تتعرض السعودية إلى موجة من الطقس السيئ على مدار الأيام الماضية، إذ تأثرت المرتفعات الجنوبية الغربية بعاصفة شديدة، نتج عنها هطول أمطار متفاوتة الغزارة.
وشهدت مكة المكرمة عواصف رعدية وتساقطا للأمطار، بينما تشهد مصر طقسا معتدلا بمعظم المحافظات إلا أن جنوب سيناء شهد تساقط أمطار رعدية وصلت لحد السيول بحسب هيئة الأرصاد المصرية.
عواصف ورياح مكة أمس.. اللهم احفظ بلاد الحرمين#مكه_الان #مكة_المكرمة pic.twitter.com/8XPtMPtsxd
— شؤون إسلامية (@Shuounislamiya) August 23, 2023
وشهدت مدينة وجبال سانت كاترين على مدار أيام متتالية سيولا جارفة نادرة متجهة نحو قرية الطرفة وفيران.
#VIDEO: Heavy rain and strong winds around the vicinity of the Grand Mosque in Makkah.
— Saudi Gazette (@Saudi_Gazette) August 22, 2023
pic.twitter.com/nMh5haq1HO
وأكد الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ أن ما تشهده العديد من دول العالم من تطرف في الطقس وأحوال المناخ في الأساس يرجع إلى الأحداث المناخية الجامعة الناتجة عن التغيرات المناخية، نتيجة زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري وتركيزاتها في الغلاف الجوي التي وصلت إلى 424 جزء في المليون حسب قياسات ناسا، ووصولها إلى 450 جزء من المليون أي إرتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي إلى درجتين، ما أنشئ على أساسه اتفاق باريس للمناخ ليحيل دون الوصول إلى هذا الحد، بحسب "روسيا اليوم".
وكشف أستاذ المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة القصيم في السعودية الدكتور عبد الله المسند، أسباب الظواهر الجوية العنيفة التي شهدتها مكة المكرمة، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": "تحدث هذه الظواهر الجوية العنيفة بأمر الله عندما تجتمع أسباب طبيعية وبشرية".
وأوضح المسند أن الأسباب الطبيعية هي ان "ارتفاع درجة الحرارة المتزامن مع عوامل جوية أخرى سطحية وعلوية يؤدي إلى:
- تسخين عالي لسطح الأرض.
- عملية تصعيد قوي للرياح العمودية (الرياح الصاعدة).
- بناء سحب عظيمة ركامية كالجبال في حالة وجود رطوبة جوية + كتل هوائية علوية باردة.
- يؤدي إلى هبوط الرياح من قمم السحب الركامية بعد أن تبرد ويثقل الهواء عبر الرياح الهابطة، تصل سرعتها أحيانا لأكثر من 100 كلم في الساعة.
- وجود جبال شامخة تُضيق مجرى الرياح فتكدسها عبر ممرات ضيقة فتصبح عنيفة".
وأشار المسند إلى أن الأسباب البشرية هي: "وجود أبراج عالية تحجز الرياح الهابطة أن تمر طبيعيا في حيز مكاني عريض، حيث تقوم الأبراج بدور أخطر من الجبال في صد الرياح، وإجبارها على المرور في ممرات ضيقة فتصبح الرياح شديدة وعنيفة".
وبين أن "التقنيات الحديثة في متابعة ومراقبة مثل هذه الظواهر الجوية العنيفة متوفرة للتحذير منها قبل حدوثها بنحو 30 دقيقة على الأقل، ومن ثم التحذير منها عبر وسائل مختلفة ومنها الجوال عبر منبه مدوي، خاصة في محيط مكة والمدن ذات الكثافة السكانية العالية".