سد النهضة الإثيوبي

وسط أزمة لا تراوح مكانها، كشف مصدر مصري مطلع عن أن مفاوضات سد النهضة متوقفة، ولا توجد مقترحات مكتملة وواضحة للتفاوض حولها حتى الآن لحلحلة الأزمة، مشيرا إلى أنه هناك "بعض الأفكار لكنها لا ترتقي إلى المبادرة أو المقترح".

وتحدث مصدر مصري مطلع على صلة بملف التفاوض في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، عن ثوابت الموقف المصري الخاص بأزمة سد النهضة، والتعامل مع الملء الثاني للسد، وإمكانية حدوث انفراجة في الأزمة واستئناف المفاوضات من جديد.

وأكد المصدر المصري المطلع أن موقف بلاده من سد النهضة ثابت ولم يتغير، ويقضي بضرورة التوصل لاتفاق شامل ملزم للملء والتشغيل وفقا لآلية محددة لفض وتسوية أية نزاعات.

ونبه إلى أهمية التوصل لـ"اتفاق ملزم يقضي بأنه في حال حدوث فترات جفاف ممتد فإن إثيوبيا ستكون ملزمة بخروج كميات المياه اللازمة المخزنة لمجابهة الجفاف في مصر والسودان"، مردفا: "الاتفاق يضمن التنسيق بين الجانبين لاسيما في فترات أقصى الجفاف".

وردا على مخاطر الملء الثاني دون اتفاق على مصر، قال المصدر المطلع على ملف التفاوض: "نستطيع التعامل مع الملء الثاني، لكن حدوث الملء دون اتفاق سوف ينتقص من قدرة السد العالي على مجابهة فترات الجفاف، أما في حال جود اتفاق ملزم فسوف يتم صرف كميات المياه المتفق عليها بما يجعل السد قادرا على المجابهة بشكل أفضل".

وشدد على أن "قيام إثيوبيا بالملء الأول والثاني دون التوصل لاتفاق ملزم، يعد "تصرف أحادي مرفرض، ومخالف لاتفاق المبادئ 2015".

وأكدت إثيوبيا مرارا أنها تنوي إجراء الملء الثاني لسد النهضة والذي يقدر بـ 13.5 مليار متر مكعب، في موعده المقرر في يوليو المقبل، مما أثار مخاوف مصر والسودان من تراجع حصتهما من المياه.

السيناريو المصري

وحول السيناريو المصري المطروح في ظل تأكيد أثيوبيا على الملء الثاني في موعده، أبرز المصدر المطلع أن "القاهرة تتحرك في جميع المستويات وعلى جميع الاتجاهات، ولم تتوقف للحظة واحدة، لحماية أمنها المائي، وهناك تقدير للموقف بشكل دائم".

وفي هذا الصدد، أكد استعداد مصر لاستئناف التفاوض على أساس وساطة اللجنة الرباعية الدولية وتضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وهو ما اقترحته دولة السودان في وقت سابق كضمان لاستئناف المفاوضات.

ويشرح المصدر أن "وجود فنيين وقانونيين من أطرف دولية مختلفة هو عامل هام لإنجاح أي تفاوض، بعكس الاعتماد على الوساطة الإفريقية فقط، التي تعتبر إضاعة للوقت واستمرار للمفاوضات دون نتيجة"، على حد تقديره.

الموقف الأميركي

وحول الموقف الأميركي من أزمة السد، قال المصدر: "إن انتظار موقف أميركي مختلف وقوي من أزمة السد هو أمر وارد، لأن هناك تغييرات تحدث بشكل أو بأخر في ظل الزيارات التي يقوم بها المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي".

وانتهت قبل أسبوع جولة المبعوث الأميركي جيفري فيلتمان، بعد زيارته للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، وأصدرت الخارجية الأميركية بيانا حذرت فيه الدول المتنازعة من عدم الاتفاق وتأثير ذلك على استئناف المفاوضات.

وبالسؤال عن إمكانية حلحلة الأزمة وبدء المفاوضات من جديد بين الدول الثلاث، أجاب: "هناك تحركات يقوم بها الاتحاد الإفريقي والجانب الأميركي، وربما تحدث انفراجة بين يوم وليلة ونصل للتفاوض".

وذكر موقع "ذاريبورت إثيوبيا"، مؤخرا بأن رئيس الاتحاد الإفريقي للدورة الحالية رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، قدم مقترحًا جديدة عرضه خلال زياراته للدول الثلاث بهدف استئناف المفاوضات، يدعو خلاله إلى توافق في المقام الأول على عمليات الملء للسد.

وردا على المقترح الإفريقي، شدد المصدر المصري، على أنه: "لا توجد حتى الآن مقترحات مكتملة وواضحة للتعامل معها، ربما هناك بعض الأفكار لكنها لا ترتقي إلى المبادرة أو المقترح".

وفي وقت سابق، قال وزير المياه والري الإثيوبي سليشي بقلي خلال جلسة مشاورات نظمتها وزارة الخارجية ومجلس تنسيق المساهمة الشعبية لدعم سد النهضة، إن "نسبة البناء في السد تجاوزت الـ80 بالمئة".

في المقابل، شددت وزارة الخارجية المصرية، الخميس الماضي، على رفض أي "إجراءات أحادية قد تتخذها إثيوبيا بشأن بسد النهضة"، بما في ذلك الاستمرار في ملء السد بشكل أحادي خلال موسم الفيضان المقبل، صيف العام الجاري.

3 سيناريوهات

وخلال تصريحات تليفزيونية سابقة، قال وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي إنه توجد 3 سيناريوهات محتملة لمصر خلال الفترة المقبلة في حالة حدوث الملء الثاني لسد النهضة، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية.

السيناريو الأول: هو حدوث فيضان عالٍ مع وجود مناسيب آمنة في بحيرة السد العالي كافية لاستيعاب صدمة الملء الثاني.

السيناريو الثاني: هو حدوث فيضان متوسط، والذي سيتم انتقاص كمية المياه منه؛ التي تخزنها إثيوبيا.

السيناريو الثالث: هو الأسواء ويتزامن حدوث الجفاف مع ملء سد النهضة".

وقال إن ملء سد النهضة يعتبر صدمة لأنه سينتقص من كمية المياه التي تأتي إلى مصر، خاصة إذا تزامن ذلك مع حدوث جفاف.

سكاي نيوز

يقرأون الآن