مصر آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

"قمة القاهرة للسلام" …لا لتهجير الفلسطينيين

ندد الزعماء العرب اليوم السبت بالقصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة في حين شدد الأوروبيون على ضرورة حماية المدنيين، لكن في ظل غياب إسرائيل ومسؤولين أميركيين كبار عن قمة القاهرة للسلام لم يتم التوصل إلى اتفاق لاحتواء العنف.

وقالت مصر، التي دعت إلى الاجتماع واستضافته، إنها كانت تأمل أن يدعو المشاركون إلى السلام واستئناف الجهود لدعم مسعى الفلسطينيين المتواصل منذ عقود لإقامة دولتهم.

لكن الاجتماع انتهى من دون أن يتفق الزعماء ووزراء الخارجية على بيان مشترك بينما يحتدم في غزة المجاورة منذ أسبوعين صراع أودى بحياة الآلاف وتسبب في كارثة إنسانية في القطاع المحاصر الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

ولم يكن الدبلوماسيون الذين حضروا المحادثات متفائلين حيال إمكانية حدوث انفراجة بينما تستعد إسرائيل لغزو بري على غزة للقضاء على حركة "حماس" التي اجتاح مسلحوها بلداتها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مما أودى بحياة 1400 شخص.

ممر إنساني

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمام القمة إن هناك حاجة إلى ممر إنساني لتوصيل المساعدات للمدنيين، وهو ما قالت إنه قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار.

وقالت ألمانيا إن قتال إسرائيل لحماس يجب أن يتم مع مراعاة الوضع الإنساني في غزة، في حين حثت بريطانيا الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي وضبط النفس. وقالت إيطاليا إن من الضروري تجنب التصعيد.

وأرسلت الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، القائمة بأعمال السفير الأمريكي في مصر والتي لم تتحدث علنا في أثناء القمة.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن الهدف الرئيسي للقمة هو "الاستماع لبعضنا البعض".

وأضاف "لكننا نتفهم أننا بحاجة إلى العمل معا بشكل أكبر" في قضايا من بينها الوضع الإنساني وتجنب التصعيد في المنطقة وعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.


 وقف إطلاق النار

سعى اجتماع القاهرة لإيجاد سبل لتفادي نشوب حرب أوسع نطاقا في المنطقة. لكن الدبلوماسيين كانوا يعلمون أن إصدار بيان مشترك للقمة ليس مرجحا بسبب الحساسيات المتعلقة بأي دعوات لوقف إطلاق النار وما إذا كان سيتضمن ذكر هجوم حماس وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وتخشى الدول العربية من أن يدفع الهجوم سكان غزة للنزوح من منازلهم بشكل دائم بل وإلى دول مجاورة مثلما حدث عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.

السيسي

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن بلاده تعارض ما سماه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.

وأضاف "تقول لكم مصر... إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم".

وتشعر مصر بالقلق من انعدام الأمن قرب الحدود مع غزة في شمال شرق سيناء، حيث واجهت تمردا إسلاميا بلغ ذروته بعد 2013 وتم قمعه حاليا إلى حد كبير.


الأردن 

بدوره، قال العاهل الأردني الملك عبد الله: "إنّ حملة القصف العنيفة في غزة جريمة حرب، وإنّه إذا واصلنا السير على طريق الصراع، الممتد منذ أسبوعين لن ينتج إلاّ مزيد من الموت واليأس".

وأضاف خلال كلمته بقمة القاهرة للسلام: "إنّ الجيش الإسرائيلي يفرض حصارًا على المدنيين في غزة، ويحرمهم من الغذاء والدواء والمساعدات، وعواقب اللامبالاة على تطبيق قواعد القوانين الدولية الإنسانية خطيرة ويجب وقف الحرب على غزة".

وتابع: "رسالتنا للشعب الإسرائيلي أن تكون هي العيش في سلام مع الفلسطينيين دون خوف".


البحرين

أكّد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، "موقف مملكة البحرين الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وأضاف: "إنّ مصر تدعو دائمًا للسلام، وخير الأوطان وتحقيق الإستقرار بالمنطقة".


فلسطين

حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة الغربية أو القدس.

وقال عباس: "إنّ شعبنا يواجه عدوانًا وحشيًا ينتهك القانون الدولي الإنساني، ونطالب بوقفه على الفور".

وجدّد رفضه الكامل لقتل المدنيين من الجانبين، مشددًا على أنّ "الأمن والسلام يتحققان بحل الدولتين".

وأوضح الرئيس الفلسطيني أنّ "دوامة العنف تتجدد كل فترة بسبب غياب العدالة والحقوق المشروعة لشعبنا".


السعودية

قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إنّه يرفض "محاولات إسرائيل لتهجير سكان غزة قسرًا".

وأضاف: "نطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالتقيد بالقانون الدولي، بالإضافة إلى فتح فوري لممرات إنسانية آمنة إلى غزة"، ودعا في الوقت ذاته إلى الوقف الفورى للتصعيد العسكري فى القطاع.

وأكّد أنّ "المملكة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه".


جنوب أفريقيا 

دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا، كافة الدول المعنية إلى الإمتناع عن مد أي من جانبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالأسلحة.

وقال رامابوسا: "إنّ استخدام إسرائيل القوة، وقصف قطاع غزة ينتهك القانون الدولي".

وأضاف: "نتمسك بوجهة نظر ثابتة بأنّ الهجوم على مدنيين في إسرائيل، والحصار المستمر على غزة وقرار تهجير سكان غزة قسرًا، إلى جانب الاستخدام العشوائي للقوة من خلال القصف، هي انتهاكات للقانون الدولي". 


فرنسا

أشارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إلى أنّه "ثمة حاجة إلى إنشاء ممر إنساني لتوصيل المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة، وأنّه قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار".

وتابعت: "توزيع المساعدات على السكان المدنيين، بدءًا بالأكثر احتياجًا، يستدعي إنشاء ممر إنساني، وهو ما قد يؤدي إلى وقف إطلاق النار"، لافتةً إلى أنّ "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن للتو تقديم مساعدات إنسانية بقيمة عشرة ملايين يورو (10.59 مليون دولار) إلى الفلسطينيين"، فضلاً عن مبلغ عشرة ملايين يورو أعلنتها كولونا يوم الأحد الماضي خلال زيارة إلى القاهرة.


بريطانيا

قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: "تحدثت مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية بشأن واجبها في احترام القانون الدولي، وأهمية الحفاظ على حياة المدنيين في غزة".

وأضاف: "على الرغم من الظروف الصعبة للغاية، دعوت الجيش الإسرائيلي إلى الإنضباط والإحترافية وضبط النفس".

وذكر كليفرلي أنّ "المجتمع الدولي ينبغي أن يتعاون للحيلولة، دون تحول الوضع في غزة إلى صراع إقليمي"، قائلاً إنّ "هذا هو ما تريده حماس".

وتابع: "علينا واجب، واجب التعاون لمنع عدم الإستقرار من اجتياح المنطقة، وحصد المزيد من الأرواح. لذلك علينا ضمان أنّ حماس لن تفوز. وبدلاً من ذلك، يجب علينا أن نضمن فوز التعايش السلمي".


ألمانيا

من جهتها، رأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أنّ "القتال ضد حماس، التي "لا تتحدث باسم الفلسطينيين"، يتعين أن يكون بأقصى درجات الحرص على الوضع الإنساني في غزة، وإلاّ سيتعرض لخطر الإنقلاب لصالح الحركة".

وقالت بيربوك: "إنّ هدف حماس ورعاتها، الذين يتحدثون "فقط عن أنفسهم... بلغة الإرهاب فقط"، هو التسبب في مزيد من التصعيد الإقليمي وهي نتيجة يجب تجنبها".

وتابعت: "الأمهات والآباء الفلسطينيون في غزة الذين يكابدون، من أجل توفير مياه الشرب لأطفالهم لا يتحدثون لغة الإرهاب... القتال ضد حماس يجب أن يتم بأكبر قدر ممكن من الحرص، على الوضع الإنساني للرجال والنساء والأطفال الأبرياء في غزة".


إيطاليا

بدورها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: "إنّه يتعين على المجتمع الدولي منع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، ووضع خارطة طريق لحل الدولتين".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل، اليوم السبت، القادة والزعماء المشاركين في القمة، وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد في قطاع غزة.

ويشارك في القمة زعماء كل من قطر، وفلسطين، والإمارات، والبحرين، وجنوب أفريقيا، وموريتانيا، وليبيا، وقبرص ورؤساء وزراء إسبانيا واليونان وإيطاليا والعراق، وولي عهد الكويت وولي عهد سلطنة عمان.

كما يحضر القمة رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي، ورئيس المجلس الأوروبي والأمين العام لجامعة الدول العربية. ومن المقرر أيضًا أن يشارك ممثلون عن روسيا والصين والولايات المتحدة.

يقرأون الآن