زلزال المغرب.. في رحلة البحث عن أثر لطفل

أب مكلوم يبحث بين الركام عن أثر لحياة

 لما غلب النوم الطفل المغربي سليمان آيت نصر (7 سنوات)، وهو في غرفة المعيشة نقله والده إلى غرفة نومه لضمان أن يرتاح جيدا قبل توجهه للمدرسة صباحا. وفي أثناء نومه انهار سقف البيت جراء الزلزال القوي الذي ضرب المغرب.

وكان إبراهيم (41 عاما)، والد سليمان، يصلي عندما ضرب زلزال قوته 6.8 درجة قريتهم الصغيرة الواقعة على مشارف بلدة طلعت يعقوب، وهي من المناطق الأكثر تضررا من الكارثة التي أودت بحياة ما يزيد على 2500 شخص في المغرب.

وقال إبراهيم إنه سعى جاهدا إلى جمع أفراد أسرته. واضطر ابناه الكبيران، اللذان كانا في الطابق العلوي، إلى تسلق سقف المطبخ المنهار للوصول إلى والديهما وابن عمهما الذي يربيه إبراهيم مع أبنائه. لكن أحدا لم يتمكن من الوصول إلى سليمان.

وطلبت منه زوجته أن ينصت لأي صوت يشير إلى أن ابنهما ما زال حيا.

ولما لم يسمع أي صوت بين الركام أدرك إبراهيم حينها، حسب قوله، أن ابنه مات. وانتشل فيما بعد جثة سليمان بمساعدة أفراد الأسرة.

وقال إبراهيم المكلوم إن ابنه رحل وإنه يشكر الله على أن ابنيه الآخرين ما زالا على قيد الحياة.

ومسح معاذ (20 عاما)، شقيق سليمان، دموعه وهو يتحدث عن المأساة، واقفا في المكان الذي كان يوما ما غرفة المعيشة. ووصف سليمان بأنه كان طفلا مرحا ومحبا للطبيعة.

ودُمرت العديد من منازل القرية التي تقع على بعد نحو 72 كيلومترا جنوبي مراكش في جبال الأطلس الكبير قرب مركز الزلزال.

وأغلقت الصخور الطرق، مما جعل من الصعب على عمال الإنقاذ الوصول إلى المنطقة. وتم استخدام معدات ثقيلة لتطهير الطرق لكن الانهيارات الصخرية اللاحقة أدت إلى إغلاقها مجددا.

وقال إبراهيم إنه ساعد في إنقاذ ستة من الجيران دُفنوا تحت الأنقاض بسبب الزلزال وانتشل العديد من الجثث. وأضاف أن العديد من الأشخاص في القرية قُتلوا.

وأردف أن هناك الكثير من المعاناة، لكنه تابع أنه يحمد الله على كل شيء وأن الله قادر على إصلاح كل شيء مرة أخرى، موضحا أنه لم يفقد الأمل.

وأوضح إبراهيم، الذي انتقل إلى القرية عام 2000، إنه يعتزم البقاء فيها وإعادة البناء. وحث السلطات والجمعيات الخيرية على مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم.

وتفقد الجيش المغربي اليوم الاثنين قرية إبراهيم لفترة قصيرة لاستكشاف حجم الأضرار في أثناء تحليق طائرات هليكوبتر فوقها.

رويترز

يقرأون الآن