تواصل دولة الإمارات التي تعد أحد أكبر المانحين في العالم دعمها لجهود التصدي لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 عالمياً، حيث أطلقت مبادرات عاليمة منذ بداية الجائحة حتى الآن، بفضل توجيهات قيادتها التي تستلهم خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم العمل الخيري والإنساني منذ تأسيس الدولة قبل نصف قرن.
ويجسد هذا الدعم التزام الدولة بمكافحة كوفيد-19، خلال المؤتمر العالمي لإعلان التبرعات، مايو/ايار الماضي، الذي هدف إلى جمع أكثر من 7.5 مليارات يورو لزيادة الاختبارات، وتوسيع نطاق العلاج، والاستثمار في تطوير اللقاحات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ويتميز الدعم الإماراتي الإنساني بأنه لا يرتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو الديانة، بل تراعي الإمارات في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتأتي هذه السياسة الإنسانية للدولة تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها دولة الإمارات، والتي رسختها عملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعزيز وتعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، حاصدةً بذلك إشادات دولية تضاف إلى سجلها الإنساني الحافل وتعزز من مكانتها على الساحة الدولية. ومن أبرز الأعمال التي بذلتها الدولة في سبيل دعمها الجهود العالمية الرامية للتصدي لفيروس كورنا المستجد:
توزيع لقاحات كوفيد-19
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعماً لمبادرة «كوفاكس»، التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية وجهودها الرامية إلى التوزيع العادل لنحو ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 خلال العام 2021، أطلقت إمارة دبي أخيراً مبادرة عالمية جديدة حشدت من خلالها خبرات وقدرات كل من «طيران الإمارات» و«شبكة موانئ دبي العالمية» ومطارات دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على البلدان النامية، التي أُضير سكانها بشدة من الوباء وتواجه تحديات في نقل وتوزيع المستحضرات الطبية.
وتُعد المدينة العالميّة للخدمات الإنسانية أكبر تجمّع في العالم لمنظّمات وجهات العمل الإنساني انطلاقاً من مقرها في دبي، وهي أيضاً شريك رئيس في مبادرة نقل اللقاحات، وتسخّر خبراتها الواسعة في مجال الخدمات اللوجستية الإنسانية لنقل مواد الإغاثة، مثل الأغذية والأدوية في الأسواق ذات البنية التحتية المحدودة، إذ عقدت شراكة مع الإمارات للشحن الجوي في العديد من مهام الشحن الإنسانية، ووقعتا خلال عام 2020 أيضاً مذكرة تفاهم لتوثيق التعاون في رحلات المساعدة الإنسانية.
وفي سياقٍ متصل أعلنت مجموعة موانئ دبي العالمية عن شراكة واسعة النطاق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدعم جهود توزيع لقاحات كوفيد-19 والمستلزمات الطبية المتعلقة بها في البلدان منخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل. وتعتبر الاتفاقية الموقعة بين الطرفين الأكبر من نوعها حتى الآن وتقدّر قيمتها بملايين الدولارات، وتهدف إلى دعم دور منظمة اليونيسيف الريادي في شراء وتوريد ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 ومستلزمات التطعيم الإضافية نيابة عن مبادرة «كوفاكس».
وتتمتع الإمارات للشحن الجوي بخبرات تزيد على العشرين عاماً في مجال نقل الأدوية عبر العالم. وطورت الشركة العالمية الرائدة في النقل الجوي للأدوية الحساسة للحرارة، بما في ذلك اللقاحات، بنية تحتية وقدرات واسعة النطاق من أجل النقل الآمن والسريع للمستحضرات الصيدلانية الحساسة للحرارة.
وأعلنت الاتحاد للشحن، ذراع عمليات الشحن والخدمات اللوجستية التابعة لمجموعة الاتحاد للطيران توقيع مذكرة تفاهم مدتها خمس سنوات مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لدعم مبادرة الشحن الجوي الإنسانية التابعة للمنظمة، بموجبها تدعم الجهود العالمية لتوزيع لقاحات كوفيد-19 والأدوية الأساسية والمعدات الطبية وغيرها من الإمدادات الضرورية للتصدي لانتشار المرض، فضلاً عن إدارة مختلف الاحتياجات اللازمة، بفضل خبرات طاقمها المتخصص بالاستجابة لتداعيات جائحة كوفيد-19. وتضم مبادرة اليونيسيف للشحن الجوي الإنسانية مجموعة من شركات الطيران العالمية التي تغطي عملياتها أكثر من 100 دولة في مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى دعم مبادرة كوفاكس الدولية الهادفة إلى توزيع لقاحات كوفيد-19 بشكل عادل، وتوفير آلية فعالة لرفع جاهزية قطاع الخدمات اللوجستية الدولي للاستجابة للأزمات الصحية على المدى الطويل.
الإمارات اليوم