في الذكرى السنوية الأولى لمقتل الناشطة الايرانية مهسا أميني، خرجت والدتها عن صمتها لتحكي لـ"بي بي سي" تفاصيل حصرية عن حياة ابنتها القصيرة. ماذا قالت موركان افتخاري؟
من خلال مكالمة مسجلة، تحدثت الأم المفجوعة بمقتل ابنتها عن "جينا"، والمعروفة في إيران باسم مهسا: "بعد ثلاثة أيام من احتجازها، قتلت في وضح النهار أمام الجميع بزعم خرقها لقواعد تغطية الرأس. حين ولدت اسميتها "جينا"، ويعني الحياة الجديدة، لكنهم أخبروني انها قد تتعرض لمضايقات في المدرسة والجامعة بسبب هذا الاسم، فاخترنا "مهسا" ويعني جمال القمر. أحبب هذا الاسم. ولدت ابنتي في 8 تشرين الاول/اكتوبر 2020. كنا نناديها جينا في المنزل، في حين بقيت "مهسا" في السجلات. كان لدي آمال وأحلام كثيرة لها.
منذ نعومة أظافرها تلقت دروسا في السباحة والموسيقى والرسم. اعتدت الامساك بيدها لنمشي الى المدرسة معا. كانت على وشك الالتحاق بالجامعة لدراسة علم الاحياء الدقيقة. لكن قبلها ذهبنا في رحلة عائلية لترى العاصمة طهران للمرة الأولى. لم نكن نعرف أنها ستكون آخر رحلة لها. يقول شهود أنها تعرضت للضرب في محبسها، لكن السلطات تنفي ذلك وترجع موتها المفاجئ الى سكتة قلبية. كان عمرها 22 عاما".
تختم الام: "لقد رقصت ابنتي مع الرياح، والآن سيطير اسميها مهسا وجينا مع النسيم لتجوب أنحاء العالم. لكنهم ما زالوا خائفين من خصلات شعرها. نحن الأمهات نحترق من الداخل في صمت أحيانا. لكني متأكدة من أن آلامنا ستهز السماء".
توفيت مهسا أميني في المستشفى في 16 أيلول/سبتمبر 2022، بعد ثلاثة أيام بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في إيران بتهمة انتهاك قوانين غطاء الرأس الصارمة.
أثارت وفاتها أكبر موجة احتجاجات في إيران منذ الثورة عام 1979، وأظهرت النساء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من المشاهير، دعمهن من خلال قص شعورهن كفعل تحدٍ.