عربي

غزاويون يعودون الى ديارهم في الشمال.. "الموت في كل مكان"

غزاويون يعودون الى ديارهم في الشمال..

 تعود عائلة أبو مرسة إلى مدينة غزة بعد أن فرت منها يوم الجمعة في أعقاب أمر أصدرته إسرائيل لجميع المدنيين بالتوجه جنوبا أو التعرض للقصف، وقالت العائلة إنها تفضل الموت في ديارها بعد أن ضربت غارة جوية منزلا مجاورا للمكان الذي كانت تحتمي به.

وقالت السلطات المحلية إن قصفا هز جنوب قطاع غزة الصغير والمزدحم بالسكان، مما أدى إلى مقتل العشرات خلال الليل، وكانت عائلة أبو مرسة واحدة من عدة عائلات تحدثت إليها "رويترز" وخلصت إلى أنه من الأفضل لها العودة إلى ديارها في شمال غزة.

واكتظت سيارة بأكثر من عشرة من أفراد العائلة على أطراف مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة. وكانت أمتعتهم مربوطة على سطح السيارة استعدادا لرحلة العودة المحفوفة بالمخاطر شمالا وسط القصف.

وكان هناك حشد من الناس يبحثون اليوم الثلاثاء عن ناجين أو جثث لقتلى وسط أنقاض مبنى دمرته غارة جوية.

وكان عمال الإنقاذ يحملون رجلا مصابا يكسو جسده الغبار وبقع الدم، قرب حفرة ناجمة عن انفجار قنبلة وحطام متساقط، قبل أن يركض مسعفون آخرون من وسط الأنقاض حاملين طفلا ملفوفا بغطاء، يبحثون دون جدوى عن نبض في عروقه.

"الموت في كل مكان"

ترك حطاب وهدان منزله في بيت حانون شمالي غزة وسافر إلى خان يونس مع عائلته. وأصابت غارة جوية شنتها إسرائيل خلال الليل منزلا بالقرب من المكان الذي يقيم فيه، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص ممن فروا مثله من الشمال.

وقال وهدان إن الضربات الإسرائيلية دمرت منزله خلال صراعي 2006 و2014، مضيفا "قالوا لنا الجنوب آمن وقصفنا هنا".

وتابع قائلا "الموت هنا وهناك. لنرجع الى غزة أفضل لنا"، واصفا الوضع في خان يونس بأنه جحيم.

وتحدث سكان هناك عن دمار غير مسبوق مع تدمير أحياء بأكملها. لكن الكثيرين من السكان قرروا البقاء، ويخشى البعض منهم أن يضطروا إلى قطع الطريق إلى مصر مما يجعلهم لاجئين للمرة الثانية.

وقال شادي، وهو أب لستة أطفال ويعمل موظفا حكوميا في الإدارة التي تسيطر عليها حماس داخل غزة "صحيح لا كهربا ولا مياه ولا إنترنت لدينا، ولكننا سنقاوم حتى الموت".

وقال مراسلو رويترز على الطريق خارج خان يونس إنهم رأوا عشرات المركبات المكتظة بالناس تتجه شمالا.

وكانت رغدة أبو مرسة تجلس في الخلف في سيارة العائلة مع عدد كبير من البالغين الآخرين وكانت تضم طفلين صغيرين إلى حضنها.

وقالت "نستشهد ونحن أعزاء. من يطلع من داره يقل مقداره".

يقرأون الآن