عشرات العائلات في عكار والمنية تنتظر أخباراً عن أفراد منها أُوقفوا في ليبيا، أول من أمس، عندما كانوا في مركب في طريقهم إلى السواحل الإيطالية. المركب الذي كان يقلّ 110 أشخاص (40 لبنانياً والبقية سوريون وفلسطينيون) أبحر فجر 11 آب الجاري من منطقة الشيخ زناد في عكار قرب الحدود السورية.
ووفق مصدر مطّلع لـ"الأخبار"، فإن معطيات تفيد بأن "كتيبة طارق بن زياد" التي تعترض مراكب الهجرة غير الشرعية لدى عبورها قبالة ليبيا، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، أوقفت ركاب المركب الذين تمكّن بعضهم من التواصل مع ذويهم، وإبلاغهم بأن الجهة التي تحتجزهم تطلب فدية مقابل إطلاقهم. كما تلقّت بعض العائلات صوراً لأبنائها في أماكن احتجازهم. ووفق المصدر نفسه، فإن الكتيبة، في العادة، "تحتجز المهاجرين غير الشرعيين لأيام أو أسابيع أو حتى لأشهر". وقد ناشد أهالي المحتجزين وزارة الخارجية التحرك سريعاً لكشف مصيرهم وخصوصاً أن معظمهم من النساء والأطفال، وهم "محتجزون في ظروف مزرية".
مصدر أمني قال لـ"الأخبار" إن أحد رؤوس مافيا التهريب ش. الحزوري كان يجهّز لإبحار المركب وعلى متنه نحو 500 شخص، عندما نجحت مخابرات الجيش في إحباط المحاولة واعتقلته مع عدد كبير من الركاب الذين كانوا يتجهّزون للرحلة، فيما كان عدد آخر قد تمكّن من الوصول إلى المركب الذي كان ينتظر في المياه الإقليمية، وبينهم عائلة الحزوري نفسه. واللافت أن قاضي التحقيق أطلق الحزوري بعد خمسة أيام من توقيفه.
كذلك، أحبطت قوّة من مفرزة حلبا القضائية في قوى الأمن الداخلي فجر أمس محاولة جديدة للإبحار، وأوقفت 60 سوريّاً في محلّة تل إندي في سهل عكّار.
ومع بداية فصل الصيف، استعادت مافيا التهريب نشاطها في تسيير مراكب نحو أوروبا، ولا سيما إيطاليا. وغالباً ما تكون نقطة انطلاق المراكب من شاطئ عكار لوجود مرفأ العبدة حيث يوجد عدد كبير من مراكب الصيد، ما يسهل عمليات نقل الركاب والأمتعة. ومع التشدد الأمني الاستباقي، لجأ هؤلاء إلى البحث عن مناطق أكثر أمناً لتحميل الركاب، فكانت وجهتهم البديلة شواطئ المنية وشكا والقلمون وسلعاتا.
مصادر أمنية قالت لـ"الأخبار" إن مديرية المخابرات في الجيش نجحت في الحد من تحركات عصابات الهجرة غير الشرعية هذا العام، إذ تراجع عدد المراكب التي حاولت الهجرة إلى نحو 30، نجح 14 منها في اجتياز المياه الإقليمية، في مقابل نحو 110 محاولات العام الماضي تم إحباط 56 منها.
ويلجأ المهربون إلى خطط بديلة لاجتياز الطوق الأمني، وغالباً ما تتم عمليات التهريب بالتنسيق مع مافيا داخل سوريا تعمل على شراء المراكب وتأمين الركاب وتهريبهم إلى الداخل اللبناني وتسليمهم إلى المهرب اللبناني. وغالباً ما ينتظر المركب المسافرين داخل المياه الإقليمية، ويتم نقلهم إليه بمراكب صغيرة تنطلق من أكثر من نقطة ويحمل كل منها بين 15 و20 شخصاً.