بيئة آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

الأب ايلي خنيصر عن تحولات المناخ: "بتموز بتغلي المي بالكوز"

الأب ايلي خنيصر  عن تحولات المناخ:

أوضح المتخصص في الاحوال الجوّية وعلم المُناخ في بوسطن الاب ايلي خنيصر أن موجة الحر التي تلهب ثلاث قارات إنما تذكر بما كان يقوله الأجداد من أمثال: "بتموز بتغلي المي بالكوز"، مخفضا من وقع الحكايات المتداولة عن التطرف المناخي والانفجارات الشمسية والاحتباس الحراري.

يسأل الاب خنيصر: "نتجه نحو المواضيع العلمية التي تشرح حقيقة ما يحصل، والغريب انّ العالم لم يعد يتكيف مع درجات الحرارة، ويظنّها الاقسى، ويظنّ انّ الارض ستحترق، متجاوزا  مقولة الاجداد: بتموز بتغلي الميّ بالكوز وآب اللهاب... فهل تغلي المياه وتلتهب الاجواء بحرارة ثلاثينيّة او عشرينية؟".

ويضيف: "منذ ٨ تموز/يوليو الماضي نشُطَت حركة المنخفض الهندي الموسمي الحار فوق شبه الجزيرة العربية وتراجع ضغطه من 997 الى 992 (hpa) الامر الذي اثر على جنوب شرق اوروبا والشرق الاوسط بتراجع الضغط الجوّي نحو 1004hpa، فتمددت الكتل الحارة من المناطق المدارية التي سقطت عليها اشعة الشمس بشكل عمودي، نحو لبنان والجوار، وخلال يوم الاحد الفائت، ارتفع ضغط "الهندي" الى 995hpa فتراجعت الحرارة في الدول العربية بمعدل درجتين تقريباً، الاّ انّ اليوم، اي الجمعة 20 تموز/يوليو، هبط ضغط المنخفض الهندي الى 994hpa فوق الربع الخالي، وسيصل الى 990hpa يوم السبت المقبل اي في 22 تموز/يوليو، يُقابله ضغط المنخفَض السوداني فوق تشاد ونيجيريا والسودان الذي سيلامس 1004hpa، فيمددان الموجات الصحراوية اللاهبة نحو الشمال لتغطي:اسبانيا وفرنسا وايطاليا، هنغاريا وصربيا، كرواتيا واليونان، بلغاريا وتركيا وقبرص،وشمال افريقيا، الشرق الاوسط والدول العربية، العراق وايران والهند، والهند الصينية، الامر الذي سيسبب بطول المدة الزمنية لموجة الحر التي ستستقر فوق لبنان والمنطقة، حتى الاسبوع الاول من آب/اغسطس، وقد تطول مدتّها لأسبوع آخر".

وتابع: "تجدر الاشارة الى انّ اكثر خطوط العرض في الكرة الارضية سخونة، هو خط مدار السرطان،

فمدار الجدي (جنوباً تحت خط الاستواء)، تقع عليه اكبر نسبة محيطات ( مدار مائي) في حين 

خط الاستواء تقع عليه المناطق الحرجية والغابات الكبرى، غابات وسط افريقيا وغابات الامازون. أما 

مدار السرطان، فتقع عليه المناطق الصحراوية: الصحراء الافريقية الكبرى، صحراء شبه الجزيرة العربية، صحراء الهند والهند الصينية، وبما انّ اشعة الشمس تكون عمودية بين اوخر حزيران/يونيو وتموز/يوليو على هذا الخط، تتفاعل مع حركة المنخفضين الهندي بشكل اساسي ويليه السوداني، فترتفع درجات الحرارة في اوروبا".

وعن سؤال: "لماذا تتعرض المناطق الجنوبية لاوروبا للحر الشديد؟". يجيب: "انّه امر اعتيادي، علماً ان السوشيل ميديا يضخّم الامور. تقع ايطاليا واسبانيا واليونان وتركيا شمال البحر المتوسط الذي يفصلها عن الصحراء الافريقية الكبرى، وحين تتمدد الكتل اللاهبة من السودان وصحراء ليبيا والجزائر ومصر شمالاً، تعبر المتوسط وتحمل معها رطوبة البحر، الامر الذي يرفع درجات الحرارة ودرجة الرطوبة، فتتحوّل الاجواء الى خانقة، بخاصة في ايطاليا التي تحاصرها المياه من الشرق والغرب والجنوب، ونكرر؛ هذا امر طبيعي".

وبخصوص لبنان، يوضح: " سيوف يتأثر لبنان بأجواء حارة تبدأ بعد ظهر 21 تموز/يوليو وتشتد تدريجيا خلال اسبوع فيتحول الجوّ الى ناريّ في كل البلدان المذكورة اعلاه، على أن تلامس الحرارة في البقاع 37-41".

يقرأون الآن