دولي آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

نتنياهو يتعهد بالقضاء على حماس والقوات الإسرائيلية تتأهب لاقتحام غزة

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الأحد بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الوقت الذي يستعد فيه جيش بلاده لدخول قطاع غزة بحثا عن مسلحي الحركة الذين فاجأوا العالم بهجومهم الدامي على بلدات حدودية إسرائيلية.

نتنياهو يتعهد بالقضاء على حماس والقوات الإسرائيلية تتأهب لاقتحام غزة

طلبت إسرائيل من سكان غزة الاتجاه جنوبا، وهو ما فعله مئات الآلاف بالفعل في القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص، نصفهم تقريبا في مدينة غزة.

وداخل قطاع غزة المحاصر، حيث تتدهور الأوضاع ويرتفع عدد القتلى بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، قال مدنيون إنهم ليسوا آمنين في أي مكان. وطلبت حماس منهم تجاهل رسالة إسرائيل بالتحرك جنوبا.

وأشارت وزارة الصحة في غزة الى مقتل 2750 فلسطينيا وإصابة 9700 جراء الضربات الإسرائيلية  منذ السابع من تشرين الاول/أكتوبر.

 بدورها، قالت نقابة الصحافيين الفلسطينيين اليوم، إنّ "إسرائيل قتلت 11 صحفيا فلسطينيا بغزة في ضربات جوية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر".

وقال إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني التابعة لحركة حماس في بيان اليوم الاثنين إن هناك أكثر من ألف جثة لفلسطينيين تحت الأنقاض في قطاع غزة، محذرا من أزمة إنسانية وبيئية.

مسؤولو الصحة بقطاع غزة يلجأون إلى وضع الجثث في شاحنات تجميد الآيس كريم (البوظة)

وصارت الظروف صعبة جدا لدرجة أن موظفي الصحة الفلسطينيين يضعون الجثث في شاحنات تجميد الآيس كريم (البوظة) لأن نقلها إلى المستشفيات محفوف بمخاطر بالغة كما أن المقابر امتلأت.

ومع المخاوف من اتساع رقعة الصراع، واصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته السريعة في دول الشرق الأوسط، ساعيا إلى منع التصعيد وتأمين إطلاق سراح 126 رهينة تقول إسرائيل إن حماس أسرتهم وعادت بهم إلى غزة.

وشدد زعماء عرب على ضرورة حماية المدنيين في غزة.

الرئيسي المصري ينتقد رد فعل إسرائيل ويقول إنه يتجاوز حقها في الدفاع عن النفس

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن رد فعل إسرائيل يتجاوز حق الدفاع عن النفس ويتحول إلى عقاب جماعي.

كما يسلط تجدد الاشتباكات على حدود إسرائيل مع لبنان اليوم الضوء على مخاطر اتساع نطاق الصراع.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها أطلقت 20 صاروخا من لبنان على مستوطنتين إسرائيليتين، بينما قال حزب الله اللبناني إنه استهدف ثكنة حانيتا الإسرائيلية بالصواريخ وأسقط قتلى وجرحى.

وقالت إسرائيل إنها ردت على ذلك بقصف المناطق التي أطلقت منها الصواريخ داخل لبنان.

حزب الله يستهدف ثكنة عسكرية إسرائيلية في حانيتا ويقول إنه أسقط قتل وجرحى

وعقد نتنياهو اجتماعا لحكومة الطوارئ الموسعة في إسرائيل، التي تضم أعضاء سابقين في الكنيست (البرلمان) من المعارضة، في استعراض للوحدة. وقال إن حماس ظنت بفعلتها أنها قضت على إسرائيل لكننا سنقضي عليها.

وتنفذ إسرائيل أعنف قصف شهدته غزة على الإطلاق ردا على مقتل 1300 شخص عندما اجتاح مقاتلو حماس بلدات إسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وأطلقوا النار على رجال ونساء وأطفال وجنود واحتجزوا رهائن في أسوأ هجوم على المدنيين في تاريخ إسرائيل.

 وتعاني مستشفيات القطاع من نقص الإمدادات الطبية وتحاول جاهدة مواكبة سيل الإصابات.

وكان من بين المصابين طفلة في الرابعة من عمرها تدعى فلة اللحام مات 14 من أفراد عائلتها في غارة جوية إسرائيلية بمن فيهم والديها.

وقالت جدتها أم محمد اللحام التي أمسكت بيد الطفلة وهي مستلقية بالمستشفى وذراعها ملفوف بالضمادات "14 نفر مرة واحدة استشهدوا مضلتش (لم تبق) إلا هذه بنت ابني الوحيدة فلة، هي الناجية الوحيدة. يا رب يخليها ويديها الصحة ويشفيها يا رب".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في ساعة مبكرة من صباح امس الأحد، إن 300 شخص قتلوا وأصيب 800 في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأمر الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة سكان النصف الشمالي لقطاع غزة الذي يضم مدينة غزة التي يقطنها أكثر من مليون شخص، بالتحرك جنوبا على الفور.

وقال كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين دانيال هجاري في إفادة تلفزيونية "يا سكان مدينة غزة، أناشدكم مرة أخرى: حماس تحاول منع إخلائكم. سنتيح الوصول إلى الجنوب. اتركوا مدينة غزة وجميع المناطق المحيطة بها من أجل أمنكم الشخصي".

هاربون من القصف يؤكدون بأنهم عائدون

قال بعض الفلسطينيين الذين ذهبوا جنوبا إنهم سيعودون إلى الشمال لأنهم يتعرضون للهجوم جوا أينما ذهبوا.

وبينما تواصلت الغارات الجوية قبل العمليات البرية، قال بعض سكان غزة إنهم قرروا العودة إلى منازلهم بالشمال إذ لا يوجد مكان آمن.

وقال أبو داود من سكان غزة إنه لا فائدة مع قصف الإسرائيليين لمدينة غزة وأيضا خان يونس ورفح.

وأضاف أنه سيعود بعائلته لأنه لا يستطيع الاستمرار في العيش بمدرسة أو خارج منزله، مشيرا إلى أنه إذا لم يكن هناك مكان آمن فالعودة إلى منزله أفضل.

وقال حسام أبو صافية وهو طبيب رعاية فائقة في جناح الأطفال بمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة إن أمر الإجلاء مستحيل.

وأضاف "هذا عمل جنوني، لا يمكن، ولا بالعقل البشري، أن نقوم بإخلاء هؤلاء الأطفال المعتمدين اعتمادا كليا على أجهزة وعلى طاقم مهيأ للتعامل مع هذه الحالات الحرجة".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أوامر إسرائيل بإخلاء 22 مستشفى في غزة هي بمثابة "حكم بإعدام المرضى والجرحى".

وقالت حماس إن العشرات قتلوا في غارات جوية على سيارات وشاحنات تحمل نازحين يوم الجمعة.

يعيد الصراع إلى الأذهان ذكرى "النكبة" عندما أُجبر الكثير من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه عقد اجتماعا "مثمرا للغاية" مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في الرياض قبل توجهه إلى مصر. ومن المقرر أن يسافر بلينكن إلى إسرائيل مجددا غدا الاثنين.

وقال الأمير محمد إن السعودية تعمل جاهدة لمنع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط وتريد رفع الحصار عن غزة.

وواكب العنف في غزة أدمى اشتباكات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان منذ عام 2006 مما أثار مخاوف من امتداد الحرب لجبهة ثانية.

وأشادت إيران، الخصم الإقليمي لإسرائيل، بهجوم حماس لكنها نفت أي دور فيه. وحذرت بعثتها لدى الأمم المتحدة في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت من أنه إذا لم يتم وقف "جرائم الحرب والإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل على الفور، فإن "الوضع قد يخرج عن السيطرة" وتكون له عواقب واسعة النطاق.

وقالت حماس في بيان إنها وإيران أكدتا "التعاون المستمر لإنجاز أهداف المقاومة والشعب الفلسطيني".

يقرأون الآن