أعلن الجيش الأردني، اليوم الثلاثاء، أنه أسقط طائرتين مسيرتين قادمتين من سوريا في أحدث واقعة تثير المخاوف بشأن تزايد تهريب المخدرات عبر الحدود.
وجاء في البيان أن قوات حرس الحدود رصدت محاولة عبور طائرتين مسيرتين بطريقة غير مشروعة من سوريا إلى الأردن وأنها صادرت كمية من مادة الكريستال (الميثامفيتامين) المخدرة. وحذر الجيش من أنه سيتعامل بقوة مع أي محاولة لزعزعة أمن البلاد.
ويقول مسؤولون أردنيون إن الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة التي تحمل مواد مخدرة وأسلحة ومتفجرات يضيف بعدا جديدا لحرب المخدرات عبر الحدود التي تقدر بمليارات الدولارات. ويتهم الأردن، حليف الولايات المتحدة، الميليشيات المدعومة من إيران والتي تسيطر على جنوبي سوريا بشن هذه الحرب.
وتتهم دول عربية وغربية سوريا بإنتاج مادة الأمفيتامين المربحة وغيرها من المخدرات، التي تسبب الإدمان، وتنظيم تهريبها إلى الخليج، ويعتبر الأردن طريق عبور رئيسيا.
وتنفي حكومة الرئيس بشار الأسد مزاعم تورط سوريا في صناعة المخدرات وتهريبها، فضلا عن أي تواطؤ للميليشيات المدعومة من إيران والتي تحميها وحدات داخل الجيش السوري وقوات الأمن.
وتقول إيران إن هذه المزاعم جزء من مؤامرة غربية ضد البلاد.
ويقول مسؤولون أردنيون إن المحادثات مع كبار المسؤولين السوريين للحد من عمل شبكات التهريب التي تديرها إيران وصلت إلى طريق مسدود بسبب عدم قدرة دمشق على فرض النظام على المنطقة الجنوبية التي تسودها حالة من الانفلات الأمني.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله قال الأسبوع الماضي إن إيران وعناصر داخل الحكومة السورية يستفيدون من تجارة المخدرات، مضيفا أنه ليس متأكدا مما إذا كان الأسد يحكم سيطرته على البلاد في ضوء "المشكلة الكبرى" المتمثلة في تهريب المخدرات والأسلحة.
وقال الملك عبد الله "إننا نقاتل كل يوم على حدودنا لمنع دخول كميات هائلة من المخدرات إلى بلادنا".
ونُقل عن العاهل الأردني قوله في مؤتمر قمة الشرق الأوسط العالمية في نيويورك "وهذه قضية رئيسية تستغلها جميع الأطراف، بما في ذلك بعض الأشخاص داخل النظام (السوري)، والإيرانيون ووكلاؤهم".
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أيضا إن كمية المخدرات المهربة من سوريا زادت بعد أن بدأت المملكة محادثات مع دمشق للحد منها بعد عودتها إلى جامعة الدول العربية في مايو أيار الماضي.
ويقول مسؤولون أردنيون إن المملكة أثارت مسألة الحصول على مزيد من الدعم لجهودها للحد من تهريب المخدرات خلال زيارة قام بها الشهر الماضي الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
وأكد ميلي أن واشنطن تعمل عن كثب مع الأردن لتوفير المعدات والتدريب والمشورة لمواجهة التهديد المتزايد لتهريب المخدرات.