لا يزال الدخان الكثيف يتصاعد من مخيم عين الحلوة، في ظل اشتباكات نتج عنها، اليوم الأحد، نحو 6 قتلى وأكثر من 30 جريحا. وفي حين لا تزال مساعي التهدئة قائمة، صدر عن هيئة العمل الفلسطيني المشترك، بعد اجتماع عقد بحضور وفد من قيادة حركة أمل وممثل عن حزب الله وممثل عن الشيخ ماهر حمود بيان اتفاق نص على: "وقف فوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة وعمل الأطراف كافةً على سحب المسلحين من الطرقات وضبط الوضع داخل المخيم.وكذلك، تشكيل لجنة تحقيق فلسطنينة بإشراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك تسعى للوصول الى الحقيقة حول اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وتسليم الفاعلين الى الاجهزة والسلطات الامنية المختصة في الأعلن محافظ الجنوب منصور ضو، في بيان، "توقف عمل الإدارات الرسمية في سرايا صيدا يوم غد الاثنين، وذلك بسبب عدم استقرار الأوضاع في المدينة نتيجة استمرار الاشتباكات في مخيم عين الحلوة".دولة اللبنانية". وبحسب المعلومات، فإن مساعي التهدئة فشلت لغاية الساعة، إذ أوضح الشيخ ماهر حمود أن "أحد الأطراف في المخيم يرفض وقف إطلاق النار قبل الثأر للعرموشي ورفاقه". ويشهد المخيم وتيرة عالية من الاشتباكات، تطورت لتطال حاجزا للجيش اللبناني عند منطقة التعمير، ووصل رصاص القنص وقذائف "الاربي جي"مناطق شرقي صيدا وتحديدا عند جادة نبيه بري.
ويشهد المخيم حركة نزوح للأهالي باتجاه جامع الموصللي الكائن في التعمير، خوفاً من عدم توقف إطلاق النار. كما أعلن محافظ الجنوب منصور ضو، في بيان، "توقف عمل الإدارات الرسمية في سرايا صيدا يوم غد الاثنين نتيجة استمرار الاشتباكات في مخيم عين الحلوة".
و أفيد بأن قوة كبيرة من فوج مغاوير البر وصلت الى محيط مخيم عين الحلوة. وتسبب انفجارقذيفة فوق مستوصف أبو مرعي في الهلاليه بتحطم زجاج في المبنى، وسادت حالة هلع بين سكان المنطقة.
المساجد
وبدا اللافت في اشتباكات اليوم، استهداف ثلاثة مساجد، هي: "مسجد الشهداء في حي الصفصاف، ومسجد زين العابدين في حي الطوارئ، ومسجد حطين في حي حطين".
الجيش اللبناني
وحذّر الجيش اللبناني، اليوم الأحد، في بيان صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، من مغبة تعريض المراكز العسكرية القريبة من مخيم عين الحلوة للخطر، محذرا بأنه يبرد بالمثل على مطلقي النيران".
الاشتباكات
تجددت الإشتباكات، اليوم الأحد، داخل مخيم عين الحلوة وامتدت إلى أحياء جديدة، حيث اشتد القصف وتبادل إطلاق النار بين مواقع قوات الأمن الوطني والمجموعات الإسلامية، ليمتد إلى محور جبل الحليب- حي حطين. وقد سقطت قذيفة فوق بلدة درب السيم، لتغدو حصيلة الاشتباكات قتلى وجرحى وأضرار مادية في الأسواق التجارية المجاورة للمخيم في صيدا.
وأفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام أن قذيفة مصدرها المخيم سقطت بالقرب من مستشفى الهمشري في صيدا، ما أدى الى وقوع اصابات، في وقت أعلنت مستشفى جزين الحكومي بدء استقبال المرضى من مستشفى صيدا الحكومي الذي بدوره تضرر من الاشتباكات.
. كما تساقطت قذائف الهاون بشكل عشوائي على منازل حي التعمير. وبفعل اشتداد القصف، علقت الأونرا جميع خدماتها في مخيم عين الحلوة غدا. وكذلك أعلنت مدارس صيدا الصيفية توقف الدروس بسبب الأوضاع الأمنية.
إصابة على مدخل مستشفى الهمشري نتيجة سقوط قذيفة هاون..#صيدا pic.twitter.com/51GWOEFWFx
— زينَةٌ (@zeina22384917) July 30, 2023
وفي تعليقه على الأحداث، رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن التوقيت مشبوه و "الاشتباكات تكرّس مخيم عين الحلوة بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا امر مرفوض".
ومتابعة للتطورات التي تشهدها مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة، أكدت النائب السابقة بهية الحريري لموقع "وردنا" بانها تجري اتصالات مع القوى الفلسطينية و الاسلامية في المخيم بهدف وقف اطلاق النار والعمل على إعادة الهدوء اليه واجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة حقيقة ما جرى.
كما تمنت أن يعود الإستقرار الى مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة في أسرع وقت ممكن.
بدوره، أكّد النائب عبدالرحمن البزري في حديث لـ"وردنا" أنّ الإشتباكات "لا تزال على حالها والوضع لا يزال متوترًا"، مشيرًا إلى أنّ "جميع القوى السياسية في صيدا وجوارها تدخل بين الطرفين لإجراء المفاوضات".
ولفت البزري إلى "تعرض مستشفى صيدا الحكومي لاطلاق نار جرّاء الإشتباكات، مما أدّى إلى إخلاء المرضى فيها".
وأضاف: "أجريت اتصالاً بقائد الجيش لمتابعة إخلاء المرضى من المستشفى".
وكانت قد أسفرت الإشتباكات في مخيم عين الحلوة، بين عناصر من حركة "فتح" وناشطين إسلاميين في منطقتي الصفصاف والبركسات في الشارع الفوقاني، عن مقتل العميد في حركة فتح أبو أشرف العرموشي.
وأفيد عن إصابة 3 من مرافقيه بحي البساتين في كمين مسلح، كما إرتفعت حصيلة الإشتباكات اليوم الى 14 جريحًا.
اصابة العميد في حركة فتح ابو اشرف العرموشي مع 3 من مرافقينه بحي البساتين في مخيم عين الحلوة بكمين مسلح
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) July 30, 2023
pic.twitter.com/GU7ciiowNK
وطال الرصاص الطائش محالًا ومنازل في صيدا، ولا سيّما في أحياء الصباغ والبراد وواجهة مول تجاري عند تقاطع إيليا، كما سقطت قذيفة في ساحة الشهداء في صيدا.
مشاهد متداولة توثق لحظة اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني، وأحد قيادات حركة فتح، أبو أشرف العرموشي، ومجموعة من مرافقيه في مخيم #عين_الحلوة شرق مدينة صيدا، جنوب لبنان.#صيدا #الجيش_اللّبناني #جنوب_لبنان #اشتباكات #ليبانوس pic.twitter.com/VBW9Fq8piw
— Lebanos (@lebanosnews) July 30, 2023
ودعي الأهالي في صيدا إلى إلتزام الحيطة والحذر، وعدم التجوال في المناطق المجاورة للمخيم بسبب تساقط الرصاص الطائش، فيما يتردد أصداء إنفجار القذائف الصاروخية في أرجاء المدينة بسبب الإشتباكات الدائرة في المخيم.
وتمّ قطع السير على الأوتوستراد الشرقي وأوتوستراد الغازية بسبب الإشتباكات.
قطع السير على اوتوستراد الشرقي واوتوستراد #الغازية وتحويله باتجاه الطريق البحرية #صيدا
— التحكم المروري (@tmclebanon) July 30, 2023
وعلى خط المعالجات، عقدت "هيئة العمل الفلسطيني" المشترك للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا، اجتماعًا طارئا في قاعة مسجد النور في مخيم عين الحلوة، بعد أحداث مخيم عين الحلوة أمس، التي أدت إلى إطلاق النار من محمد علي زبيدات الملقب ب"الصومالي"، وأدت الى مقتل الشاب عبد فرهود وإصابة عدد من الجرحى من بينهم طفلتان.
وخلصت "الهيئة" إلى "إدانة الجريمة البشعة، والعمل على وقف اطلاق النار حجبًا لمزيد من الدماء، ومنعًا لتهجير أهلنا من المخيم، وتسليم القاتل للقضاء اللبناني".
وعزت ذوي القتيل وتمنت الشفاء العاجل للجرحى. وأعلنت إبقاء اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة ذيول الحادث.
وقال الجيش اللبناني عبر حسابه الرسمي على تويتر: "تجري اشتباكات في مخيم عين الحلوة وبنتيجتها سقطت قذيفة هاون داخل أحد المراكز العسكرية، ما أدّى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا وحالته الصحية مستقرة".
تجري اشتباكات في مخيم عين الحلوة، وبنتيجتها سقطت قذيفة هاون داخل أحد المراكز العسكرية ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/1NxeivTECH
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) July 30, 2023
مفتي صيدا
ووجه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان نداءً الى المتقاتلين في مخيّم عين الحلوة ناشدهم فيه “المبادرة فوراً لوقف إطلاق النار”.
وقال: "في هذه الأيام الصعبة ومع هذه الإشتباكات في مخيم عين الحلوة، وسقوط ضحايا وجرحى في هذا الصدام الذي لا معنى له الا العبث بأمن واستقرار المخيم والجوار والإلهاء عن القضية الأساسية قضية فلسطين، في هذا الوقت الذي يصعد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته على الأخوة الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في الداخل، في جنين وغيرها واقتحام المسجد الأقصى والاعتداء اليه، يعز علينا أن نرى هناك في المخيم من الأخوة الفلسطينيين من يتصادمون ويصل الرصاص والقذائف الى قلب مدينة صيدا. أنا أسأل لمصلحة من ولأي هدف ولماذا هذا التقاتل؟ قد اختلف معك بالرأي، ولكن تبقى القضية هي الأساس ولا يصل الإختلاف الى القتل والى الدمار والى اطلاق القذائف والرصاص”.
وأضاف: "فليتوقف الرصاص والقذائف فوراً ثم بعد ذلك فليتحمل كل واحد مسؤولية ما فعل".
عصبة الأنصار
أوضحت "عصبة الأنصار" الإسلامية في مخيم عين الحلوة في بيان أنّه "تعقيبًا على ما ورد في مواقع التواصل الإجتماعي من أنَّ العصبة تشارك في الإشتباكات، يهمّنا تأكيد أسفنا لما حصل ويحصل في المخيم، وسقوط القتلى والجرحى وترويع الناس، ونترحم على القتلى. ونتمنى الشفاء للجرحى، كما نؤكد أنّ عصبة الأنصار لم تشارك في الإشتباكات الحاصلة، ونعمل منذ اللحظة الأولى لحصول الحدث على وقف إطلاق النار، وتهدئة الوضع في المخيّم عبر اتصالات نقوم بها مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين".
وأضافت: "نشدد على حرصنا على أمن واستقرار المخيم والجوار"، داعيةّ إلى "وقف فوري لإطلاق النار، وإفساح المجال للإتصالات والحوار، لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه".
الأسواق
وقال شاهد إن بعض المتاجر أغلقت أبوابها اليوم الأحد وفر البعض من المخيم مع تصاعد الأعمال القتالية بين الجماعات المتناحرة.
ويعيش نحو 400 ألف لاجئ في 12 مخيما للفلسطينيين في لبنان يعود تاريخها إلى حرب عام 1948 بين إسرائيل والدول العربية. وتقع هذه المخيمات إلى حد بعيد خارج نطاق سيطرة الأجهزة الأمنية اللبنانية.
الأونروا
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الادنى (أونروا)، التي تقدم خدمات أساسية لنحو 50 ألف شخص يعيشون في عين الحلوة، تعليق جميع عملياتها في المخيم.
وقالت مديرة شؤون أونروا في لبنان دوروثي كلاوس، في رسالة على منصة "إكس"(تويتر سابقا)، إن الوكالة "تدعو جميع الأطراف المسلحة لضمان سلامة المدنيين وحرمة مباني الأمم المتحدة"، مضيفة أن الاشتباكات أضرت بمدرستين تابعتين لأونروا.