بدأ وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، أمس الخميس، إجتماعاته في الأمم المتحدة في نيويورك، في زيارة تهدف إلى تخفيف التوترات والمحافظة على الأمن والإستقرار في جنوب لبنان، وذلك قبيل الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن آواخر الشهر الحالي بغية تجديد ولاية "اليونيفيل" لسنة إضافية.
استهل الوزير بوحبيب والوفد المرافق لقاءاته بالإجتماع مع المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد، وثم مع المندوبين الدائمين للمملكة المتحدة واليابان وفرنسا، بالإضافة إلى اجتماع مع سفراء الدول العربية لدى الأمم المتحدة، كما اجرى لقاءً مطولًا مع مساعد الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام في دائرة الشرق الأوسط، محمد خالد الخياري.
وبعد اطلاع الوزير بوحبيب على مسودة مشروع القرار المطروحة حاليا في مجلس الامن والمتعلقة بتجديد ولاية اليونيفيل، عبّر الوزير بوضوح عن رفض لبنان للصيغة المتداولة كونها لا تشير الى ضرورة واهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني، كما تنص إتفاقية عمل اليونيفيل المعروفة بال SOFA.
كما ذكّر الوزير بأن التجديد السنوي للقوة الدولية في الجنوب يأتي بطلب من الحكومة اللبنانية. كذلك شدد على رفض لبنان بأن يعطي الشرعية لنقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس، وفقا" لقرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦ والداعي الى حل النزاع بالطرق السلمية، الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يدعو الى فرض القرار بالقوة.
وشدّد الوزير بوحبيب في لقاءاته، على أنّ الإستقرار في جنوب لبنان يرتكز على العلاقة الجيدة بين "اليونيفيل" والسلطات والأهالي في لبنان من جهة، ومن خلال إظهار الحدود البرية من جهة أخرى.
وأكد بو حبيب، أن تجديد ولاية اليونيفيل لسنة إضافية كما جرت العادة، يقع تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتّحدة، كون طلب التجديد يأتي من الحكومة اللبنانية كلّ عام، مع التشديد على حرص لبنان على حرية حركة "اليونيفيل" بالتنسيق مع الجيش اللبناني بما يحفظ السيادة اللبنانية ويُنجح مهام القوة الدولية ويحفظ سلامة عناصرها.
وأشار بوحبيب إلى أن إظهار الحدود البرية يساهم بوضع حدّ للتوترات المستمرة التي تحصل على الحدود بسببها، علمًا أنّ لبنان قد طالب خلال الإجتماعات الثلاثية، التي تنعقد في الناقورة برعاية الأمم المتّحدة، بإستكمال المحادثات حول معالجة النقاط الخلافية والمتحفّظ عليها المتعلقة بالخطّ الأزرق، إلاّ أنّ الطرف الإسرائيلي لم يتجاوب. لذا، طلب الوزير بو حبيب من أعضاء مجلس الأمن في لقاءاته العمل لإستكمال المحادثات بشأنها.
وقد شارك منسّق الحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل العميد الركن منير شحادة من ضمن الوفد اللبناني، حيث قدّم عرضًا حول الخطّ الأزرق، والنقاط التي يتحفّظ عليها لبنان، والخروقات الإسرائيلية، حضره عدد كبير من الملحقين العسكريين للدول الأعضاء في الأمم المتّحدة وموظّفين دوليين في سكرتاريا الأمم المتّحدة.