رياضة

أنس جابر لكتابة التاريخ في ويمبلدون

تتجه الأنظار بعد ظهر اليوم السبت في تونس وأفريقيا ومحبي التنس حول العالم إلى الملعب الرئيسي في ملاعب عموم إنكلترا لكرة المضرب أملا في أن تكون "الثالثة ثابتة" لأنس جابر مع نهائيات الدورات الكبرى. فهل تنجح "وزيرة السعادة التونسية" في كسر العقدة وإسعاد الملايين من محبيها؟

أنس جابر لكتابة التاريخ في ويمبلدون

تسعى إذا التونسية أنس جابر، الى الفوز في نهائي بطولة ويمبلدون لكرة المضرب أمام التشيكية ماركيتا فوندروشوفا، ما سيجعلها أول لاعبة عربية وأفريقية ترفع كأس بطولة كبرى في تاريخ اللعبة الصفراء.

 غازلت جابر اللقب مرتين العام الماضي، بوصولها إلى أول نهائي كبير في مسيرتها في ويمبلدون خسرته أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا، قبل أن تسقط بعد قرابة شهرين في نهائي الولايات المتحدة المفتوحة ضد البولندية إيغا شفيونتيك الأولى عالمياً.

 وستكون المصنفة سادسة عالمياً مرشحة أمام نظيرتها الـ 42 التي باتت أول لاعبة غير مصنفة تبلغ نهائي ويمبلدون منذ 60 عاماً، والأولى في العصر الحديث للعبة الذي بدأ في 1968.

ولدت أنس أو "وزيرة السعادة" كما يلقبها التونسيون في مدينة قصر هلال الساحلية، بولاية المنستير، في 28 آب/ أغسطس 1994، في عائلة تتكون من شابين وفتاتين هي أصغرهم.

على مدى مسيرتها الرياضية، كان ظل العائلة وارفا على أنس جابر ومتابعا لها في كل خطواتها، فقد نشأت اللاعبة وسط عائلة مولعة بالتنس وكان والدتها سميرة الحشفي، في نهاية التسعينات من القرن الماضي، لاعبة تنس هاوية في نادي التنس بالمنستير، وفي ذلك الوقت كانت تصطحب ابنتها الصبية ذات الأربع سنوات إلى ملاعب التدريبات وكانت تتكفل بمهمة جمع الكرات.

عن الدور الكبير الذي لعبته والدتها سميرة في إطلاق مسيرتها، تقول "والدتي كانت ملهمتي. هي عاشقة كبيرة للتنس وأخذتني إلى ناد للتنس عندما كنت بعمر الثالثة. كانت تمارس اللعبة مع أصدقائها واقوم انا بالتعليق".

شيئا فشيئا بدأ ولع أنس جابر بالكرة الصفراء ينمو إلى أن اختارها مدرب نادي التنس بحمام سوسة، نبيل مليكة، لتكون ضمن فريق البراعم وتبدأ في صقل موهبتها.

وفي سن الثامنة بدأت أنس جابر في المشاركة في دورات محلية للمبتدئات وحققت نتائج لافتة شجعت والديها على مزيد الإحاطة بها ودعمها لمواصلة الطريق حيث سافرت للمرة الأولى إلى باريس وهي في العاشرة من العمر حيث خاضت أول بطولة دولية لها.

استمرت أنس جابر في اللعب ضمن نادي حمام سوسة للتنس حتى بلوغها الثالثة عشرة حين انتقلت للدراسة في المعهد الرياضي بالعاصمة تونس للدراسة والتدريب وتطوير مهاراتها في اللعبة في نفس الوقت.

وفي تصريحات إعلامية سابقة كشفت أنس جابر انها استفادت كثيرا من الانتقال للمعهد الرياضي إذ لم تتأخر ثمار ذلك العمل مضيفة قولها: "في 2011 حققت أول لقب دولي لي عندما فزت بلقب بطولة رولان غاروس للشابات عام 2011 وعمري آنذاك 16 عاما".

وفي 2012، دخلت اللاعبة غمار الاحتراف وخاضت في شباط/ فبراير من العام نفسه أول بطولة في مسار رابطة لاعبات التنس المحترفات وذلك في الدوحة بقطر لكنها لم تتجاوز الأدوار الأولى.

وعلى مدى عشر سنوات من اقتحامها عالم الاحتراف في كرة المضرب، صنعت أنس حابر لنفسها مسيرة لافتة وتاريخا ناصعا لكن بصمة عائلتها كانت موجودة باستمرار في جل مشاركاتها إذ أن المعد البدني المشرف عليها ليس سوى زوجها كريم كمون الذي تزوجها في العام 2015 قبل أن يشغل منصب مدرب اللياقة الخاص بها منذ 2017.

وقالت أنس جابر في تصريحات لإذاعة "أي أف أم" الخاصة إن "وجود كريم في حياتي الخاصة ومسيرتي الرياضية مهم جدا، في البداية لم يكن زوجي ضمن الطاقم التدريبي لكن اهتمامه بمسار المسابقات وكفاءته في اختصاصه حفزني للتعامل معه.. مسيرتنا ناجحة والحب لعب دورا هاما فيما حققته من إنجازات حتى الآن".

وظهر كريم كمون باستمرار إلى جانب أنس جابر كما أن الأخيرة كثيرا ما أشادت بمساهمته الفعالة في انتصاراتها وبطولاتها وشاركت صورهما عبر حسابها على منصات التواصل.

وحققت أنس جابر صعودا صاروخيا في مشوراها الاحترافي ظهر بالخصوص خلال العامين الأخيرين عندما توجت في حزيران/ يونيو 2021 ببطولة بيرمنغهام وهو أول لقب في مشوارها الاحترافي.

لكن سنة 2022 كانت عاما ملهما بكل المقاييس بعد أن واصلت "وزيرة السعادة"، مثلما تلقب في تونس، لنهائي بطولتي الغراند سلام "ويمبلدون" و"فلاشنغ ميدوز".

وفي مبادرة منها، قامت خلال شهر حزيران/ يوليو 2021 ببيع مضربيها في المزاد العلني لشراء معدات طبية ومساعدة المستشفيات في بلادها التي شهدت موجة "تسونامي" من جائحة كوفيد-19، وساهمت بترميم وإعادة تهيئة مدارس ومعاهد في محافظات مهمشة في شمال غرب تونس.

يعرف عنها جرأة وصرامة في اللعب ولا تتردد في أن تتوقف لتطلب من أحد المشجعين التزام الصمت لتتمكن من التركيز.

وصممت شركة المستلزمات الرياضية "لوتو" قميصا خاصا بها كتب عليه "يلا حبيبي"، ارتداها معسكر جابر خلال المباراة النهائية في بطولة أميركا المفتوحة للتنس عام 2022، في إشارة إلى أن اللاعبة "مصدر إلهام للآخرين".

كثيرة النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي وتنشر مقاطع فيديو وصورا لجزء من حياتها العائلية الخاصة مع زوجها المعد البدني كريم كمون وكذلك باحتفالها بانتصاراتها بعد كل دورة.

 

يقرأون الآن