أفاد سكان أن الفصيلين المتناحرين في السودان خاضا اشتباكات عنيفة في أجزاء من مدينة بحري اليوم الجمعة، وذلك بعد يوم من ترحيب كلا الطرفين بجهود وساطة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر.
واستيقظ سكان شمالي مدينة بحري على صوت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وتركزت الاشتباكات حول جسر الحلفايا.
وبينما ركزت قوات الدعم السريع على الانتشار بسرعة في أنحاء العاصمة في أول أيام القتال، ركز الجيش على الضربات الجوية والمدفعية التي لم تسهم إلا بالقليل في تغيير المشهد.
ونفذ الجيش مزيدا من العمليات البرية في الأسابيع القليلة الماضية، وبالتحديد في أم درمان.
وقال سكان بحري إنهم سمعوا دوي ضربات جوية وقذائف مدفعية وأعيرة نارية استمرت إلى ما بعد الظهيرة.
وقال مصدر عسكري إن الجيش نجح في طرد قوات الدعم السريع من أحياء في أقصى شمال المدينة لكن قوات الدعم السريع قالت في بيان إنها استطاعت هزيمة قوات الجيش وقتل المئات.
وأفاد سكان في ولاية الخرطوم الأوسع نطاقا بانقطاع الاتصالات لعدة ساعات خلال الصباح.
وأفاد شهود آخرون بوقوع اشتباكات أيضا حول قاعدة للجيش في جنوب الخرطوم.
وأعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الجمعة، أنها تصدت لهجوم شنه الجيش السوداني على مواقع تمركزها بمدينة بحري.
بدوره، نفى الجيش السوداني تعرض قواته لخسائر فادحة في جزء من محور بحري أثناء عمليات تمشيط واسعة، وقال: "كان لدينا بعض الخسائر، لكنها لم تؤثر على مجرى العمليات".
وأكد الجيش في بيانه، أنه نفذ عمليات برية في المدن الثلاث في العاصمة، وإن تلك العمليات نجحت.
سياسيا، قال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إن بلاده ليست لديها أي مواقف سلبية تجاه دول منظمة الإيغاد الأفريقية، مؤكدا الاستعداد للتعاون معها.
وأوضح عقار "اعتراضنا كان على تولي الرئيس الكيني رئاسة الآلية الرباعية للإيغاد دون موافقة".
في سياق متصل، نقلت رويترز عن الخارجية الأميركية أن "واشنطن تدين استمرار الأعمال الوحشية لقوات الدعم السريع وحلفائها غرب دارفور".
ورحب الناطق باسم الخارجية الأميركية بإعلان المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية أن جرائم الحرب والتنكيل بالمدنيين قد تكون موضوع تحقيق وملاحقات قضائية.
بدورها، قالت السفارة الأميركية بالخرطوم "التقارير عن مقابر جماعية في مستري والجنينة تقدم أدلة إضافية على فظائع الدعم السريع".
وشددت السفارة الأميركية على ضرورة توقف القتال في السودان وعلى "أن تكون هناك مساءلة".
وأكد المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس أن " البلاد تواجه كارثة حقيقية وتقف على شفا حرب أهلية شاملة".
الصليب الأحمر
ووزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيانا عن الاوضاع الانسانية في السودان، أشارت فيه الى أنه "مع دخول القتال في السودان شهره الرابع، يعيش الناس في الخرطوم ودارفور وغيرهما من المناطق في ظروف قاسية، ويحصلون بالكاد على الرعاية الصحية والمياه والكهرباء في ظل ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء البلد. ويتدهور الوضع الإنساني بشكل خطير ويحتاج الناس إلى مساعدات إنسانية عاجلة في غياب حل سياسي".
وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان مارتن تالمان: "يجب عدم استهداف المدنيين والبنية التحتية الأساسية وينبغي حمايتهم في جميع الأوقات. وينبغي لجميع الأطراف أن تمنح ضمانات لعمال الإغاثة من أجل الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم المساعدات الإنسانية. وهذا أمر بالغ الأهمية لإيصال الإمدادات المنقذة للحياة إلى المستشفيات، وتوفير المياه النظيفة، وإعادة عمل شبكات الكهرباء".
ولفت البيان الى ان "احتدام القتال في الخرطوم ودارفور وأجزاء أخرى من السودان ادى إلى وقوع آلاف الضحايا، ونزوح أكثر من مليوني شخص من منازلهم، وتدفق مئات الآلاف من اللاجئين إلى البلدان المجاورة بحثا عن الأمان، وعلى رأسها مصر وجنوب السودان وتشاد".
وانهكت الأعمال العدائية الجارية أيضا نظام الرعاية الصحية في البلد، إذ توقف حوالي 80% من المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية عن العمل في معظم المناطق المتضررة من النزاع. ويضع ذلك عبئا هائلا على الهياكل الصحية القائمة التي يجب عليها أن تلبي الآن الاحتياجات الصحية المستمرة، وتقدم الرعاية إلى الأعداد الكبيرة من المرضى المصابين بجروح والنازحين.
وتواصل اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر السوداني عبور خطوط المواجهة، وإجلاء الأشخاص الأكثر ضعفا، والمساعدة في نقل المحتجزين الذين اطلق سراحهم، ودعم المستشفيات في الخرطوم والمناطق المحيطة بها، ودارفور، وأجزاء أخرى من السودان. وفي تشاد المجاورة، تدعم اللجنة الدولية خدمات الرعاية الصحية للاجئين وتساعد الناس على الاتصال بعائلاتهم.