وأضافت "وول ستريت جورنال": " يُزعم أن الضوء الأخضر الرسمي للهجوم قد أُعطي خلال اجتماع يوم الاثنين في بيروت. ومنذ ذلك الحين، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بأنها دولة إرهابية".
وتابعت: "يعتقد أن أربع مجموعات عسكرية أخرى مدعومة من إيران كانت حاضرة في الاجتماع، بما في ذلك أعضاء في حماس وحزب الله".
لا تأكيد أميركي
وفي أول تعليق لمسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قال: "ليس لدينا أي معلومات في الوقت الحالي لتأكيد هذه الرواية"، لكن الصحيفة أشارت الى أن مسؤول كبير في حماس قال في بيان إنهم تصرفوا بمفردهم. وقال: "هذا قرار فلسطيني وحماس".
من حضر الاجتماع؟
وقالت الصحيفة : "مع ذلك، أعطى مسؤول أوروبي ومستشار لسوريا الروايات نفسها التي قالها آخرون بأن هذا تم التخطيط له بالتنسيق. ونقلت المصادر أن أعضاء كل مجموعة التقوا بفرع من الحرس الثوري الإيراني كل أسبوعين منذ آب/أغسطس على الأقل للتخطيط للهجوم. ومن بين الحضور القائد العسكري للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، وزعيم حزب الله حسن نصر الله، وزعيم الجهاد الإسلامي زياد النخالة، والقائد العسكري لحركة حماس صالح العاروري. وحضر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اثنين من الاجتماعات. وكان قاني شخصية بارزة في محاولة لتعزيز نفوذها في المنطقة".
ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية: "بدون تمويل إيران وأسلحتها وتدريبها وتوجيهها وتحريضها السياسي، لن يكون لدى حماس القدرة ولا المقدرة".
وكشفت الصحيفة أنه "من بين المفقودين الجندي البريطاني جيك مارلو (26 عاما) الذي انقطعت أخباره منذ صباح السبت بعد أن كان يعمل ضمن فريق أمني في مهرجان قرب رعيم، وهي قرية قريبة من الحدود مع غزة في جنوب فلسطين.
حروب غزة
واستعرضت الحروب التي دمرت غزت على مر السنوات: "لقد تعرضت غزة للدمار بسبب أربع حروب ومناوشات لا تعد ولا تحصى بين حماس وإسرائيل منذ سيطرة المسلحين على القطاع في عام 2007. لكن مشاهد العنف داخل إسرائيل نفسها كانت أبعد من أي شيء شوهد هناك حتى في ذروة انتفاضات الانتفاضة الفلسطينية في العقود الماضي .إن حقيقة أن إسرائيل أخذت على حين غرة كانت بمثابة واحدة من أسوأ الإخفاقات الاستخباراتية في تاريخها، وصدمة لدولة تتباهى باختراقها المكثف ومراقبتها للمسلحين".
وتابعت: "الجدول الزمني وفق الآتي، يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، ويعرض تفاصيل التصعيد الكبير في الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع الساحلي المزدحم، والذي يسكنه 2.3 مليون شخص:
آب/أغسطس 2005: القوات الإسرائيلية تنسحب من جانب واحد من غزة بعد 38 عاما في حرب الشرق الأوسط، وتتخلى عن المستوطنات وتترك القطاع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
25 كانون الثاني /يناير 2006: فازت حركة حماس الإسلامية بأغلبية المقاعد في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وقطعت إسرائيل والولايات المتحدة المساعدات عن الفلسطينيين لأن حماس ترفض نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل.
25حزيران/ يونيو 2006: مسلحو حماس يعتقلون المجند في الجيش الإسرائيلي جلعاد شاليط في غارة عبر الحدود من غزة، مما أدى إلى غارات جوية وتوغلات إسرائيلية. وأخيراً تم إطلاق سراح شاليط بعد أكثر من خمس سنوات في عملية تبادل للأسرى.
14حزيران/ يونيو 2007: سيطرت حماس على غزة في حرب أهلية قصيرة، وأطاحت بقوات فتح الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتمركز في الضفة الغربية.
27كانون الاول/ ديسمبر 2008: شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا استمر 22 يومًا على غزة بعد أن أطلق الفلسطينيون صواريخ على بلدة سديروت بجنوب إسرائيل. وتفيد التقارير بمقتل حوالي 1400 فلسطيني و13 إسرائيلياً قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار.
14 تشرين الثاني/نوفمبر 2012: إسرائيل تقتل رئيس أركان حماس العسكري أحمد الجعبري. وتلا ذلك ثمانية أيام من إطلاق الصواريخ الفلسطينية والغارات الجوية الإسرائيلية.
تموز/يوليو-آب/أغسطس 2014: أدى اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين على يد حماس إلى حرب استمرت سبعة أسابيع، قُتل فيها أكثر من 2100 فلسطيني في غزة، وقُتل 73 إسرائيليًا، 67 منهم عسكريين.
آذار/مارس 2018: بدأت الاحتجاجات الفلسطينية عند حدود غزة المسيجة مع إسرائيل. القوات الإسرائيلية تطلق النار لمنع المتظاهرين من العودة. قتل أكثر من 170 فلسطينيًا خلال عدة أشهر من الاحتجاجات، الأمر الذي أدى أيضًا إلى القتال بين حماس والقوات الإسرائيلية.
أيار/مايو 2021: بعد أسابيع من التوتر خلال شهر رمضان، أصيب مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية في مجمع الأقصى في القدس، ثالث أقدس موقع في الإسلام.
وبعد أن طالبت إسرائيل بسحب قوات الأمن من المجمع، أطلقت حماس وابلا من الصواريخ من غزة على إسرائيل. وترد إسرائيل بغارات جوية على غزة. ويستمر القتال لمدة 11 يومًا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصًا في غزة و13 شخصًا في إسرائيل.
آب/أغسطس 2022: قُتل ما لا يقل عن 44 شخصًا، بينهم 15 طفلًا، في ثلاثة أيام من أعمال العنف التي بدأت عندما أصابت غارات جوية إسرائيلية قائدًا كبيرًا في حركة الجهاد الإسلامي.
وتقول إسرائيل إن الضربات كانت عملية استباقية ضد هجوم وشيك من قبل الحركة المسلحة المدعومة من إيران، واستهدف القادة ومستودعات الأسلحة. وردا على ذلك، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي أكثر من 1000 صاروخ باتجاه إسرائيل.
كانون الثاني/يناير 2023: أطلقت حركة الجهاد الإسلامي في غزة صاروخين باتجاه إسرائيل بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية مخيمًا للاجئين وقتلت سبعة مسلحين فلسطينيين ومدنيين اثنين. وأثارت الصواريخ صافرات الإنذار في المجتمعات الإسرائيلية القريبة من الحدود لكنها لم تتسبب في وقوع إصابات. وردت إسرائيل بغارات جوية على غزة.
تشرين الاول/أكتوبر 2023: حماس تشن أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات من قطاع غزة، بهجوم مفاجئ يجمع مسلحين يعبرون الحدود مع وابل كثيف من الصواريخ. وتقول حركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها انضموا إلى الهجوم.
وإثر الهجوم الاخير أعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة استعداد للحرب، مضيفا أنه نفذ ضربات استهدفت حماس في غزة واستدعى جنود الاحتياط".
إيران تتبرأ
وبعد انتشار معلومات عن مشاركة بعض مسؤوليها في التحضير للهجوم الذي أطلقته الفصائل الفلسطينية فجر السبت، متوغلة من قطاع غزة إلى داخل مستوطنات إسرائيلية، نفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة ضلوع طهران، في هجوم "طوفان الأقصى" كما أسمته الفصائل الفلسطينية.
واعتبرت في بيان مساء أمس الأحد أن "الإجراءات الحازمة التي اتخذتها فلسطين تشكل دفاعا مشروعا تماما في مواجهة سبعة عقود من الاحتلال القمعي والجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصهيوني غير الشرعي".
وشددت على أنها "تدعم فلسطين على نحو لا يتزعزع"، لكنها أكدت أنها لم تشارك في الرد الفلسطيني.
إلى ذلك، اعتبرت أن" نجاح عملية حماس كان بسبب المباغتة وهو ما يمثل أكبر فشل للأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، وفق قولها. ورأت أن "الإسرائيليين يحاولون تبرير فشلهم ونسبه إلى القوة الاستخباراتية الإيرانية والتخطيط العملياتي".
كما أشارت إلى أن تل أبيب "تجد صعوبة بالغة في قبول ما يتردد في أجهزة المخابرات عن هزيمتهم على يد مجموعة فلسطينية"، وفق ما نقلت رويترز.
يذكر أن إيران لم تخف يوماً دعمها لحماس وتمويلها وتسليحها هي وحركة الجهاد الإسلامي.