منذ إعلان جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب في ليبيا، توقيف آمر اللواء 444 قتال الذي يتبع للمؤسسة العسكرية في غرب ليبيا، محمود حمزة، وفقًا لمذكرة صادرة من مكتب المدعي العام العسكري الليبي، اندلعت اشتباكات بأسلحة ثقيلة بين كتائب مسلحة في العاصمة الليبية طرابلس.
وبدأت التوترات عقب قيام قوات "الردع" باعتقال آمر "اللواء 444"، محمود حمزة، الذي يعد من أهم القيادات العسكرية النافذة في الغرب الليبي، التي تقود واحدة من أكثر القوى المسلحة نفوذا وتنظيما.
ومحمود حمزة بدأ مسيرته العسكرية في قوة "الردع" التي يقودها عبد الرؤوف كارة، لكنّه انفصل عنها وأسس كتيبة "20-20" ومقرّها معيتيقة، تحوّلت لاحقا إلى "اللواء 444" وانضمت إلى رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، لتصبح من أهم المجموعات المسلّحة في العاصمة طرابلس، حيث تسيطر على مناطق واسعة واستراتيجية في غرب ليبيا وتقوم بتأمين أجزاء كبيرة من العاصمة ومدن ترهونة وبني وليد، وكان لها دور في ضبط الأمن ومحاربة التهريب.
ونال حمزة شهرة محليّة ودولية بسبب قيامه كل مرّة بدور الوساطة ومنع الاقتتال ووقف الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس والغرب الليبي، حيث لعب دورا كبيرا في وقف المواجهات المسلّحة العنيفة التي اندلعت عند محاولة رئيس الحكومة السابق المكلّف من البرلمان فتحي باشاغا اقتحام طرابلس لتسلم السلطة من الدبيبة، وتدخلّ لتوفير ممر آمن لخروج باشاغا من العاصمة ولإعادة الهدوء.
في أيلول/سبتمبر 2021، قال المقدّم محمود حمزة إنّه "لديه دلائل قويّة وثابتة تدلّ على أنّ ما حدث في طرابلس مؤخرًا هو مؤامرة وتخطيط خارجي لإنهاء اللواء الذي يقوده". وأضاف حمزة عبر صفحته على فيسبوك أنّ اللواء (444) قتال ترك طرابلس خلفه واتجه للمناطق التي تُركت لسنوات ضحيةً لعصابات السرقة والتهريب، وقضى على التهريب بنسبة 90%، حتى أصبح الوقود متوفراً في مناطق كان لا يتوفر فيها منذ 10 سنوات. وتابع أنه خلال فترة عمل اللواء العسكري الذي لم يتجاوز سنة، نجح في إخلاء (110) مقرّات عسكرية للمجموعات المسلّحة في جنوب طرابلس وتم تفكيكهم ومصادرة أسلحتهم.
واتّهم "حمزة" آمر منطقة طرابلس العسكرية اللواء "عبدالباسط مروان" بالخيانة؛ لعدم التزامه بالقوانين العسكرية، حيث أنّه لم يقُم بأيّ عملٍ إداريٍّ أو أي إجراءٍ موجّهٍ أو تعليماتٍ للّواء (444) قتال يُبيّن فيه ما هو معيار "الخروج عن المسار" الذي حصل، وفق قوله. وبيّن أنه "وإن حصلَ تجاوز من اللّواء (444) قتال كما يدّعي، توجد برقيّات وتعليمات وأوامر وهناك قائد أعلى للجيش وشرطة عسكريّة ومدّعي عام عسكريّ تُرفع له شكوى".
في حزيران/يونيو 2022 اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين المليشيات المدعومة من قوة دعم الاستقرار بإمرة اغنيوة الككلي، وأخرى تتبع النواصي، بالقرب من جزيرة سوق الثلاثاء في طرابلس. ونشرت منصات إعلامية تابعة لحكومة الوحدة المؤقتة اليوم مقطعاً مصوراً لرئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدُبَيْبة وهو يجري اتصالاً هاتفياً مع محمود حمزة آمر لواء 444 حول اشتباكات جزيرة سوق الثلاثاء بطرابلس، وهو يتابع تطورات الأحداث ويأمره بفض الاشتباكات.