دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

بولندا توقف تصدير الأسلحة لأوكرانيا…لماذا وما انعكاسات ذلك على الأرض؟

منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كانت بولندا الدولة السباقة في إرسال المساعدات والمعدات العسكرية للقوات الأوكرانية، لكن تغير المشهد اليوم، وذلك بعد أنّ أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، عن توقف  بلاده "عن تسليح أوكرانيا، لكي تركز على تعزيز قواتها الدفاعية الخاصة".

بولندا توقف تصدير الأسلحة لأوكرانيا…لماذا وما انعكاسات ذلك على الأرض؟

تواجه أوكرانيا أزمة جديدة تتمثل بتخلي دول الحلفاء عن تقديم الدعم لها، ما قد يتسبب في هزيمة حتمية للدولة التي لا تزال تحاول الصمود في ساحات المواجهة على مدار العام ونصف العام.


وأعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، يوم الأربعاء الماضي، أنّ بلاده توقفت عن تسليح أوكرانيا، لكي تركز على تعزيز قواتها الدفاعية الخاصة، علمًا أنّ بولندا كانت في طليعة الدول الداعمة لأوكرانيا، ومن أبرز مزوّديها بالأسلحة منذ بدأت روسيا حربها في شباط/فبراير 2022، كما أنّ عددًا كبيرًا من المساعدات العسكرية التي ترسلها الدول الغربية إلى كييف، تمر عبر الأراضي البولندية.

الحبوب الأوكرانية

بدأ التراجع الحاد في العلاقات بين الدولتين المتجاورتين بسبب النزاع، حول واردات الحبوب الأوكرانية إلى بولندا، ولم يتم التوصل إلى حل بشأنه.

تكمن المشكلة في رغبة أوكرانيا تصدير محصولها من الحبوب عبر الطرق البرية الهامة حاليًا، نظرًا لأنّ روسيا تهاجم عمدًا الموانئ على البحر الأسود ونهر الدانوب.

ولكن بولندا تحاول حماية مزارعيها ومنتجاتها المحلية، لذلك لن تسمح بدخول الحبوب الأوكرانية إلى أسواقها لمجرد أنّها سوف تمر عبرها إلى بقية دول الإتحاد الأوروبي.

أمّا بالنسبة لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، فإنّ المعادلة بسيطة، فالمزارعين لا يريدون الحبوب الأوكرانية في البلاد، والحزب يريد أصوات المزارعين في انتخابات الشهر المقبل، لذلك سوف يعمل من أجلهم.

وفي المعركة من أجل الأصوات، وضع حزب القانون والعدالة نفسه باعتباره أقوى مدافع عن المصالح البولندية. لذلك فهو يستخدم عدة أوراق رابحة، منها إعادة النظر في كيفية مساعدة أوكرانيا، بالإضافة إلى قضايا شعبوية أخرى مثل الهجرة.

الكرملين

اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس الجمعة، أنّ "تصاعد التوتر بين كييف وحلفائها الأوروبيين حتمي"، وذلك تعليقًا على الخلافات المستمرة بين أوكرانيا وبولندا بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية.

وقال بيسكوف: "نتوقع أن تتزايد هذه الاحتكاكات بين وارسو وكييف"، مضيفًا: "ندرك أنّ التوترات بين كييف وعواصم أوروبية أخرى ستزداد مع مرور الوقت، وهذا أمر حتمي".


ومددت بولندا الأسبوع الماضي حظرها على واردات الحبوب الأوكرانية لحماية مصالح مزارعيها، مما أثار أزمة مفتوحة مع كييف رغم الشراكة بين البلدين.

وردّا على ذلك، قدمت أوكرانيا شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا والمجر، التي أبقت أيضًا قيودها على الحبوب الأوكرانية رغم إعلان بروكسل رفع القيود.


واشنطن

من جهته، لفت مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، يوم الخميس، إلى أنّ "بولندا ستواصل دعم أوكرانيا في حربها المضادة للعملية العسكرية الروسية، رغم الخلاف التجاري بين البلدين".

وذكر سوليفان أنّه شعر بالقلق عندما أعلنت بولندا وقف تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، لكنه قال إنّ "الحكومة البولندية أوضحت أن توفيرها للمعدات (الأسلحة) مستمر، بما في ذلك مدافع الهاوتزر البولندية، وأنّ وارسو تواصل الوقوف خلف أوكرانيا".


أوكرانيا

أعرب ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن ثقته بأنّ "التحالف بين أوكرانيا وبولندا سيستمر على الرغم من الخلافات مع وارسو بشأن قضية الصادرات الزراعية".

وأشار في حوار مع صحيفة "لاريبوبليكا"، أمس الجمعة، إلى أنّه من "من الضروري أن نأخذ في الإعتبار أنّ الإنتخابات مقبلة في بولندا، لذلك من المهم بالنسبة لهم حماية مصالح المزارعين والإنتاج الزراعي، ولهذا يجب النظر إلى كل شيء في مجموعة معقدة من العوامل"، مؤكدًا أنّ "إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تمرّ عبر الأراضي البولندية، وسيظل هذا هو الحال في المستقبل".

وخلص إلى أنّه "واثق من أنّه بعد الإنتخابات، سيعود الحوار مع أصدقائنا البولنديين إلى لهجة ودية وسنحل جميع القضايا، سواء التجارية أو المتعلقة بشراكتنا"، لأنّ الشركاء البولنديين يدركون أنّ "روسيا تشكل الخطر الحقيقي".

يقرأون الآن