أعلنت إسرائيل حالة الحرب، في خطوة غير مسبوقة منذ قرابة نصف قرن، بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، في إطار ردها على عملية "طوفان الأقصى".
وتعليقا على الأسباب التي دعت إسرائيل للإعلان وما يترتب عليه، قال اللواء عبد الرحمن شحيتلي، الخبير العسكري اللبناني، إن إعلان إسرائيل حالة الحرب، يضع كل مواردها تحت تصرف القوات المسلحة.
وأضاف في حديثه مع "وردنا"، أن الخطوة تجعل كل الاحتمالات والخيارات واردة، سواء بحرب مفتوحة أو عملية توغل برية في غزة، لافتا إلى أن الإقدام على احتلال غزة بمثابة خطأ كبير قد تقع فيه إسرائيل، وتصبح أمام حرب شاملة ومتعددة الجبهات.
وأشار إلى أن قرار إعلان حالة الحرب، يعني عدم وجود آفاق للتسوية السريعة في غضون أيام أو أسابيع، في حين أن المقاومة الفلسطينية في غزة بدت مستعدة لعمليات طويلة الأمد.
حزب الله سيدخل المعركة اذا حصل هجوم بري
وبشأن احتمالية دخول "حزب الله" على خط المواجهة، لفت إلى أن إسرائيل إذا ذهبت لعملية برية في قطاع غزة، ستؤمن بالضرورة الجبهة مع "حزب الله"، نظرا لأنها الأخطر في الحرب المفتوحة.
ورأى شحيتلي أن ما قام به "حزب الله" بإطلاق قذائف هاون تعد ضمن قواعد الاشتباك، لكنها لا تعني أنه دخل المعركة حتى الآن.
وشدد على أن إقدام إسرائيل على عملية برية سيدفع "حزب الله" لدخول المعركة، كما أعلن الحزب في وقت سابق، الأمر الذي يدفع إسرائيل بالضرورة لتأمين الجبهة مع الحزب باستدعاء الاحتياط أو تعبئة موارد الدولة للمجهود الحربي.
وعن قدرات "حماس"، اشار اللواء شحيتلي الى انه لم يتفاجأ بها، بل المفاجأة جاءت من الرد الإسرائيلي الضعيف والمرتبك والذي يظهر بشكل لا لبس فيه ان الجيش الاسرائيلي يحتمي بأسلحته المتطورة لا أكثر وفي حال تم تحييد سلاح الطيران، فإن النتيجة كما رأينا لن تكون ابدا لصالحه.
واعتبر أن هجوم الفصائل الفلسطينية غير المعتاد كشف عن خلل استخباراتي واسع داخل تل أبيب، خاصة مع الفشل في توقع هذا العمل العسكري، فضلا عن التأخر في التعامل السريع معه، في حين كان لمنظومة القبة الحديدية الكثير من الانتقادات من داخل إسرائيل نفسها، تحت وطأة مئات الصواريخ التي جرى إطلاقها على مدار ساعات متواصلة وسقط كثير منها داخل الأراضي الإسرائيلية.
مناقشات حول الإعداد الجيد للاستخبارات في المستقبل
والجدير ذكره هنا ان "رويترز" كانت نقلت عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه ستكون هناك مناقشات حول الإعداد الجيد للاستخبارات في المستقبل لكن التركيز في الوقت الحالي ينصب على القتال.
وأوضح اللواء شحيتلي أن الجانب الفلسطيني أعلن إطلاق 5000 صاروخ في الـ 24 ساعة الأولى من الهجوم، في حين كانت الرشقة الواحدة بين 100 إلى 150 صاروخا، وهذا تسبب في إحداث ما يُسمى في المصطلحات العسكرية بـ"التشبّع"، ما يعني أن عدد الصواريخ التي جرى إطلاقها أكبر من قدرة الاعتراض الخاصة بمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية.
وأضاف أنه بناءً على هذا العدد الكبير من الصواريخ لم تنجح القبة الحديدية في اعتراضها جميعا، إذ مرَّ جزء آخر ليس بالهيّن، والجزء الذي يمر هو الأهم لأنه يُطلق على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا، عبر أنواع ليست دقيقة من الصواريخ، في حين يتم إطلاق الصواريخ الدقيقة على أبعاد مرتفعة، ومن ثمّ تنشغل القبة الحديدية بالطبقة الأقل انخفاضا لأنها تمثل أكثر خطورة.
الجميع في الداخل اللبناني يعرف دقة وخطورة المرحلة
وعن الداخل اللبناني وردة فعل السياسيين على مختلف انتماءاتهم، أكد اللواء شحيتلي ان الرأي العام العربي والدولي يؤيد الى حد كبير ما قامت به "حماس" كردة فعل على ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو من جرائم ضد المسجد الأقصى والفلسطينيين في الضفة والقطاع.
اللواء شحيتلي أكد ردا على سؤال حول الجبهة السورية ان الفصائل المسلحة الموالية لإيران يمكن ان تتحرك في الوقت المناسب لدعم الجبهة الداخلية، وهذا سيعطي اشارة واضحة الى ان المعركة ذاهبة باتجاه تصعيدي على مستوى المنطقة.