عربي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

بعد الطلب من سكان غزة الانتقال الى وادي غزة.. ماذا نعرف عنه؟

بعد الطلب من سكان غزة الانتقال الى وادي غزة.. ماذا نعرف عنه؟

محمية وادي غزة

نجحت إسرائيل في السابق بتحويل محمية وادي غزة الى "مستوطنة" للقوارض والأفاعي وشتى الأمراض الناجمة عن المياه الملوثة، لتعيدها اليوم الى الضوء من غياهب الاهمال وإنما لأغراض الدخول في شتات يشبه نكبة 1948. فإذا بالمناشير التي ألقيت على سكان مدينة غزة، وتطلب منهم الانتقال خلال 24 ساعة الى الوادي، بمثابة إعلان رسمي للدخول في جغرافية واستراتيجية جديدة تشبه ما أضحى عليه ذلك المكان الذي كان بهيا وأضحى سجنا ومكانا لإلقاء الخردة. 

ماذا عن الوادي؟

وادي غزة (بالعبرية نقحرة، نحال هبيسور) هو واد في جنوبي إسرائيل، فلسطين التاريخية. يبدأ المجرى من جبل شجرة البقار (قريبا من مستوطنة سديه بوكر)، ويصب في البحر المتوسط قريبا من الزهراء في قطاع غزة، ومنه الاسم العربي وادي غزة. يسمى الجزء العلوي منه وادي الشلالة وفقا لما ورد في خريطة كتاب مسح فلسطين الغربية الصادر عام 1878. تنتشر على طول الوادي مجموعة من المواقع الأثرية المهمة. ويعد الوادي الأكبر في شمال النقب، يصل مجموعا بروافده وادي الشريعة (ويعد أكبر هذه الروافد)، ونهر بئر السبع إلى أقصى الشرق في الصحراء إلى سديه بوكر، يروحام، ديمونا وعراد. ويعد الجزء من طبقة المياه الجوفية الساحلية والذي يقع ضمن حدود قطاع غزة المصدر المهم الوحيد للمياه في القطاع. تستعمل الأراضي الرطبة التي يمر بها الوادي مصرفا للمياه العادمة منذ 2012.

ويتراوح عرضه بين 40 مترا في أضيق مناطقه، ويتسع حتى يصل إلى 400 مترا في الساحل الغربي لقطاع غزة. كما يقسم الوادي قطاع غزة جغرافيا إلى قسمين، شمالي وجنوبي.


وتضم المنطقة الجنوبية للوادي عشرات البلدات والأحياء والمخيمات الفلسطينية، من بينها النصيرات ودير البلح والبريج والمغازي وخان يونس وعبسان ورفح.

في المنطقة التي تقع شمالي للوادي، المطلوب إخلاؤها، يسكن أكثر من 1.1 مليون فلسطيني في عدة مدن ومخيمات لاجئين وقرى، منها مدينة غزة وجباليا ومخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وأم النصر.

مكب للنفايات

عقب اعلان السلطة الفلسطينية اعتبار الوادي محمية عام 1994، تحول الوادي الى مكب للنفايات ومصرف لـ16 ألف متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة يوميا، واستوطنته القوارض والحشرات والأفاعي ليغدو بؤرة للتلوث غير قابلة للعيش فيها.

خطة مسبقة

وبحسب تأكيد العديد من أبناء المنطقة، لوحظ أن المخططات بدأت لاحياء الوادي والاهتمام به قبل عامين، ما يعني أن إسرائيل كانت تمهد لهذا الانتقال تدريجيا.

الوادي القديم 

واستعرض أحد خبراء البيئة في المنطقة مدى التنوع الحيوي والبيئات المختلفة التي تتداخل في وادي غزة من بيئة مالحة من ماء البحر والمنطقة الساحلية والسوافي الرملية والبيئة الرطبة والتربة الطينية والتنوع النباتي الذي كانت عليه من قبل.

وقال: "أكثر من 250 نوعا من أنواع الطيور بالإضافة إلى 120 نوعا من أنواع الحيوانات وأكثر من 140 نوعا خاصا بالطيور كانت تهاجر وتتنقل إلى الوادي بشكل خاص للتعشيش عابر آلاف الكيلومترات من بيئات مختلفة".

وأضاف: "هذا الخليط من مياه عذبة كانت تأتي من شمال فلسطين من منطقة السموع ومن حوض النقب الشرقي، والتي تقطع 3500 كيلومتر مربع في طرقها لغزة وهي تجمع مياه الأمطار طوال فصل الشتاء، لتمشي أكثر من 25 مليون متر مكعب من المياه العذبة في هذا الوادي الذي يمتد 9 كيلومترات عبر قطاع غزة ليغذي الخزان الجوفي بالمياه العذبة ويثري ويغني الحياة البرية والبيئة بالإضافة للتنوع الحيواني".

وتابع: "كل ذلك جعل من وادي غزة في السابق محمية طبيعية فريدة ذات مورث ثقافي تعليمي وحيوي بيئي واكتسب من خلالها وادي غزة هذه السمعة الطيبة".

وأوضح انه خلال السنوات الماضية وبسبب الحصار والحروب والواقع الذي يعيشه قطاع غزة تدفقت آلاف الأمتار المكعبة من المياه العادة بالجاذبية إلى البحر والتي تقدر بأكثر من أكثر من 23 ألف متر مكعب كانت من الصرف الصحي الخام كانت كل يوم تمشي في الوادي مما أدى إلى تدمير هذه البيئة الطبيعية وجعله مكرهة بيئة تؤثر على جيرانه.

وأشار إلى أن أكثر من 6 آلاف نسمة يعيشون في 7 مناطق محيطة في الوادي كانوا يشعروا بالأسى والألم وهاجروا من بيوتهم بسبب التلوث البيئي المتراكم في وادي غزة.


يقرأون الآن