أسف رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، خلال إقامة الذبيحة الإلهية على راحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية، برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي، في باحة المقر العام بمعراب، من المحاولة الجدية لتغيير كل شيء في لبنان ليطابق مواصفات الممانعة.
وأشار الى ان " جريمة قتل الياس الحصروني مؤشّر للحوار الذي يبشّر به محور الممانعة منذ أشهر وأشهر، وتبيّن أن هذه الجريمة مُنظمة حيث ان السيارات الأربعة التي اشتركت بالجريمة، واحدة جاءت من عيتا الجبل، واخرى من بنت جبيل، والثالثة من حانين، والرابعة من برعشيت، هذا هو الدفاع عن اللبنانيين الذي يتغنون به كل يوم، وهذا هو الحوار الذي يدعون له، ففريق الممانعة فريق اجرامي بامتياز". ولفت الى ان " محور الممانعة وحزب الله في لبنان يتصرّفون كما يريدون خارج كل قانون ودستور وبعيداً من رأي جميع اللبنانيين الآخرين".
واوضح جعجع بأنه "حان الوقت ليتخذ اللبنانيون القرار، فهل لبنان الذي نعيشه حالياً هو لبنان الذي نريد؟ هل هذا لبنان الذي تعبنا وضحّينا وسهرنا ليالي وسنوات وقرون من أجله؟ هل هذا لبنان الذي استشهدنا من أجله عشرات آلاف المرات؟".
واكد بأنه "لا مشكلة لدى "القوات اللبنانية" مع "حزب الله" أو الأحزاب الممانعة الأخرى كأحزاب سياسية، باعتبار أن المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثّل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلا أنّ المشكلة الأكبر تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصوّرها عقل انسان، ونحن نسمع محاضرات دورية من قياديي حزب الله ومحور الممانعة حول العفة والطهارة والاستقامة، في وقت هم أنفسهم من دعم جماعة الفساد في العقد الماضي للحصول على وزارات الخدمات الأساسية التي من خلالها مارست الفساد على أعلى المستويات وبأبشع الطرق الممكنة، وكبّدت الدولة عشرات مليارات الدولارات، ومن عطّل تشكيل الحكومات لأشهر طويلة بغية تأمين وزارتي الطاقة والأشغال وغيرها لحلفائه، دون ان ننسى من تولّى حقيبة وزارة المال منذ 10 سنوات".
وذكر رئيس القوات بان "المثل الأكبر في هذا المجال يكمن في تعطيل التحقيق بانفجار مرفأ بيروت الذي ترك وراءه أكثر من 220 ضحية، آلاف المصابين، وعشرات الآلاف من المتضررين، وعلى الرغم من فداحة المصاب وهول الفاجعة التي هزت لبنان والعالم، لم يرف جفن لحزب الله بل هدد قضاة التحقيق وتدخل "هون وهون" حتى توصّل إلى تعليق التحقيق... طبعاً في الوقت الحاضر". واوضح بان "القوات اللبنانية" منذ اللحظة الأولى على انفجار مرفأ بيروت تنبّهت للموضوع ولجأت إلى المراجع الدولية لإقناعها بأن التحقيق المحلي لن يودّي إلى أي حقيقة أو عدالة في ظل هيمنة السلاح غير الشرعي، انطلاقا من هنا طالبت بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بانفجار المرفأ، وستستمر في المطالبة وتكثيف الجهود، بمؤازرة الأهالي وجمعيات حقوقية محلية ودولية عديدة للتوصل إلى تحقيق يجلي الحقيقة كي ترتاح أرواح شهداء المرفأ وترقد بسلام وتغمض جفون الأهالي".
وأوضح جعجع بأن "محور الممانعة استطاع القيام بكل هذه الموبقات والفساد وتعطيل القانون من خلال عمليات الاغتيال والعنف والتهديد والتخويف وعبر منظومة أمنية- عسكرية كلياً خارج الدولة والقانون وكل منطق للعيش المشترك، إلى جانب الـ30 أو 40 نائبا ينتمون إليه، ورغم كل هذه الشنائع والفظائع والفساد إلى حد افلاس كل بيت ومؤسسة في لبنان "بيرجع بيعيّطلك عالحوار!"، ونقول لـ"حزب الله": "لأ. إذا كنت قادر تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك"، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني". واعتبر بانه "رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله، و"كأنو ما صار" في كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار، أم كبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة".
وتابع: "يحاولون منذ سنة تقريباً ايصال مرشح تابع لهم على سدة الرئاسة الأولى، من خلال اعتماد اسلوبهم التعطيلي، فهم يصرّحون ليلاً نهاراً عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يعطلون الانتخابات أما من خلال عدم الدعوة إلى جلسة أو السعي إلى فضها عبر انسحابهم بحجة التعادل السلبي في المجلس، ولنسلّم جدلاً أن هذا المجلس لن يستطيع انتخاب رئيس جديد، فلماذا تغادرون من الدورة الأولى بدل المشاركة في دورة ثانية وثالثة ... وعاشرة عندها سنرى اذا كان هذا المجلس سينجح في إنهاء الفراغ". وسأل "ما سبب دعوتهم إلى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي، ففي الأمس القريب جرت انتخابات رئاسة المجلس النيابي في ظل التركيبة الحالية، وحصلت الانتخابات وانتخب الرئيس بـ65 صوتا و"مشي الحال"، فلماذا عندما وصلنا إلى الانتخابات الرئاسية "ما بقا يمشي الحال" وبات يعد هذا المجلس مقسوما، وأصبحنا بحاجة إلى حوار و"صار بدا جمعية عمومية للأمم المتحدة"؟ فلو كان محور الممانعة يملك 65 صوتاً لمرشحه أكان دعا إلى الحوار؟ الجواب بسيط: هذا المحور غير قادر على ايصال مرشحه، في الوقت الذي لا يقبل بغيره".
وربط ما يجري بحكاية "ستي الختيارة والديب"، فبعد "كل ما يفعلونه ينادون بالحوار".
وختم: "مستعدون تحمل الفراغ لاشهر لكننا لسنا مستعدين لتحمل ثقالة دمّن وفسادهم وعلى بعبدا ما بفوتوا".