لبنان

"فتح" و "حماس" وخارطة طريق لإنهاء الصراع في عين الحلوة

على وقع الخروق المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا وما يحمله من مخاوف جدية من استهداف للقضية الفلسطينية، إتخذ قرار من قيادتي حركة "فتح" و"حماس" بضرورة مواكبتها على أعلى المستويات، حيث وصل نائب رئيس "حماس" في الخارج موسى أبو مرزوق إلى بيروت بعد يوم واحد على وصول عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد.

وذكرت مصادر فلسطينية، أنّ اجتماعاً موسعاً عقد ليلاً بين القيادتين، حيث جرى التوافق على خريطة طريق للحفاظ على أمن المخيم واستقراره، على قاعدة تطبيق قرارات هيئة العمل المشترك الفلسطيني في لبنان بتسليم الجناة في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي إلى العدالة اللبنانية، وذلك قطعاً لأي محاولة لاستنزاف المخيم وتدميره وتهجير أبنائه.

ووفق مصدر مشارك في الاجتماع، فإن النقاش كان حاداً بين الأحمد من جهة وممثل حركة حماس أحمد عبد الهادي. واستحضر الطرفان ملفات الخلافات القديمة والجديدة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وساحات الشتات إلى الصراع على القرار الفلسطيني في مخيمات لبنان. وتوقّفا عند حادثة مخيم البرج الشمالي عام 2021 عندما أطلق عناصر فتحاويون النار على موكب تشييع شهيد حمساوي، ما أدّى إلى سقوط خمسة قتلى. وكان عبد الهادي استحضر حادثة البرج الشمالي في اجتماع الأمن العام أول من أمس، ولفت إلى أن حماس التزمت بضبط النفس ولم تنجرّ إلى معركة ثأر لشهدائها كما تفعل فتح حالياً في عين الحلوة، فما كان من ممثل فتح إلا أن ذكّره بأن فتح بادرت سريعاً إلى تسليم المشتبه بهم.

وفيما التقى الأحمد النائبين عبدالرحمن البزري وأسامة سعد كلاً على حدة، وبحث معهما في الأوضاع الأمنية في المخيم وتداعياتها على مدينة صيدا، يلتقي أبو مرزوق اليوم على التوالي المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، والمفتي دريان والأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان الشيخ محمد الطقوش.

وكاد اتفاق وقف إطلاق النار في عين الحلوة ينهار بعدما تعرض لخروق متكررة، واندلعت اشتباكات ليلا على مختلف محاور القتال، قبل أن تلجمها الاتصالات السياسية والأمنية الكثيفة التي قاد جانباً منها اللواء البيسري ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد سهيل حرب.

يقرأون الآن