لبنان

مراكب الموت..عمليات الهجرة غير الشرعية مستمرة والوجهة أوروبا

مراكب الموت..عمليات الهجرة غير الشرعية مستمرة والوجهة أوروبا

عمليات الهجرة غير الشرعية عبر البحر من لبنان نحو الدول الأوروبية، مستمرة وإن بوتيرة خفيفة، وآخرها وقوع أحد الرؤوس المدبّرة في قبضة الجيش اللبناني. ففي عملية نوعية مُحكمة في منطقة الشيخ زناد العكّارية في الشمال، تمكّنت دورية من مديرية المخابرات بمؤازرة وحدة من الجيش اللبناني فجر السبت من تسديد ضربة موجعة للرأس المدبّر لعملية تهريب المهاجرين عبر البحر المدعو شفيق سليم، والملقّب بشفيق "الحزوري"، وهو من بلدة ببنين، فضلاً عن توقيف شقيقه وآخرين، وقد باشرت التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المحتصّ. وأظهرت القوّات البحرية في الجيش قدرتها على إحباط أكبر عملية تهريب للمهاجرين غير الشرعيين كانت ستحصل وستضمّ أكثر من 400 راكِب من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية.

وفي التفاصيل، على ما أفادت المعلومات، أنّه جرى في عكّار توقيف 130 سورياً و4 مواطنين لبنانيين لمحاولتهم التسلّل عبر البحر بطريقة غير شرعية والرؤوس المدبّرة لهذه العملية. وكان ينوي المهاجرون الوصول الى إيطاليا، على أن يصعدوا أولاً في قوارب صغيرة وصولاً الى مركب كبير آتٍ من سوريا كان في انتظارهم في المياه الإقليمية، على أن يُقلّ أكثر من 400 شخص. وعندما تبيّن لصاحب المركب أنّ عدداً كبيراً من الركّاب قد تأخّر في الوصول من دون معرفة الأسباب غادر وعلى متنه نحو 70 شخصاً فقط. ولهذا جرى توقيف "الحزوري" عندما كان يقف على الشاطىء، و134 شخصاً كانوا يتحضّرون للهجرة غير الشرعية معه، فيما تمكّن الآخرون من الهروب قبل أن يستقلّوا القوارب الصغيرة، بمن فيهم عائلة الموقوف. وكان هذا الأخير يُنسّق مع السوري أبو رامي الحزراوي لإنجاح عملية التهريب التي تمكّن الجيش بإحباطها بيدّ من حديد، رغم صعوبة هذه العملية نظراً لطبيعة المكان ولطبيعة الأشخاص الذين باتوا يعتبرون أنّ عملية تهريب الأشخاص هي مصدر رزق لهم.

وأصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي: "في إطار العمليات الأمنية التي يقوم بها الجيش لمكافحة تهريب الأشخاص والمخدرات عبر الحدود وتوقيف المخلّين بالأمن، نفّذت الوحدات العسكرية المنتشرة مهمات مختلفة بمؤازرة مديرية المخابرات بتاريخي 11 و12/8/2023، نتج منها ما يأتي: توقيف 150 شخصاً في بلدة شدرا ومنطقة خربة الرمان وطريق عام عندقت العوينات - عكار أثناء محاولتهم دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وتوقيف المواطنين (م. س.) وشقيقه (م. س.)، و(أ. ع.) و(و. ط.) في منطقة أبي سمراء - طرابلس لإقدامهم على إطلاق النار، وقد ضبط في حوزتهم سلاح من نوع كلاشنكوف وكمية من الذخيرة وحشيشة الكيف، وضبط نحو 23 كلغ من مادة حشيشة الكيف و3000 حبة كبتاغون في منطقة وادي الزمراني ـ جرود عرسال، على متن دراجة نارية لدى محاولة تهريبها إلى لبنان. وسلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".

يذكر أن السبب الأول والأساسي الذي يدفع المواطنين لخوض غمار الهجرة غير الشرعية هو الوضع الاقتصادي الذي لم يعد يُحتمل وجعلهم غبر قادرين على تأمين قوت يومهم.

كما أن غالبية المهاجرين من فئات اجتماعية فقيرة، بحيث يبيعون ممتلكاتهم من سيارة أو منزل أو مقتنيات أخرى، حتّى أن بعضهم يقوم بالاستدانة لتوفير تكلفة الرحلة التي تتراوح بين 5 إلى 7 آلاف دولار، بحسب عدد الأشخاص على المركب.

وخلال عمليات مشابهة أكد أحد المهربين إلى أن "الرحلات تنطلق من أماكن مختلفة من الشاطئ اللبناني، وتحديداً الشمال، في حين أن الرحلات غير الشرعية التي تُقْلِع من العاصمة بيروت محدودة جداً"، مشيراً إلى أن "الوجهة الأساسية في هذه الفترة هي إيطاليا، حيث يطمح المهاجرون للدخول إلى أوروبا، على أن يقوموا في وقت لاحق بالانتقال إلى بلدان أخرى ولا سيما ألمانيا".

ويوضح أن "الرحلة تحتاج عادةً إلى 7 إلى 8 أيام، ولكن تشهد الكثير من المراكب تعطُّل المحرّك أو أي عطل آخر أمام الشواطئ القبرصية، وفي هذه الحال تقوم السلطات القبرصية بإعادة المهاجرين إلى لبنان".

ويتابع أن "خروج المركب من الميناء يكون بشكل طبيعي، إذ أنه يكون مُسجَّلاً باسم أحد الأفراد الهاربين، بحيث يتم تحديد نقطة التقاء على الشاطئ لنقل بقية المهاجرين الذين عادةً ما يراوح عددهم بين 70 إلى 100 شخص، بحسب سعة المركب المُستخدم".

يقرأون الآن