رأى الرئيس أمين الجميل بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى أن "الفراغ الرئاسي، هو جريمة في حق الوطن، لأن لبنان اليوم في مهب الريح، لا رأس له، ولا شعور بالمسؤولية، مع كل تقديرنا لما يقوم به بعض المؤسسات، وحتى الرئيس نجيب ميقاتي، إن على صعيد تصريف الأعمال، وهذا لا يكفي، فحكومة تصريف الأعمال لا يمكنها أن تتحمل المسؤولية بالكامل، أو أن يكون عندها كامل الصدقية، والتواصل مع كل المؤسسات الدولية ما دامت هي تصرِّف الأعمال بشكل صحيح، إنما المطلوب أكثر من ذلك، لأننا لم ننتخب رئيس جمهورية، فالبلد على كف عفريت، وليس هناك محاور مأذون يستطيع أن يعيد لبنان إلى المحافل الدولية".
وأضاف: "على الصعيد العربي، ليتواصل مع كل الدول العربية الشقيقة التي دائمًا نتكل عليها، والتي كانت دائمًا إلى جانب لبنان، واليوم تتساءل عما إذا كان يجب أن تساعد أو لا، وكذلك الأمر على الصعيد الدولي، يعني هناك فراغ على صعيد التواصل مع المؤسسات الدولية، الدول الأجنبية الصديقة أو الأمم المتحدة، هناك مجموعة قرارات دولية كلها لصالح لبنان، هذه القرارات الدولية لا أحد يسأل عنها، كل القرارات الدولية التي صدرت في الفترة الأخيرة - التي تتعلق بالجنوب أو بالداخل - نعرف تمامًا أنها معطلة، عطفًا على النزوح السوري الذي هو أيضًا عبء إضافي على البلد، ويخلق مأساة على كل الصعد، لأنَّ البنية التحتية اللبنانية لا تقدر أن تلبي حل هذه المشكلة الجديدة التي نعانيها بسبب النزوح السوري".
وتابع: "من الضروري وجود هيئة وطنية تجمع شخصيات تتواصل في الداخل مع كل الأطراف وكل الأحزاب بدون إستثناء، وتتواصل مع كلِّ شرائح الشعب اللبناني وفعالياته من جهة، ويكون عندها تواصل مع كل الدول العربية والدول الصديقة من جهة أخرى، حتى تستطيع مساعدة لبنان وتنتشله من ظروف هذه المرحلة، والقلق الذي يرتاب منه الشعب اللبناني، وهذه الهيئة الوطنية الجامعة تكون في الوقت الحاضر نوعا من الضمان لبقاء الفكر اللبناني ببعده الكبير، هذا الفكر الذي يتساءل: هل يبقى لبنان غدًا بعد هذه الأزمة على الصعيد الإجتماعي والمؤسساتي والديموقراطي والإقتصاديّ، ففكرة لبنان ماذا بقي منها اليوم سوى التمسك بالفكر اللبناني؟ ولكن هذا لا يكفي من دون وجود مؤسسات وأرضية صالحة تنقذ لبنان وتنتشله من المستنقع الذي يتخبط به".
ودعا إلى "إنشاء هيئة وطنية جامعة، تضم كل الفعاليات التي لديها صدقية في البلد، والقادرة على أن تعمل بصدق لمصلحة لبنان، لا أن تكون هي مكان الحكومة أو مجلس النواب، ولكن تبلور الظروف المناسبة لانتخاب رئيس جمهورية، ودعم مسيرة مجلس النواب بانتخاب رئيس، ودعم ما تقوم به حكومة تصريف الأعمال".