أعلن مدير مكتب الرئيس الأوكراني اندريه يرماك، اليوم الاثنين، في تعقيبه على محادثات السلام بشأن الأزمة الأوكرانية في جدة أن "هناك عدم اتفاق بين المشاركين على بعض النقاط في صيغة السلام الأوكرانية والمحادثات مستمرة"، ولكنه تحدث عن "الموافقة على عقد اجتماع آخر في جدة للمستشارين السياسيين في غضون شهر".
وأشار الى أن "المشاركين يعملون على صياغة وثيقة إطارية تتبناها قمة سلام مستقبلية"، مؤكدا أن "جميع الدول المشاركة في المحادثات دعمت استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وحسم يرماك بأن "لا مبادرات سلام أخرى غير الأوكرانية نوقشت في محادثات جدة".
وقال: "إن اجتماع جدة كان "ضربة كبرى" لروسيا وموسكو بذلت جهوا لعرقلته".
وأشار الى أن الموافقة على خطة زيلينسكي للسلام ستتطلب على الأرجح عقد قمتين، الأولى تتبنى اتفاقية إطارية، والثانية تضع اللمسات الأخيرة على الخطة.
وذكر أن الأطراف المختلفة ستعقد مؤتمرات منفصلة فيما بين القمتين لمناقشة كل نقطة من نقاط خطة السلام.
وشاركت أكثر من 40 دولة، من بينها الصين والهند والولايات المتحدة ودول أوروبية باستثناء روسيا، في المحادثات التي يُنظر إليها على أنها محاولة من كييف لبناء تحالف أوسع من القوى لدعم رؤيتها للسلام.
وروج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لخطة من عشرة مبادئ تريدها كييف أن تكون أساسا للسلام لإنهاء الحرب الشاملة التي شنتها روسيا عليها في شباط/فبراير 2022.
وتشمل المبادئ انسحاب جميع القوات الروسية من أوكرانيا وعودة كل الأراضي إلى سيطرة كييف.
الصين
وأبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الروسي سيرجي لافروف في محادثة هاتفية بأن الصين ستتمسك بموقف مستقل وحيادي بشأن أوكرانيا في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة للتوصل إلى تسوية سياسية للقضية.
وأعلنت وزارة الخارجية تصريحات وانغ في بيان اليوم الاثنين جاء به أن الصين ستكون "صوتا موضوعيا وعقلانيا" في أي محفل دولي متعدد الأطراف و"ستشجع بقوة محادثات السلام".
وصدر البيان بعد أن قالت الوزارة في وقت سابق من اليوم الاثنين إن المحادثات ساعدت على "تعزيز التوافق الدولي".
وقال محللون إن مشاركة الصين في المحادثات بجدة تشير إلى تحولات محتملة في نهج بكين، لكنها لا تشير إلى تحول في دعمها لموسكو.
ومثل الصين في جدة مبعوثها الخاص للشؤون الأوروبية الآسيوية لي هوي والسفير السابق لدى روسيا، الذي قام في أيار/مايو بجولة في ست عواصم أوروبية في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة للتوصل إلى تسوية سياسية نهائية للصراع المستمر منذ 18 شهرا.
وترفض الصين التنديد بغزو روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وطرحت خطة سلام خاصة بها لاقت استجابة فاترة في كل من روسيا وأوكرانيا، كما أثارت شكوك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وقالت الحكومة الألمانية في برلين إن مؤتمر جدة كان ناجحا لأنه أظهر استعداد المجتمع الدولي للعمل من أجل إنهاء الحرب.
من جهتها، إعتبرت الولايات المتحدة ان حضور الصين المحادثات التي استضافتها السعودية بغية إحراز تقدم نحو تسوية سلمية للحرب الروسية في أوكرانيا كان إيجابيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند عقدا اجتماعا قصيرا كل على حدة مع المبعوث الصيني الخاص لشؤون منطقة أوراسيا والسفير السابق لدى روسيا لي هوي خلال محادثات جدة.
رويترز