اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ذكرى راسخة، يعيشها كل مواطن ومواطنة على أرض هذه المملكة، يستلهمون منها مسيرة البناء والتضحيات الطويلة، وكيف كانت المملكة قبل 93 عاماً، وكيف أصبحت اليوم بعد الجهود التي بذلها أبناء الملك عبدالعزيز، وصولا إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
إن ما حققته المملكة تحت مظلة رؤية 2030 كثير، فالمملكة اليوم أصبحت دولة قوية اقتصادياً، وصاحبة قوة ناعمة لا يستهان بها، وظهر ذلك في قطاع الترفيه الذي يسجل كل يوم إنجازات ونجاحات جديدة، إلى جانب القوة الناعمة في القطاع الرياضي، وما يحققه من طفرة حولت الدوري السعودي إلى دوري عالمي، تشاهده العديد من دول العالم".
حزمة نجاحات المملكة ما كانت لتتحقق لولا الجهود التي بذلها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، من أجل وضع القواعد لبناء المملكة العربية السعودية على أسس ومبادئ قويمة، أثمرت عن وطن بحجم أمة، لديه من المرتكزات والأحلام والتطلعات ما يريد أن يترجمها إلى حقيقة معاشة على أرض الواقع".
يستذكر السعوديون مع حلول مناسبة اليوم الوطني الثالث والتسعين، في 23 أيلول/سبتمبر من كل عام، ملامح مهمة من تاريخ بلادهم، مستعرضين شريطاً طويلاً يغطي أكثر من قرن، بدءاً من مرحلة التأسيس الثالثة على يد الملك عبد العزيز، حينما قرر وهو لم يتم العشرين من العمر العودة إلى الرياض ويسترد ملك آبائه وأجداده، لتظل قصة استرداد عاصمة الدولة ذات دلالات مهمة واللبنة الأولى في تأسيس المملكة العربية السعودية، التي سجلت حضوراً عالمياً، وأصبحت ركناً في المعادلة الدولية.
وليستمر من بعده أبناؤه بمراحل التحديث والبناء في عهد الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله، إلى مرحلة "العصرنة"، وبناء دولة المستقبل في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
ورغم حجم التحديات في المشهد الحالي، نجحت السعودية تحت القيادة الحالية، في تسجيل حضور لافت للبلاد في المعادلة الدولية، وبناء دولة المستقبل ورسم سياستها في توازن، بتميز اتسم بالعزم والحزم في مواجهة الأحداث، مع الحرص على إحقاق الحق وإرساء العدل ووضع التطور والحداثة هاجسين لها، وإقرار مشروعات مختلفة للوصول بالبلاد إلى آفاق رحبة من التنمية، حيث رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ توليه مقاليد السلطة في بلاده سابعَ ملوك الدولة السعودية الحديثة، ملامح عهده بقرارات وأوامر لافتة تضع خريطة العبور إلى المستقبل مع الحفاظ على المكتسبات السابقة التي أنجزها أسلافه.
ومثلما سجّل الملك المؤسس عبد العزيز مواقف تنمّ عن امتلاكه الحكمة، وأدوات ومقومات القائد الناجح والمحنك والشجاع وقراءة الأحداث والوقائع بشكل دقيق بعيداً عن الانفعال والعواطف والمغامرات غير المحسوبة، سجّل الملك سلمان توجه والده المؤسس، واستخدم الأدوات نفسها التي سار عليها تبعاً للظروف والأحداث والمعطيات، وهو ما أكد عليه منذ توليه مقاليد السلطة في بلاده، حين قال إن "أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها. وسنواصل في هذه البلاد التي شرفها الله بأن اختارها منطلقاً لرسالته وقِبلة للمسلمين، مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال".
ويحمل ولي العهد السعودي "كاريزما القيادة"، فمنذ دخوله معترك السياسة في بلاده، اهتم بجملة من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية والتنموية والفكرية والاجتماعية الشائكة، بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية. ونجح في تأسيس أرضية صلبة للانطلاق عبرها لرسم سياسة جديدة لبلاده، تتعامل مع الواقع والمستقبل معاً، وفق استراتيجية واضحة تتجاوز الطروحات التقليدية، والحلول العاطفية والوقتية، من خلال آليات وعمل مؤسسي، كما أطلق ولي العهد أعمالاً وقرارات لافتة كانت منهج عمل مستقبلياً، تحقق كثير منها على سطح الواقع.
وكان هاجس الأمير محمد بن سلمان، استغلال عناصر القوة والإمكانات الهائلة التي تتمتع بها بلاده، وعدم الركون إلى النفط مورداً وحيداً لتحقيق مداخيل البلاد من خلال سلعة قابلة للنضوب تشهد سوقها تقلبات في الأسعار. كما رأى ولي العهد، أن هناك مستقبلاً مذهلاً ينتظر بلاده في مقبل الأيام، بعد أن وصل إلى قناعة بأن السعوديين لم يستغلوا سوى 10 في المائة من قوة وإمكانات بلادهم التي لديها إمكانات خصبة وواعدة ينتظر استغلالها، بما يعود بالخير عليها وعلى مواطنيها وعلى المنطقة بكاملها. كما رأى أن موقع بلاده الاستراتيجي الذي يقع بين 3 مضايق من أهم الممرات المائية في العالم يسمح لها بأن تكون منطقة محورية بين القارات الثلاث: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا.
وفي مقابلة شاملة مع كبير المُذيعين السياسيين في محطة "فوكس نيوز" الأميركية، بريت باير، من مدينة "نيوم"، قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إن المملكة هي "أكبر قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين، وهي قصة هذا القرن".
وأشار الأمير محمد بن سلمان، إلى أن السعودية هي الدولة الأسرع نمواً حالياً في جميع القطاعات، وقال إن "هدفنا الوصول بالسعودية إلى الأفضل دائماً، وتحويل التحديات إلى فرص"، وتابع أن "رؤية 2030 طموحة، وحققنا مُستهدفاتها بشكل أسرع، ووضعنا مُستهدفات جديدة بطموح أكبر". وأوضح الأمير محمد بن سلمان، أن "السعودية حققت أسرع نمو في الناتج المحلي من بين (مجموعة العشرين) لعامين مُتتاليين".
وقال ولي العهد السعودي أيضاً إن المملكة حاولت الانضمام إلى "مجموعة الدول السبع الكبرى"، لكن بعض الدول أرادت إملاء شروط. وأضاف ولي العهد: "أركّز وقتي على مُتابعة ما يخدم مصالح السعودية وشعبها"، مضيفاً أن "الشعب السعودي مؤمن بالتغيير، وهو من يدفع لذلك... وأنا واحد منهم".
وذكر الأمير محمد بن سلمان، أن "استثمارنا في السياحة رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي من 3 في المائة إلى 7 في المائة". وزاد أن السياحة في السعودية "جذبت 40 مليون زيارة... ونستهدف من 100 مليون إلى 150 مليوناً في 2030".