بدأ الأطباء في لبنان، الاثنين، تنفيذ إضراب تحذيري، احتجاجا على حكم صدر في بيروت في ملف الطفلة إيلا طنوس (7 سنوات) التي بترت أطرافها الأربعة نتيجة خطأ طبي عام 2015.
ففي موقف تصعيدي، ورفضاً للحكم الصادر عن محكمة الاستئناف في بيروت في قضية طنوس، ورغم الظروف الصحية الصعبة، نفذت نقابة الأطباء إضرابها الذي أعلنت أنه سيستمر لمدة أسبوع، دعت فيه إلى التوقف عن العمل باستثناء الحالات الطارئة.
واعتصم ظهر الاثنين عدد كبير من الأطباء من مستشفيات العاصمة، أمام قصر العدل في بيروت، بحضور نقيب أطباء لبنان في بيروت شرف أبو شرف، ونقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، استنكاراً لصدور "الحكم الجائر" بحق الطبيبين والمستشفيين المعنيين بقضية الطفلة طنوس، الذي أصدره القاضي طارق بيطار.
وقضى الحكم بإلزام مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ومستشفى سيدة المعونات في جبيل، والطبيبين عصام معلوف ورنا شرارة، بأن يدفعوا بالتكافل والتضامن للطفلة طنوس مبلغ 9 مليارات ليرة لبنانية بدل عطل وضرر، بالإضافة إلى دخل شهري مدى الحياة يقدر بأربعة أضعاف الحد الأدنى للأجور في لبنان.
كما قضى الحكم بإلزام المحكوم عليهم أن يدفعوا بالتكافل والتضامن مبلغ 500 مليون ليرة لوالد الطفلة و500 مليون ليرة لوالدتها بدل عطل وضرر.
حكم يدفع للإضراب
وقال النقيب أبو شرف لموقع "سكاي نيوز عربية": "نفذنا اعتصاماً للتعاطف مع الطفلة المتضررة ولتوضيح أن الإجراءات التي أجريت لغاية اللحظة، سواء من ناحية التقارير أو الفحوصات كانت لمساعدة كل الأطراف على إظهار الحقيقة".
وأضاف "الالتهاب الجرثومي الذي أصاب الطفلة حالة نادرة، ويؤدي بنسبة 90 بالمئة إلى الوفاة أو إلى بتر الأعضاء، ولا شك أن الطبيب كان يعمل بحالة نادرة ودقيقة، والتحقيقات التي أجريت أوضحت هذه الأمور منذ لحظة مرض الطفلة، إذ تبين أن هناك تأخير بالتشخيص وأعراض ظهرت عليها من جراء جرثومة نادرة، ولدت مضاعفات من الالتهاب مع بعض الأخطاء، مما ساهم بتعقيد المشكلة".
وتابع أبو شرف: "لا شك أن الأطباء بذلوا مجهوداً جبارا لإنقاذ حياتها، وما يحزن أنه رغم ما قاموا به، تم استدعاءهم إلى المحاكم واتهموا بالفساد والإجرام، وهذا غير مقبول".
وتابع نقيب الأطباء: "طلبنا الاعتراض على الحكم لأنه يشكل بداية خطيرة على الوضع الاستشفائي في لبنان، ومن جهة ثانية لنعترض في وزارة العدل على القرار ونتجه للطعن به، فالقضية أكبر بكثير مما يُتصور. هناك من يريد هدم القطاع الصحي، ولن نقف مكتوفي الأيدي، وبالمقابل الغرامة كبيرة على الطبيب".
الأهل: لا تعويض عن خسارتنا
موقع "سكاي نيوز عربية" اطلع على رأي والد الطفلة حسّان طنوس الذي قال: "ما من شيء يمكنه أن يعوض خسارة ابنتي لأطرافها، وأتمنى ان يعوض الله عليها بحياة كريمة".
وعن مدى رضاه على الحكم، أجاب بالإيجاب، موضحاً أن الحكم "مجحف من ناحية التعويضات الباهظة، إلا أنه في الوقت نفسه جريء ويعد سابقة في لبنان، إذ كسر مفهوم عدم المس بالأطباء حتى وإن أخطأوا".
وأشار إلى أن اللجنة التي أشرفت على التقارير كانت برئاسة النقيب أبو شرف نفسه، واستعانت بخبراء دوليين، وقال: "المستشفيات الثلاثة التي زرناها مخطئة... وانتهينا في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت ببتر أطراف ابنتي".
ووفق دراسة حول هذه الحالة النادرة أعدتها إحدى خريجات جامعة سيدة اللويزة في بيروت نور يمين، التي قالت لـ"سكاي نيوز عربية": "في فبراير 2015، ارتفعت حرارة الطفلة إيلا، فاتصلت والدتها بالطبيب وقام بتشخيص حالتها بالزكام رغم تأزم حالتها".
وأضافت "استمرت حالة إيلا بالتدهور، فقام والدا الطفلة بنقلها إلى المستشفى في جبيل شمالي لبنان، وحضر الطبيب في اليوم التالي وأبلغ اهل الطفلة أن حالتها تتدهور، ويجب نقلها إلى مستشفى أكبر، حيث تتوفر المعدات الطبية المتطورة".
وتابعت: "قام الوالد بنقلها إلى مستشفى أوتيل ديو في بيروت، حيث رفض الطبيب المناوب استقبال الطفلة بحجة أن الطبيب الأساسي للأطفال خارج البلاد، فتم نقل الطفلة إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت بين الحياة والموت، وتم تشخيص الجرثومة من خلال مضاعفات تمثلت بجلطات دموية استوجبت بتر أطرافها".
سكاي نيوز