دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

روسيا تلغي ضمانات سلامة الملاحة بانسحابها من اتفاق الحبوب

روسيا تلغي ضمانات سلامة الملاحة بانسحابها من اتفاق الحبوب

أعلنت روسيا في رسالة إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة "انسحابها من اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يعني إلغاء ضمانات سلامة الملاحة التي أصدرها الجانب الروسي".

وأضافت في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز أنها "ستتخذ الإجراءات الاستباقية اللازمة لإحباط التهديدات التي يشكلها نظام كييف في المنطقة، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات المسلحة ومحاولات الهجوم على أهداف عسكرية ومدنية روسية".

وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الإثنين، إلى أنّ "روسيا علّقت مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود".

وقال بيسكوف: "في الواقع، انتهى سريان اتفاق البحر الأسود اليوم. للأسف، لم يتم تنفيذ الجزء المتعلق بروسيا في اتفاق البحر الاسود حتى الآن، لذلك فقد انتهى".

وأضاف: "بمجرد تلبية الجزء المتعلق بروسيا، سيعود الطرف الروسي إلى تنفيذ الاتفاق على الفور".


بلينكن

وأسف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى أن قرار روسيا وقف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود "غير عقلاني" ودعا إلى إعادة العمل بالاتفاق في أسرع ما يمكن.

وأضاف: "واشنطن تتابع الموقف بعد هجوم تسبب في دمار جسر بري يربط شبه جزيرة القرم بجنوب روسيا، مضيفا أن أوكرانيا هي التي تقرر كيف تشن حربها". 

زاخاروفا

ونقلت وكالة أنباء "تاس" الرسمية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إنّ "روسيا أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة رسميًا بأنّها تعارض تمديد اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود".

وأكدت وزارة الخارجية الروسية، أنها "ستكون على استعداد لبحث إمكانية العودة إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إذا رأت نتائج ملموسة"، مضيفة أن "مطالبها لم تلبى حتى الآن".

وقالت في بيان: "على الرغم من جهود الأمم المتحدة لتمديد الاتفاق، لا تزال هناك عقبات أمام صادرات الأغذية والأسمدة الروسية".

زيلينسكي

بالمقابل، نقل المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سيرهي نيكيفوروف، اليوم الاثنين، عن الرئيس قوله إنه "يجب القيام بكل شيء ممكن حتى يستمر استخدام ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود".

وأضاف زيلينسكي، بعد قرار روسيا تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب: "حتى بدون روسيا الاتحادية، يجب القيام بكل شيء حتى نتمكن من استخدام ممر البحر الأسود هذا، لسنا خائفين".

ومضى يقول: "تواصلت الشركات وأصحاب السفن معنا. قالوا إنهم مستعدون، إذا سمحت لهم أوكرانيا بالمغادرة، وواصلت تركيا السماح لهم بالمرور، فعندئذ سيكون الجميع على استعداد لمواصلة توريد الحبوب".

البيت الأبيض

ورأى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودغ أن "تعليق روسيا لاتفاق يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين"، وحث حكومة روسيا على "التراجع فورا عن قرارها".

الإتحاد الأوروبي

وصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، اليوم الاثنين، قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه "خطوة أنانية"، مضيفة أن "الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة".

وقالت فون دير لاين على تويتر: "أندد بشدة بقرار روسيا إنهاء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود رغم جهود الأمم المتحدة وتركيا. إنه قرار يتسم بالأنانية. الاتحاد الأوروبي يعمل على ضمان الأمن الغذائي للفئات الأكثر عرضة للخطر في العالم. ستواصل (مبادرة) ممرات التضامن (التي أطلقها) الاتحاد الأوروبي جلب منتجات الأغذية الزراعية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية".


فرنسا

وذكرت الخارجية الفرنسية أن باريس طلبت من موسكو اليوم الاثنين التوقف عن "الابتزاز" المتعلق بالأمن الغذائي العالمي، وذلك على خلفية تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وأضافت الوزارة في بيان "تندد فرنسا بتعليق روسيا مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود".

وتابعت "روسيا وحدها مسؤولة عن وقف الملاحة في هذه المنطقة البحرية وتفرض حصارا غير قانوني على الموانئ الأوكرانية. عليها أن توقف ابتزازها فيما يتعلق بالأمن الغذائي العالمي وأن تعيد النظر في قرارها".

الأمم المتحدة

وأعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن انسحاب روسيا يعني إنهاء اتفاق ذي الصلة لتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية. قائلاً "قرار روسيا الاتحادية اليوم سيوجه ضربة للمحتاجين في كل مكان".

ووصفت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عمل إنهاء الإتفاق الحبوب بالـ"وحشي".

وأضافت للصحافيين: "روسيا وجهت ضربة أخرى للفئات الأكثر ضعفا في العالم، وهذه المرة بتعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود".

أما سفير الصين لدى المنظمة الدولية تشانغ جون فعبر عن أمله في أن تتمكن جميع الأطراف المعنية من إيجاد سبيل للمضي قدما.

وقال تشانغ للصحافيين: "ما زال يحدونا الأمل في إمكان التوصل لحل شامل.. من خلال استيعاب مخاوف جميع الأطراف".

ويهدف الإتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في تموز/يوليو الماضي إلى تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية، بفتح باب التصدير بأمان أمام حبوب أوكرانية كان الصراع الروسي- الأوكراني يمنعها.

منظمة التجارة العالمية

وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا إنها تشعر "بخيبة أمل عميقة" لانتهاء اتفاق حبوب البحر الأسود، والذي وصفته بأنه ضروري لضمان استقرار أسعار الغذاء العالمية.

وكتبت على تويتر "تجارة البحر الأسود في الغذاء والأعلاف والأسمدة أمر بالغ الأهمية لاستقرار أسعار الغذاء العالمية. من المحزن أن نقول إن الفقراء والدول الفقيرة هم الأكثر تضررا. دعونا نبقِ الأمل حيا بشأن التجديد".

وتم تمديد الإتفاق مرات عدة، إلاّ أنّ أجله يحل اليوم. 



رويترز

يقرأون الآن