرته على تفادي موت الخلايا والحصول على تكاثر غير محدد، ليبقى خالدًا. وهو ما يمكنه القيام به من خلال آلية الإطالة البديلة للتيلوميرات (ALT). وبينما يعتمد جزء كبير من الخلايا السرطانية على هذه الآلية، لا يوجد علاج موجه معتمد إكلينيكيا".

وأضافت: "من خلال دراستنا، حددنا مسارًا جديدًا للإشارات في آلية إطالة التيلوميرات وأظهرنا أنّ عقار بوناتينيب المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (لعلاج نوع معين من سرطان نخاع العظام) يثبط هذا المسار ويحمل وعدًا إستثنائيًا في وقف نمو خلايا الإطالة البديلة للتيلوميرات السرطانية.

وقد توفر النتائج التي توصلنا إليها إتجاهًا جديدًا لعلاج سرطانات الإطالة البديلة للتيلوميرات من خلال إعادة استخدام دواء معتمد من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لهذه الأنواع من الأورام".

وحدد العلماء إمكانية استخدام عقار بوناتينيب لعلاج السرطانات الإيجابية للإطالة البديلة للتيلوميرات، عن طريق الفحص عالي الإنتاجية، حيث قاموا بتحليل عددٍ كبيرٍ من المركّبات البيولوجية والدوائية، متبوعًا بإختبارات فعلية لقائمة مختصرة من الأدوية.

ووجد الفريق أنه عندما عالجوا خلايا من الساركوما العظمية والساركومة الشحمية (نوع من الورم ينمو في الأنسجة الدهنية) باستخدام بوناتينيب في المختبر، عانت الخلايا من تلف الحمض النووي، واختلال التيلومير، وتوقفت في النهاية عن الانقسام.

وعلاوة على ذلك، وجد العلماء أن إنتاج التيلومير ينخفض في غضون 18-20 ساعة بعد إعطاء الدواء للخلايا.

وأشارت الدكتورة جيتاني وزملاؤها أيضا إلى أنّ فئران (كانوا أجروا عليهم تجارب بوضع خلايا سرطانية بشرية بداخلهم) تبيّن أنّ العلاج باستخدام عقار بوناتينيب يقلل حجم الورم من دون التأثير على وزن جسم القوارض، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة لعلاجات السرطان.

وعلّقت البروفيسورة وطبيبة الأورام فاليريا يانغ، أنّ "الساركوما والأورام الأرومية الدبقية هي سرطانات شديدة التعقيد تنتشر بشكل أكبر بين الشباب ولديها خيارات علاج محدودة حاليًا. وتحديد الدواء الذي تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والذي يمكن إعادة استخدامه لاستهداف الإطالة البديلة للتيلوميرات، وهو نقطة ضعف في هذه السرطانات، أمر مثير للغاية".

يقرأون الآن