إسرائيل تقصف منزل يحيى سنوار في غزة

غارة إسرائيلية تدمر 12 مبنى في غزة - أ ف ب

قصفت إسرائيل منزل يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد وانطلقت صفارات الإنذار من الصواريخ في مدن حدودية إسرائيلية عقب الفجر، في الوقت الذي دخلت فيه العمليات القتالية يومها السابع دون ظهور ما يشير إلى تراجعها.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ما لا يقل عن 174 فلسطينيا سقطوا قتلى في غزة منذ يوم الاثنين من بينهم 47 طفلا. وأعلنت إسرائيل مقتل عشرة أشخاص بينهم طفلان.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأحد اجتماعا لبحث أسوأ تفجر للعنف بين إسرائيل والفلسطينيين منذ سنوات.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان يوم السبت إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ذكّر "جميع الأطراف بأن أي استهداف عشوائي للمباني المدنية والإعلامية ينتهك القانون الدولي ويجب تجنبه بأي ثمن".

وأصر كل من إسرائيل وحركة حماس على مواصلة القصف عبر الحدود بعد أن دمرت إسرائيل مبنى من 12 طابقا في غزة يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن برج الجلاء هدف عسكري مشروع لأنه يضم مكاتب عسكرية لحركة حماس وإنه وجه تحذيرات للمدنيين للخروج من المبنى قبل الهجوم.

وأدانت أسوشيتد برس الهجوم وطلبت من الإسرائيليين تقديم أدلة.

وقالت الوكالة إن "مكتب أسوشيتد برس موجود في هذا المبنى منذ 15 عاما. وليس لدينا أي مؤشر على أن حماس كانت في المبنى أو أنها نشطة فيه".

وفيما وصفته بأنه رد على تدمير إسرائيل لمبنى الجلاء، أطلقت حماس 120 صاروخا خلال الليل وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم اعتراض عدد كبير منها وإن حوالي عشرة صواريخ سقطت في غزة.

وهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ لدى انطلاق صفارات الإنذار من إطلاق صواريخ صوب تل أبيب ومدينة بئر السبع الجنوبية. وقال مسعفون إن نحو عشرة أشخاص أصيبوا أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ.

وفي سلسلة من الضربات الجوية في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف منزل يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة والواقع بمدينة خان يونس بجنوب القطاع. ويرأس السنوار الذي أطلقت إسرائيل سراحه من سجونها في 2011 الجناحين السياسي والعسكري للحركة في غزة.

وأدت ضربة جوية أخرى إلى مقتل طبيب أعصاب بغزة وإصابة زوجته وابنته وذلك حسبما قال مسعفون فلسطينيون وأقاربه.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل صباح يوم الأحد لبحث الأعمال الغدائية.

وقال بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في ساعة متأخرة من مساء السبت "ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد وستستمر هذه العملية ما دامت تقتضي الضرورة".

 الأقصى

شنت حماس الهجوم الصاروخي يوم الاثنين بعد توتر مستمر منذ أسابيع بسبب دعوى قضائية لطرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وردا على اشتباكات الشرطة الإسرائيلية مع الفلسطينيين قرب المسجد الأقصى في شهر رمضان.

وقال إسماعيل هنية زعيم حماس متحدثا أمام حشود من المحتجين في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت إن القتال يدور أساسا حول القدس.

وأضاف هنية أن "الصهاينة" يعتقدون إن بإمكانهم هدم المسجد الأقصى ويعتقدون أنهم يستطيعون تشريد الفلسطينيين في الشيخ جراح. وخاطب نتنياهو قائلا "لا تلعب بالنار".

وقال إن القدس هي عنوان المعركة الحالية.

وتعتبر إسرائيل القدس كلها عاصمة لها ولا يحظى هذا الادعاء باعتراف عام على المستوى الدولي.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن حماس وحركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى مسلحة أطلقت أكثر من 2000 صاروخ من غزة منذ يوم الاثنين.

وشنت إسرائيل أكثر من ألف ضربة باستخدام الطائرات والمدفعية على القطاع المكتظ بالسكان، وقالت إنها موجهة لحماس والفصائل المسلحة الأخرى.

جرائم حرب

في الأسبوع الماضي، قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا لرويترز إن المحكمة "تراقب بدقة شديدة" أحدث تصعيد في الأعمال القتالية وسط تحقيق يجري الآن في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في جولات سابقة من الصراع.

واتهم نتنياهو حماس "بارتكاب جريمة حرب مزدوجة" باستهداف المدنيين وباستخدام المدنيين الفلسطينيين "دروعا بشرية".

وبذلت الولايات المتحدة سلسلة من المساعي الدبلوماسية في الأيام الأخيرة في محاولة لوقف العنف.

ووصل هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين ومبعوث الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل الجمعة لإجراء محادثات.

وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع كل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في ساعة متأخرة من مساء السبت وأطلعهما على الجهود الدبلوماسية الأمريكية.

ومما يعقد الجهود الدبلوماسية عدم تواصل الولايات المتحدة ومعظم القوى الغربية مع حماس التي تعتبرها هذه الأطراف منظمة إرهابية. كما أن عباس، الذي تتركز قاعدة نفوذه في الضفة الغربية المحتلة، ليس له أي نفوذ على حماس في غزة.

وفي إسرائيل، اقترن الصراع بأعمال عنف في مجتمعات تضم مزيجا من اليهود والعرب في إسرائيل. وهوجمت معابد يهودية ونُهبت متاجر يملكها عرب.

وتصاعدت أيضا الإشتباكات الدامية في الضفة الغربية المحتلة.

وقتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 12 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة منذ يوم الجمعة معظمهم خلال اشتباكات.

رويترز

يقرأون الآن