يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل غدا الاثنين لبحث "سبل المضي قدما" بعد جولة مكوكية لأيام بين الدول العربية التي قال إنها تشارك الولايات المتحدة في تصميمها على ضمان عدم اتساع رقعة الصراع الإسرائيلي مع حركة حماس.
وقال بلينكن للصحافيين بينما يستعد لمغادرة القاهرة "رأيت تصميما في كل دولة زرتها على ضمان عدم امتداد هذا (الصراع) إلى أماكن أخرى... إنهم يستخدمون نفوذهم وعلاقاتهم الخاصة لمحاولة التأكد من عدم حدوث ذلك".
التقى بلينكن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض اليوم الأحد ثم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة حيث تلقى تقييما صريحا من السيسي لرد إسرائيل على هجوم حماس الذي أودى بحياة 1300 شخص.
وقال السيسي لبلينكن في تصريحات أذاعها التلفزيون "رد الفعل الإسرائيلي تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي" للفلسطينيين البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة.
وأضاف السيسي "يجب دخول المساعدات لقطاع غزة المحاصر... والاستماع للمعنيين بالقضية والعالمين بأسباب الأزمة. مصر تبذل جهودا مكثفة لاحتواء الموقف في غزة وعدم دخول أطراف أخرى للصراع".
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد أن اقتحم مقاتلوها بلدات إسرائيلية الأسبوع الماضي مما أسقط مئات القتلى والمصابين. كما احتجزوا رهائن في أسوأ هجوم على المدنيين في تاريخ إسرائيل.
وتعرضت غزة لأشد قصف على الإطلاق بالطائرات والمدفعية الإسرائيلية، مما وضع القطاع تحت حصار كامل. وقالت سلطات غزة إن عدد القتلى في القطاع وصل إلى 2670 والمصابين إلى 9600.
الردع الأميركي
تركز الدبلوماسية الدولية على منع اتساع رقعة الصراع، وخصوصا إلى لبنان. وتحاول الولايات المتحدة على وجه التحديد ردع إيران التي تدعم حماس وجماعة حزب الله اللبنانية. وتبادل حزب الله وإسرائيل بالفعل إطلاق النار على الحدود على مدى الأسبوع الماضي.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة أوضحت أنه ينبغي للجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية عدم استغلال الوضع.
وأضاف "دعمنا هذه الكلمات بإجراءات ملموسة، منها نشر أكبر مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات لدينا في المنطقة. وهذا ليس المقصود منه الاستفزاز، وإنما الردع".
وأضاف بلينكن "ينبغي ألا يفعل أحد أي شيء من شأنه أن يصب الزيت على النار في أي مكان آخر".
وقبل مغادرته للقاهرة وصف بلينكن اجتماعه مع ولي العهد السعودي بأنه "مثمر للغاية".
وقال مسؤول أميركي إن الاجتماع استمر ما يقل قليلا عن الساعة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي العهد السعودي شدد خلال الاجتماع على ضرورة إيجاد سبل لوقف الصراع واحترام القانون الدولي، بما في ذلك رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.
وقالت إن ولي العهد أكد "ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكدا سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن غزة".
وأضافت الوكالة أن ولي العهد شدد على "العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".
وقال بلينكن في القاهرة إن معبر رفح بين مصر وغزة سيُعاد فتحه.
وأضاف "نعمل عن كثب حاليا مع دول المنطقة ومع الأمم المتحدة وإسرائيل، للتأكد قدر المستطاع من أن الناس يمكنهم الابتعاد عن طريق الضرر وأن المساعدة التي يحتاجون إليها، من غذاء ومياه ودواء، تصل إليهم".
معبر رفح
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري لشبكة (سي.أن.أن) أمس السبت إن معبر رفح مفتوح لكن الطرق المؤدية إليه في غزة "غير صالحة للعمل" بسبب القصف الإسرائيلي. وأضاف أنه إذا تمكن الرعايا الأجانب من عبور الحدود فإن مصر ستسهل مغادرتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وهناك قلق في مصر من احتمال تهجير سكان غزة بسبب الحصار والقصف الإسرائيلي.
وأكد بيان للرئاسة المصرية في وقت سابق، صدر بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي، رفض مصر واستهجانها لسياسة تهجير الفلسطينيين أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وشدد على أن الأمن القومي المصري خط أحمر.
وتقول مصر، كغيرها من الدول العربية، إنه يتعين بقاء الفلسطينيين على أراضيهم مع تصاعد الحرب وإنها تعمل على تأمين إيصال المساعدات لهم.
وأضاف البيان أن الرئيس المصري اقترح عقد قمة لبحث الأزمة.
وأفاد الهلال الأحمر المصري بأن ثماني طائرات محملة بمساعدات من تركيا والإمارات والأردن وتونس ومنظمة الصحة العالمية حطت في مطار العريش بسيناء في الأيام الأخيرة، كما تنتظر قافلة تضم أكثر من 100 شاحنة في المدينة المصرية للحصول على تصريح بدخول غزة.