عربي

إسرائيل تحشد قوات على حدود غزة مع تصاعد إطلاق الصواريخ والضربات الجوية

إسرائيل تحشد قوات على حدود غزة مع تصاعد إطلاق الصواريخ والضربات الجوية

الدفاعات الإسرائيلية تتصدى لصواريخ من قطاع غزة في 12 مايو/ أيار 2021 - رويترز

تحشد إسرائيل قوات برية على طول الحدود مع قطاع غزة يوم الخميس فيما أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وابلا من الصواريخ على جنوب إسرائيل مع استمرار أعنف قتال في سنوات دون نهاية تلوح في الأفق.

ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب خلال الليل وترددت أصوات اعتراض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في الأرجاء مما دفع آلاف الإسرائيليين للمخابئ.

وبحلول فجر يوم الخميس استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة ودمرت خلالها بناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق في وسط مدينة غزة.

وجددت قوى عالمية دعوات التهدئة بينما استمرت موجة من العنف بين اليهود والأقلية العربية داخل إسرائيل في الانتشار في عدة مدن وبلدات وشملت هجمات على كُنس يهودية واشتباكات بين يهود وعرب في الشوارع.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 67 شخصا قُتلوا في القطاع منذ تصاعد العنف يوم الاثنين. وفي إسرائيل، قال الجيش إن سبعة قُتلوا.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يجري حشد قوات قتالية على الحدود مع القطاع وإن إسرائيل في "مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية". والخطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة تمت خلال حربين دارتا في 2008-2009 وفي 2014.

وأضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس "رئيس الأركان يتفقد تلك الاستعدادات ويعطي توجيهات... لدينا مقر وحدة عسكرية وثلاث كتائب للمناورة في غزة تهيئ نفسها لهذا الموقف وحالات طارئة أخرى".

وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة إنها تتحرى وفاة عدة أشخاص خلال الليل تشتبه في أنه نجم عن استنشاق غاز سام. وأضافت أن عينات تخضع للفحص ولم يتم بعد التوصل لنتائج نهائية.

ووسط مخاوف من أن العنف قد يخرج أكثر عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أتوقع وآمل أن ينتهي هذا قريبا، لكن إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها".

ولم يوضح بايدن الأسباب التي تدعوه للتفاؤل. وذكر مكتب نتنياهو أنه أبلغ بايدن بأن إسرائيل "ستواصل التحرك لضرب القدرات العسكرية لحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية التي تعمل في قطاع غزة".

وقتلت إسرائيل يوم الأربعاء قياديا في حماس وقصفت عدة مبان، منها بنايات مرتفعة وبنك، قالت إنها مرتبطة بأنشطة الحركة.

ورفعت حماس راية التحدي. وقال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "المواجهة مع العدو مفتوحة".

توترات في القدس

بدأت إسرائيل تحركاتها العسكرية بعد أن أطلقت حماس صواريخ ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في مواقع بالقدس الشرقية منها الحرم القدسي خلال شهر رمضان.

وتصاعد التوتر قبل جلسة محكمة، تقرر تأجيلها، في قضية يمكن أن تنتهي بطرد عائلات فلسطينية من منازل بالقدس الشرقية يطالب بها مستوطنون يهود.

وبالنسبة لإسرائيل، شكل استهداف المدينتين الرئيسيتين تحديا جديدا في المواجهة مع حماس، التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وذكر مصدر فلسطيني أن جهودا تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة للتوصل لهدنة لم تحرز تقدما لوقف العنف.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس محمود عباس وقال إن واشنطن "تبذل جهودا مع كل الاطراف المعنية للوصول للتهدئة".

وأثار القتال عبر الحدود توترا داخل إسرائيل حيث خرج بعض أبناء الأقلية العربية في احتجاجات للتضامن مع الفلسطينيين.

وتحدثت وسائل إعلام عن هجمات واسعة النطاق يشنها اليهود على المارة العرب في شوارع مناطق يقطنها مزيج من العرب واليهود أمس الأربعاء وفي الساعات الأولى من صباح يوم الخميس. وقال سكان بلدات ومدن منها عكا الساحلية في شمال إسرائيل إنهم يخشون الخروج من منازلهم.

جن جنونها

في غزة، انهار مبنيان سكنيان وبرج يضم منافذ إعلامية أحدها على صلة بحماس بعد أن حذرت إسرائيل السكان سلفا وأنذرتهم بإخلائه كما لحقت أضرار بالغة بمبنى آخر جراء الضربات الجوية.

وقال رجل في شارع بغزة أخذ الناس يهرعون للخروج من منازلهم فيه بينما هزت الانفجارات المباني "إسرائيل جن جنونها".

وفي إسرائيل، يحتمي كثيرون في ملاجئ مع استهداف الصواريخ عمقها. واعترضت منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي بعضها.

وقالت مارجو آرونوفيتش، وهي طالبة في تل أبيب عمرها 26 عاما، "إسرائيل كلها تحت الهجوم. إنه وضع مرعب حقا".

وذكرت السلطات الطبية أن من بين القتلى في إسرائيل جندي لقي حتفه أثناء دورية على حدود غزة وستة مدنيين منهم طفلان وعامل هندي.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن من بين القتلى في القطاع 17 طفلا وست نساء. وذكر الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أن 400 صاروخ تقريبا من 1600 أطلقتها فصائل غزة لم تبلغ أهدافها وربما تسببت في سقوط قتلى من المدنيين الفلسطينيين.

وأدى العنف إلى تجميد محادثات خصوم نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية للإطاحة به من منصبه بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس آذار.

وعلى الرغم من أن الأحداث الأخيرة في القدس هي التي أشعلت فتيل التصعيد فإن الفلسطينيين يشعرون بالإحباط بسبب انتكاسات مُنيت بها آمالهم في إقامة دولة مستقلة خلال السنوات القليلة الماضية.

ومن بين هذه الانتكاسات اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل وخطة أمريكية لإنهاء الصراع يرى الفلسطينيون أنها منحازة لإسرائيل وكذلك استمرار البناء الاستيطاني.

رويترز

يقرأون الآن