تحت عنوان "بالتمثيل والشعر والرسم.. قصة ليبية صماء أبهرت بنغازي"، نشر موقع سكاي نيوز تقريرًا عن الفنانة الليبية فاطمة درز، حيث اشار التقرير إلى ثلاث مواهب فريدة نجحت بنت مدينة بنغازي فاطمة درز، في أن تسطر أسمها بحروف من نور كأحد أعلام تلك المدينة الساحلية الواقعة في شرق ليبيا، لتميزها في التمثيل وتأليف الشعر، فضلاً عن امتلاك أنامل ذهبية تجديد فنون الرسم بأنواعه، رغم وجود إعاقة سمعية ولدت بها.
وفي 15 نيسان/ إبريل الماضي وبالتزامن مع اليوم العالمي للرسم، أطلقت الفنانة ندائها إلى جميع أصحاب الهمم في العالم إلى ضرورة الإيمان بأنفسهم وتنمية مواهبهم، لا سيما أن بداخل كل فرد منهم طاقة وموهبة دفينة، يستطيع تنميتها وصقلها من خلال التجربة والتدريب المستمر ولن يقف أي عائق أمام تحقيق أهدافهم.
وأكدت درز في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية أن لها ذكريات في طفولتها شجعتها على تأسيس موهبتها بعد أن مرت بتجربة طفولة غريبة قالت عنها: "في طفولتي كنت أدرس في مدرسة داخلية في العاصمة اللبنانية بيروت، ولدي ذكريات جميلة هناك حيث كانت معلماتي داعمات لي ومشجعات لمواهبي في الرسم والجمباز غير أني توقفت عن الجمباز لأنني تركت المدرسة بسبب الحرب الأهلية عام 1975".
وأضافت "عدت إلى بنغازي في سن صغيرة، وبعد فترة توقف بدأت أشعر بشوقي بالرسم والألوان وتجدد شغفي بالرسم ووفر لي أبي ما يلزمني من معدات الرسم وشجعني على الاستمرار رغم الصعوبات، وبدأت أطور مهاراتي بنفسي وأجد التشجيع من الجميع وعرضت رسوماتي في معرض الصم ببنغازي ولكن لم أكن أجيد مزج الألوان بصورة صحيحة لعدم وجود معلمين مختصين بتعليم هذه المهارات واستمر الوضع كذلك حتى أصبح عمري 12 عاما حيث صادف وأن لمحت رساما يمزج الألوان فتعلمت منه مهارات مزج الألوان الزيتية والمائية وغيرها، ومع بلوغي سن الـ16 بدأت أعرض لوحاتها في جمعية الصم ببنغازي وتم تصنيفها كأول رسامة ليبية صماء.
على خشبة المسرح
وتقول درز: "بعدها أحببت تجربة التمثيل وانتسبت إلى فريق مسرح المعهد ونلت استحسان الأساتذة، وقتها بدأت بذرة التمثيل تنمو في أعماقي وعرضت لي مسرحية عام 1985 على مسرح معهد الصم ببنغازي وهي أول مسرحية إيمائية على مستوى الوطن العربي وكنت أجسد فيها دور البطولة وكان مستوى المسرحية فنيا لا يقل عن أي مسرحية ناطقة مما زاد سعادتي وعزز ثقتي بنفسي وبإمكانياتي ولكن في عام 1987 توقفت عن التمثيل.
وتابعت: "عملت بعدها معلمة مسرح في معهد الصم وأيضا بسبب نقص الدعم توقفت عن العمل وتفرغت للرسم حتى عام 2011 وقيام الثورات حيث عرضت لوحاتي في العديد من المعارض وخلال هذه الفترة بدأت أكتب الشعر والخواطر وبتشجيع من أختي وإصرار منها أن أشارك في أمسيات شعرية، وبعد تردد مني اقتنعت أن أذهب معها ولكن كان يسيطر على الخجل من نظرات الحاضرين غير أني تشجعت أخيراً ووقفت ألقى كلماتي بلغة الإشارة بينما تترجمها أختي إلى كلمات ناطقة والحق أني تفاجأت بالتصفيق الحار من الحضور وبتعليقاتهم الإيجابية خاصة أن العمل كان يجسد معاناة شخص أصم وعادت ثقتي بنفسي وبإمكانياتي ولكن مع مرور الوقت بدأت أشعر مجددا بالتهميش".
وخلال حديثها ذكرت: "بأنها اتخذت قرار نهائياً بعدم انتظار الدعم من أحد واتجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي أكون صداقات مع رسامين وفنانين وأبحث عن مواهب من الصم تشاركني الحلم".
وأضافت "لكن معظم الصم الذين تواصلت معهم لم يكن لديهم مواهب مشتركة معي حتى وجدت بالصدفة منشورا للأستاذ محمد أبو زهرة أعجبني محتواه وأصبحنا صديقين على فيسبوك لاكتشف بعدها أنه فنان مبدع حينها طلبت منه إنشاء مجموعة للصم العرب الموهوبين ليتعارفوا ويتشاركوا الأفكار ويتبادلوا الخبرات".
وختمت: "رغم مسؤولياته الكثيرة وافق وكانت هذه المجموعة من أروع ما حدث لي في حياتي حيث اكتسبت أصدقاء رائعين مبدعين".