كشف رجال إنقاذ وضباط بالجيش إن عملية منهكة للأعصاب لإنقاذ أطفال عالقين على ارتفاع مئات الأمتار في عربة تلفريك في باكستان هذا الأسبوع واجهت تحديات غير مسبوقة، إذ كان المسؤولون يخشون انقطاع آخر سلك يحمل العربة في أي لحظة.
واسترعت جهود الإنقاذ التي استمرت 16 ساعة انتباه العالم بأسره، إذ كافح سلاح الجو والجيش والمدنيون الموجودون على الأرض لإنقاذ ثمانية أشخاص، أغلبهم أطفال، من عربة تلفريك معلقة بزاوية مائلة على ارتفاع 183 مترا فوق نهر بعدما انقطع أحد سلكيها.
وقال الميجور أسد خان مروت "كان الأمر منهكا جدا للأعصاب"، واضطلع أسد بدور رئيسي في تنسيق العملية من الأرض.
وحاولت طائرة هليكوبتر تابعة لسلاح الجو الاقتراب من عربة التلفريك لساعات، لكن الرياح العاصفة جعلت الاقتراب عسيرا.
وقال أسد إن المنقذين كانوا يخشون سقوط العربة إذا ما أنزلوا عليها أحد المنقذين لأنها مصممة لحمل سبعة أو ثمانية أشخاص فحسب. لكنهم كافحوا لمحاولة إقناع الأطفال المذعورين بارتداء أحزمة الأمان والخروج من العربة ليتسنى لطائرة هليكوبتر سحبهم للأعلى.
وأخيرا، حاول أحد الأطفال فعل ذلك قبل هبوط الليل مباشرة.
وقال أسد "استطاع ذلك الفتى ارتداء الحزام وإحكامه على جسده". وأضاف "كان فتى شجاعا".
ومع تلاشي ضوء الشمس، اشتدت الرياح. وألغى المنقذون الاستعانة بالهليكوبتر مخافة أن تكون أي محاولة أخرى في غاية الخطورة.
وقرر المنقذون استكمال العملية من الأرض مخافة انقطاع الحبل الأخير، وخصوصا مع تضور الأطفال جوعا وفقدان اثنين منهم وعيهما خلال المحنة.
وقال اللفتنانت كولونيل محمد كمران "كان علينا فعل ذلك بأي ثمن"، وساعد كمران في الإشراف على العملية مع مجموعة الخدمات الخاصة، وهي وحدة القوات الخاصة في البلاد.
وحاول أسد والسكان المحليون إقناع باقي الأطفال بالخروج عبر الهاتف.
وقال "واسيناهم عبر الهاتف، وقلت ‘ارتدوا حزام الأمان فحسب، أنتم آمنون، لن تذهبوا إلى أي مكان‘".
وقال محمد علي، وهو أحد المنقذين، إنه أحكم أحزمة الأمان حول الأطفال، ثم تحقق مجددا من إحكامها.
ونقل علي ثلاثة أطفال، لكنه أُصيب بكسر في يده، فحل محله أحد أفراد القوات الخاصة في المرة التالية.
وعند إنقاذ آخر ثلاثة أطفال وتوصيلهم إلى جانب التل، هتفت الأسر المنتظرة بتلهف "الله أكبر".
وقال كمران "كانت لحظة إنجاز عظيم".
وأضاف "كان السكان المحليون سعداء جدا وحامدين لله عز وجل... وكنا ممتنين لهم على دعمهم".
واجتمع المنقذون والسكان والتلاميذ أمس الخميس في العاصمة إسلام اباد، وحضروا أولا حفلا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال ثم تبادلوا أطراف الحديث لاحقا في أثناء احتساء الشاي وتناول الطعام بعدما جمعتهم أواصر الصداقة بسبب مهمة الإنقاذ المحفوفة بالمخاطر.