يستمر تأثير الكتل الهوائية الحارة والرطبة المتمركزة فوق شبه الجزيرة العربية على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط والتي ادت الى ارتفاع ملحوظ بدرجات الحرارة خاصة على المرتفعات وفي الداخل حيث تخطت الـ ٤٣ درجة (فوق معدلاتها الموسمية بحدود الـ٨ درجات).
موجة الحر وبحسب مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي تترافق مع نسبة رطوبة مرتفعة خاصة على الساحل بحيث تكون الأجواء سديمية ويزيد الشعور بالحرّ وتبلغ ذروتها اليوم الاثنين مع ارتفاع في درجات الحرارة الدنيا على الساحل واحتمال ظهور خلايا رعدية منفردة نتيجة ارتفاع الهواء الحار المحمل بالرطوبة في طبقات الجو العليا وتساقط للأمطار المتفرقة أحياناً، ومن المتوقع ان يخف تأثيرها في المناطق الجبلية والساحلية اعتبارا من يوم غد الثلاثاء.
وتسببت موجة الحر التي تضرب لبنان باندلاع حريق في خراج بلدتي مشمش والقمامين – جبيل. وفي عكار تمكنت فرق الدفاع المدني بالتعاون مع الاهالي من السيطرة على حريق كبير اندلع في بلدة حرف السياد ـ الضنية قبل أن يمتد نتيجة قوة الرياح إلى حقول أشجار زيتون وأراض زراعية. كما سجل عدد من الحرائق في البقاع الاوسط والجنوب.
معدل شهر آب: معدل درجات الحرارة في بيروت لشهر آب بين ٢٥ و ٣٣ درجة وفي زحــلـة بين ١٨ و٣٥ درجة مئوية.
الطقس المتوقع في لبنان:
الإثنين:
غائم جزئيًا الى غائم أحياناً مع انخفاض بدرجات الحرارة في المناطق الشمالية والجبلية واستقراراها في باقي المناطق الساحلية، بينما تبقى مرتفعة فوق معدلاتها الموسمية في الداخل ( ٨ درجات) ، كما تبقى نسبة الرطوبة مرتفعة خاصة على الساحل مما يزيد من حدة الشعور بالحر وتنشط الرياح أحيانًا ، يتشكّل الضباب بشكل كثيف على المرتفعات المتوسطة أحياناً مما يؤدي الى سوء في الرؤية ، يتوقع تساقط أمطار متفرقة أحياناً خاصة في المناطق الشمالية، الجنوبية والداخلية مع احتمال حدوث برق ورعد.
الثلاثاء:
غائم جزئيًا الى غائم أحياناً مع ضباب كثيف على المرتفعات المتوسطة واحتمال تساقط بعض الأمطار المتفرقة أحياناً خاصة في المناطق الشمالية مع احتمال تكون خلايا رعدية منفردة ، تنخفض درجات الحرارة بشكل اضافي في المناطق الجبلية والتي تعود لمعدلاتها الموسمية فيما تبقى دون تعديل يذكر على الساحل مع بقاء نسبة الرطوبة المرتفعة حيث تكون عنصر معزّز للشعور بالحر وتبقى مرتفعة في المناطق الداخلية فوق معدلاتها بحدود الـ٦ درجات.
الأربعاء:
غائم جزئياً مع ضباب على المرتفعات وانخفاض بدرجات الحرارة حيث تتراجع موجة الحر، ولكن تبقى فوق معدلاتها في الداخل بحدود الـ٥ درجات كما يتوقع تساقط الرذاذ بشكل متفرق خلال الفترة الصباحية في المناطق الشمالية.
موجة الحر الشديد تسيطر أيضا على الأردن الذي اتخذ إجراءات للحد من أضرارها حيث تجاوزت الحرارة الـ 43 درجة مئوية في بعض المحافظات.
كذلك تشهد مناطق سوريا والآراضي الفلسطينية وإسرائيل درجات حرارة أعلى من معدلاتها الموسمية، وسط تحذيرات من خطر اندلاع حرائق.
أما العراق فقد سجل درجات حرارة غير مسبوقة في تاريخه فاقت الخمسين درجة في بعض المناطق.
ورفعت الشركات النفطية الاستثمارية في محافظة البصرة الراية البنفسجية، بعد تجاوز درجات الحرارة الـ52 مئوية.
وتشير تلك الراية إلى الأشعة فوق البنفسجية القصيرة، وهي الأشد خطراً على الإنسان، إذ تؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس، وتعمل على قتل الخلايا الحية في الجسم.
وتعمد الكثير من الشركات إلى رفع إشارة التحذير المذكورة لتنبيه العاملين فيها لاتخاذ أعلى درجات الحيطة.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية في العراق أفادت في وقت سابق، عن تسجيل 13 محافظة، درجات حرارة تفوق 50 درجة مئوية كحد أقصى.
يذكر أن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك كان حذر، الأربعاء، من أن ما يواجهه العراق من ارتفاع في درجات الحرارة وجفاف هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع، وذلك في ختام زيارته إلى هذا البلد الذي يعدّ من الأكثر عرضة لبعض آثار التغير المناخي.
وخلال جولته في العراق حيث فاقت درجات الحرارة الخمسين، ووسط جفاف شديد، زار تورك جنوب البلاد حيث "الحقول جرداء ورازحة تحت وطأة الجفاف"، كما قال.
كما أكد في ختام زيارة دامت أربعة أيام، أن "ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وفقدان التنوع البيئي، (أمور) باتت واقعاً، معتبرا أنه بمثابة إنذار إلى العراق والعالم أجمع".
وللعام الرابع على التوالي، يواجه العراق، البلد الخامس الأكثر تأثّراً بالتغير المناخي في العالم بحسب الأمم المتحدة، موجة جفاف قاسية.
ويعود ذلك إلى تراجع نسبة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة.
كما تحمل السلطات جزءا من المسؤولية إلى سدود تبنيها كل من تركيا وإيران على منابع دجلة والفرات، ما يسبب انخفاضاً في منسوب الأنهر التي تعبر العراق.
وفي تموز/يوليو، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن منطقة الأهوار التاريخية في جنوب البلاد تشهد "أشد موجة حرارة منذ 40 عاماً"، متحدثة كذلك عن تراجع شديد لمنسوب المياه.